السبت 27 يوليو 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
تصعيد عنيف على جبهة لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل
play icon
الدولية

تصعيد عنيف على جبهة لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل

Time
الخميس 16 نوفمبر 2023
View
171
bardan

الاستعدادات الميدانية لحرب واسعة وشاملة بلغت ذروتها والقرى والمستوطنات على الجانبين باتت خالية

بيروت ـ من عمر البردان

لف التصعيد الميداني العنيف مختلف محاور جبهة جنوب لبنان أمس، في انعكاس واضح لارتفاع منسوب التوتر العسكري بين "حزب الله" وإسرائيل، على وقع تهديدات متبادلة، بخوض غمار حرب واسعة وشاملة، قد لا يكون موعدها بعيداً، بعدما بلغت استعدادات الطرفين مداها الأقصى، وفي ظل حالة استنفار واسعة على جانبي الحدود، في حين خلت القرى والبلدات اللبنانية على طول الخط الأزرق من ساكنيها، وهو الأمر نفسه في ما يتعلق بالمستوطنات الإسرائيلية المقابلة للحدود اللبنانية.
وقد استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدفعي أطراف بلدات جنوبية عدة، وهي بيت ليف وراميا في القطاع الأوسط، والعديسة وكفركلا ومركبا في القطاع الشرقي، فيما سقطت قذائف عدة أطلقت من الجانب الإسرائيلي على أطراف بلدة ميس الجبل وبلدة محيبيب في القطاع الأوسط للحدود كما طال القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف الناقورة في القطاع الغربي، بعد غارة جوية إسرائيلية على اللبونة، في حين نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية أخرى على أحراج بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط ،في حين سقطت عدة قذائف من الجانب الإسرائيلي على أطراف سهل الخيام في القطاع الشرقي للحدود.
في المقابل أعلن حزب الله استهداف موقعين للجيش الإسرائيلي في مسكاف عام والمرج، ولمواقع العاصي، والمطلة، والبياض مقابل بلدة بليدا اللبنانية الحدودية، وقال الحزب في بيانات منفصلة إنه استهدف ثكنة ‏يفتاح وموقع ‏بياض بليدا بالأسلحة المناسبة وحققنا فيها إصابات مباشرة.
وتزامن ذلك مع تقارير اشارت إلى أن بلدتي طيرحرفا وعيتا الشعب باتتا تعانيان صعوبة العيش بسبب القصف والقنص المستمرين ومعظم سكانهما نزحوا في اتجاه مدينة صور و القرى المجاورة، كما عاشت قرى القطاعين الغربي والاوسط ليلا متوترا بسبب استمرار الطيران الاستطلاعي بالتحليق واطلاق القنابل المضيئة.
وسط هذه الأجواء، بدأت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف زيارة إلى الشرق الأوسط تستمر حتى 20 تشرين الثاني الجاري، تزور خلالها إسرائيل وعدد من الدول الخليجية منها الإمارات والسعودية والكويت وعمان والبحرين، وبحسب بيان لوزارة الخارجية، ستجتمع ليف مع الشركاء الإقليميين لمناقشة الصراع بين إسرائيل و"حماس"، بما في ذلك الجهود المبذولة لضمان عدم تكرار ما يجري مرة أخرى، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإجلاء الرعايا الأجانب، وضمان العودة الفورية والآمنة لجميع الرهائن.
داخلياً، دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال ترؤسه، جلسة لمجلس الوزراء في السراي الحكومي، الجميع إلى التكاتف لتجنيب لبنان الانهيارات القاتلة، مؤكدا أن مشهدياتِ الدم والقتل في غزَّة لن تقوى على قتل الحق. ولفت ميقاتي إلى أن حرب غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب، كانت محور كلمتي في القمة العربية والإسلامية، وكان جميع الملوك والرؤساء متجاوبين ومدركين مخاطر الأوضاع وتطوراتها. وأضاف أن "كل هذه التحديات والاخطار، تجعلنا نتبصر أعمق ونفكر أكثر في وضعنا الداخلي، مؤكدين دوما ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، ليكتمل عقد المؤسسات ونعمل سوية لإعادة لبنان أقوى وأكثر مناعة".
كما أشار إلى أن الرأي العام العالمي "بدأ يتفهم هذا الموضوع الإنساني وأبعاد العدوان الإسرائيلي في غزة، الذي يستهدف المدنيين والمستشفيات وتدمير كل مقومات الحياة"، لافتا إلى أن القرار الذي صدر أمس عن مجلس الأمن يشكل بداية لوقف إطلاق النار والسعي الحثيث لتبادل الأسرى المدنيين كمرحلة أولى، تمهيدا للوصول الى وقف نهائي لإطلاق النار. وأكد ميقاتي أن البعض يحاول إدخال الحكومة مجددا في "نقاشات ظاهرها دستوري وسياسي وباطنها تعطيلي استئثاري"، مشددا على المضي في العمل والابتعاد عن السجالات العقيمة التي ملّها اللبنانيون، مؤكدا أن الحكومة لن تكون ساحة يستخدمها من يريد تصفية حسابات شخصية ومنازعات فردية على حساب المصلحة العامة.
ومن جهته، أكد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب خلال استقباله سفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن، أنَّ العالم مدعو اليوم لوقف احتقار إسرائيل للقانون الدولي الإنساني باعتداءاتها على المستشفيات في غزة، لا سيما الميداني الأردني والشفاء، والطواقم الطبية، والمرضى، والأطفال حديثي الولادة، وتعريض حياتهم جميعا للخطر". وأشار بو حبيب إلى أنَّ، "قرار مجلس الأمن الدولي الداعي الى هدنة إنسانية مؤقتة خطوة ضرورية، ولكن غير كافية في الطريق الصحيح، للوصول الى وقف إطلاق نار وإنهاء العدوان".
وبدوره، أشار وزير البيئة ناصر ياسين إلى "أننا في حالة حرب، وفي حالات الحرب يجب حماية المؤسسة العسكرية"، فيما أوضح وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، أنّ موضوع قيادة الجيش موضوع حيوي ومهم والمهل باتت أضيق لضرورة بت هذا الأمر، ولكنه يحتاج الى مزيد من التشاور لكي لا يأتي هذا القرار تحديًا، وأعلن أنّ التوجه هو أن يكون للجيش قائدًا والحكومة تتوجه نحو تفادي الفراغ في قيادة الجيش، ومن له أساس دستوري بين مجلسي النواب أو الوزراء سيقوم بملء الفراغ.

آخر الأخبار