سعود السمكةالديمقراطية الحقيقية الراشدة التي تقوم على قواعدها الدولة الوطنية ذات المشاريع التنموية هي دولة القانون والنظام الحازم، وهي دولة الحرية والمساواة والمسؤولة التي تحمي النظام من طغيان الفوضى، وهي أداة الضبط والربط.لكن حين تغيب هذه المعايير تبدأ هيبتها الدولة، اي دولة، تتآكل، ويعلو صوت الرعاع، وتتعالى صيحات الغوغاء، وتقوم متاريس وقواطع دويلات العزلة، وتبدأ تجارة الكراهية للدولة والنظام الديمقراطي، تلك التي يروج لها أمراء الطوائف والقبائل، كمقدمة لمحاربة الحكم والنظام والمجتمع والدوله المدنية.
نحن اليوم أمام بوادر انحدار هيبة الدولة، وهذا واضح من بروز الصعاليك والرعاع، والانسلاخ عن قواعد حسن السلوك والقيم، بدليل أن سلطة ما يفترض أنها صانعة التشريعات أصبح أعضاؤها يستعرضون انجازاتهم عبر السباب والتضارب بالاحذية، والجامعة التي يفترض أنها مركز الاشعاع بالدولة، والتي أضاءت بصناعتها للكوادر الشبابية الوطنية لثلاثة عقود مضت سماء الوطن، أصبحت حاليا وكرا تعيش فيها جراثيم أمراض التباعد المجتمعي، والعزل القبلي والطائفي، وتجار التزوير ومروجي الفتن.اليوم أمام كل هذه العناصر العدوانية المتحفزة والمتربصة بالديمقراطية، هل من أمل لعودة الكويت الى سيرتها الاولى، بلد السلام، والتراحم، والأسرة الواحدة، من دون أن تعاد الهيبة لها ويعيدها الحكم لها؟على الجميع أن يدرك أن الفرق شاسع جدا بين الحرية والفوضى.تحياتي.