الجمعة 09 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

تعدد الزوجات والموسيقى والغناء... أبرز مظاهر حياة قبائل الهوسا

Time
الثلاثاء 14 مايو 2019
View
5
السياسة
إعداد - محمود خليل:


لا يعلم كثيرون أن أفريقيا جنوب الصحراء التي لم تصل إليها جيوش الفتح الإسلامي قامت بها دول وممالك إسلامية كان لها دور بارز في نهضة الإسلام والدفاع عنه في مواجهة الهجمات التي كانت تسعى للنيل منه، في هذه الحلقات نستعرض عددا من تاريخ أهم الدول والممالك الإسلامية في أفريقيا جنوب الصحراء، مواقفها من دول الاحتلال الأوروبية دفاعا عن الأرض والدين.

بعد انتشار الإسلام في غرب أفريقيا، نشأت امبراطوريات وممالك ودول إسلامية منها، امبراطورية غانة، امبراطورية مالي، ممالك الهوسا، تأثر السكان بالعادات والتقاليد العربية الإسلامية، فكتبت اللغة بأحرف عربية، كثرت المساجد، أنشئت دور العلم وتحفيظ القرآن الكريم، مارسوا الحياة الإسلامية بكل مظاهرها الاجتماعية، في الأيام العادية، الأعياد، المناسبات العامة والخاصة.
ربى أهل الهوسا – مثلما ربى قبلهم شعوب غانة ومالي - أبناءهم على التعاليم الإسلامية منذ الصغر، فبعد إجراء الختان الذي يتم في سن السابعة أو التاسعة، يدفع بالأولاد إلى معلمي القرآن الكريم لحفظ ما تيسر منه على يديه.
كانوا يعتقدون أن الشيطان سبب إصابة الإنسان بالأمراض، من ثم يجب القيام بطقوس خاصة لطرده من الأجساد المصابة، ما يدل على أنهم كانوا يعتقدون بالخرافات، ملتزمين بعادات وطقوس وثنية حتى بعد اعتناقهم الإسلام، لذا قامت حركات إصلاح دينية كان لها أثر كبير في الابتعاد عن تلك العادات والتقاليد الوثنية.
كان النظام القبلي سائدا متناسبا مع طبيعة حياتهم، إذ كانت القبيلة تمثل الوحدة السياسية والاجتماعية لديهم، كان النسب يمثل النواة التي تجتمع حولها كل قبيلة وحلقة الوصل القوية التي تربط بين أبناء القبيلة الواحدة، بعد إسلامهم استمر الاهتمام بالنسب والاعتزاز به، كما أبقى على وحدة القبائل.
كان أهل الهوسا – كأقرانهم في مملكتي غانة ومالي - يمارسون الزراعة، الصناعة، التجارة، يسكنون في مدن حضارية مثل "كانو"، يتصفون بالليونة، الظرافة، حسن المعاملة، البشاشة، يغنون، يرقصون على نغمات الطبول والمزامير، كانوا قبل قدوم شهر رمضان يحرصون على قراءة القرآن الكريم منذ منتصف شهر شعبان، حتى إذا أتى الشهر كان الأهالي يأتون إلى أبواب المساجد قبل الغروب بالتمر، قطع الخبز، الحساء، ليوزعوها على المحتاجين والفقراء، فإذا كانت ليلة القدر يأمر القاضى بطبخ الطعام، يحمله فوق رأسه مناديا قراء القرآن الكريم، يأكلون وهم قائمون تعظيما لها.
أما في عيد الفطر، فكان من مظاهر الاحتفال به إنه بمجرد انتشار الخبر تتعالى الصيحات، في المدن الكبيرة، بالتهليل والتكبير، مصحوبة بزغاريد النسوة، فرحة بقدومه، يخرج الناس إلى الطرقات مصطحبين أطفالهم حاملين الفوانيس لتنير الطرقات طيلة ليالى العيد.
في صباح يوم العيد ينطلق الرجال إلى الساحات العامة لتأدية صلاة العيد، تقوم الأسر والأفراد بالتزاور، التصدق على الفقراء والمساكين.
كان الأهالي يحتفلون بالمولد النبوي الشريف منذ اليوم السابع والعشرين من شهر صفر، ثم يخرجون ليلة المولد النبوي الشريف، في المدن الكبرى، إلى الشوارع يمدحون الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، بشكل جماعي، حاملين الطبول، يزينون المساجد، يخرج الرجال والنساء يرتدون أبهى الملابس، ثم تقام حلقات المديح في الجوامع، المساجد، الساحات العامة، حتى الثلث الأخير من الليل. كما كانوا يحتفلون ببداية السنة الهجرية، يوم عاشوراء، ختم القرآن الكريم، مرور أربعين يوما على وفاة العلماء.
أما العادات والتقاليد الاجتماعية، فكانت خليطاً من التقاليد القديمة وما نقله المسلمون معهم من عاداتهم الاجتماعية والإسلامية، منها، اهتمام الأهالي بطعامهم، إذ كانت من أشهر الوجبات في ممالك الهوسا، "الشنكة"، التي كان يدخل في صنعها الأرز، كذلك "المية" أو الملوخية، و"درموسو" التى كانت عبارة عن رؤوس الخراف المطبوخة، كذلك لحوم الحوت ولحوم الأبل.
أما المشروبات فتنوعت، منها مشروب "الفرا"، من الأعشاب البرية، يقدم في جميع المناسبات والاحتفالات، كذلك المشروب الشائع هناك "عرق البلح"، كذلك مشروب مصنوع من الذرة، يتم تناوله كغذاء أيضاً.
تأثرت الملابس أيضا بالملابس الإسلامية، إذ كانت عبارة عن عمائم، قماشها أبيض اللون مصنوع من القطن، يرتدون القميص، يتلثمون باللثام، أما النساء فكن يرتدين ملابس مطرزة فضفاضة ذات أكمام، ايزارات مغلقة، كما يتزين بأقراط ذهبية والخرز.
أما الملك وكبار المسؤولين فكانوا يلبسون ثوبا مخططا، فضفاضا، باللونين الأخضر والأبيض، وسروالا فضفاضا، مطرزا بحرير أخضر عند مقدمة الساقين، فوقهما عباءة حمراء مطرزة، تلف حول الطاقية الحمراء، عمامة ذات اللونين الأحمر والأبيض.
كان الازدهار الاقتصادي الذي شهدته الممالك سببا في تأنق الأهالي في ملابسهم، إذ اهتموا بصناعة الملابس من خامات الأقمشة المحلية المصنوعة من القطن والحرير، المطرزة بالألوان الزاهية. كما كانت الطبقات العليا يستوردون الأقمشة الحريرية المطرزة غالية الثمن، يرتدون قميصاً داخلياً بزخارف عند الوسط، يعلوه لفاح طوله قرابة ياردة وعرضه شبران، يحلى بشريط من المخرمات.
كما تأنقوا في ملابسهم من أجل الصلاة، بعد الاغتسال اليومي والوضوء، مباهين جيرانهم الوثنيين بملابسهم النظيفة المزركشة.
تعد الموسيقى والغناء جزء حيويا في حياة قبائل الهوسا، إذ كانت النساء تغني في مواسم الجفاف، بينما الرجال يعزفون على آلات الموسيقى، مثل القيثارة، الناي، الطبلة.
انقسمت الأغاني إلى أنواع عدة منها، أغاني للتفاخر والاعتزاز بالنفس، أغاني للرعاة، أثناء الزراعة، المناسبات المختلفة، مثل أغاني الأفراح، فيما عابت قبائل الفولاني على الهوسا غرامهم الشديد بالموسيقى وعزفهم على الآلات الموسيقية في المناسبات.
آخر الأخبار