حوارات
"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" (الشمس 7-10).
يشير"تقدير الذّات" الى معرفة الانسان البالغ عمريّا، الناضج نفسيّا الى قيمة نفسه، ويدلّ أيضًا على كيفية نظره إليها.
وتقدير الذّات وضع نفسيّ وفكريّ تلقائيّ تشكّله أفكار وآراء الفرد، وقيمه الأخلاقية التي يعتنقها ويلتزمها، وهو كذلك المُقوِّم والمتطلَّب الأساسي لتحقيق الثقة بالنفس، والحفاظ عليها.
ومن بعض مبادئ ووسائل تعزيز تقدير الذّات بهدف رفع مستوى الثقة بالنفس، نذكر ما يلي:
- تقدير الذّات والمساواة مع الآخرين: أهم خطوات تقدير الذّات تتمثل في بدء ترسّخ الأفكار الإيجابية تجاه الذّات في عقل وقلب الإنسان، لا سيما في نظره الى نفسه كشخص متساوٍ في حقوقه وفي واجباته مع الآخرين.
وتستقر فكرة المساواة مع الآخر في نفس الإنسان عندما يبدأ ينظر الى نفسه كمساوٍ تمامًا لمن هم حوله، وخصوصا في إمكاناته الفطرية، وقدراته المحتملة، وفي تمكنه من التنافس معهم بشكل لا يشعر فيه بأي نوع من النقص أمامهم. - الحوار الإيجابي مع النفس: يقوي الانسان ثقته بنفسه عندما يبدأ يتحدّث معها، ويحاورها بشكل إيجابي، فلغة الخطاب الذاتيّ الإيجابية تجاه النفس ستكوّن حوارًا داخليًّا يغذّي العقل الباطن بافتراضات إيجابية عن الذّات، ما يقوّي بالتّبعيّة الثقة بالنفس.
- مقارنة الشخصية مع شخصيات الآخرين: لا يصحّ منطقيًّا أن يقارن المرء شخصيته بالآخرين سلبًا، أو حتى إيجابًا، فشخصيته خاصّة به، وهي عبارة عن مركّب نفسيّ، وفكري، ووجداني فريد من نوعه، ربما يتشابه في بعض صفاته مع شخصيات الآخرين، لكن تلك الصفات تختلف في تكوينها الأساسي، ومن يدرك اختلافه عمّن هم حوله، يستوعب أيضًا أن طريقة اكتسابه الثقة بنفسه تختلف عن الآخرين، وأنه يتوجّب عليه تذكّر التّالي: لا يمكن للفرد أن يعزّز ثقته بنفسه عبر المحاكاة التّامة لتجارب الآخرين.
- التأكيد الإيجابي للذّات: يؤكّد الفرد ذاته بشكل إيجابي في سياق سعيه الى تعزيز ثقته بتكرار استعمال عبارات تحفيزية تجاه نفسه، وأن يعبّر دائمًا عن مشاعره بشكل صريح وواضح، وبلا أن يشعر بالحرج.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
د. خالد عايد الجنفاوي