منوعات
"بومة منيرفا"... يحلّق في تحولات الواقع العربي
السبت 02 أكتوبر 2021
5
السياسة
صدر حديثاً كتاب جديد للشاعر العماني سيف الرحبي بعنوان "بومة منيرفا" عن دار الآن – ناشرون، الذي يضم عدداً من المقالات تنوّعت مضامينها، وتعدّدت اهتماماتها، واختلفت طرائق القول فيها، حيث يسعى الشاعر العماني سيف الرحبي إلى استقراء الواقع العربي، ورصد تحولاته، مستأنساً بالفلسفة والتاريخ والفنون.يقع الكتاب في 226 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن وصفاً للرحلات التي قام بها الشاعر إلى المغرب وبريطانيا وفرنسا، وهذه النصوص التي جمعت بين صيرورة القص، وكينونة الشعر، تخلّلتها تأمّلات وقصائد وشواهد مُقتطفة من كتب فكرية شتى.الجزء الأول من الكتاب كان وصفاً للرحلات التي قام بها الشاعر إلى المغرب وبريطانيا وفرنسا، بابداع القص، وكينونة الشعر، تخلّلتها تأمّلات وقصائد وشواهد مُقتطفة من كتب فكرية شتى، فالرحلة، عند سيف، ليست رحلة في الخارج بقدر ما هي سياحة في الداخل، أي في دهاليز النفس وأروقتها المظلمة.أما الجزء الثاني من الكتاب فقد جمع بعض الافتتاحيات التي كتبها الشاعر في مجلة "نزوى"، وأثار من خلالها عدداً من الأسئلة الاجتماعية والسياسية والفكرية الحارقة.فصول الكتاب، على تعدّد أجناسها، واختلاف مضامينها، وتنوّع أساليب الكتابة فيها، يجمعها سلك واحد، هو تأمل الواقع العربي من خلال تحولاته المستمرة.وجاء عنوان الكتاب "بومة منيرفا" التي لا تُحلّق إلّا في الظلام، من عبارة الفيلسوف الألماني "هيجل"، وكان يقصد بها الفلسفة، فقد كانت البومة عند الإغريق القدماء ترمز إلى الحكمة أو الفلسفة، حتى ساءت سمعتها في القرون الوسطى الأوروبية، إذ تحوّلت إلى رمز للشؤم والخراب، وكذلك في الوعي العربي الذي يتطابق واقعاً ورمزاً مع تلك الحقبة السوداء في التاريخ الأوروبي التي سبَقت ومهّدت للانعطافات الحضاريّة الكبرى اللاحقة. فـــــي المنحى العربي الشرقي، نجد البومة في أسوأ صورها حتى لدى حيوانات "ابن المقفّع"، حيث يقوم الغراب بقذف البومة بأقبح الصفات صورةً وصوتًا وسلوكًا.