تلفزيون الكويت في الـ60... يعود إلى الزمن الجميل

كتب - فالح العنزي:

في 15 نوفمبر 1961 بدأت أول إشارة بث لتلفزيون الكويت، ومن تلك اللحظة ورغم مدنية وتطور البلدان العربية في البث المرئي ظل تلفزيون الكويت قبلة المتابعين العرب، حيث ولدت في أروقته آلاف الطاقات والكوادر الفنية وخرج من تحت عباءته مئات الموهوبين من الكفاءات والقياديين، كما ان الاعلام الكويتي ممثلا بالتلفزيون هو من صدر نجوم الدراما والمسرح للخارج وأسس على مراحل مدارس مختلفة من البرامج السياسية والثقافية والمنوعات.
أول من أمس أعاد التاريخ نفسه ليطفئ تلفزيون الدولة الرسمي شمعته الـ 60 في احتفالية كرنفالية شهدتها برامجه على مدار اليوم، حيث سخرت كافة الامكانيات للاحتفاء بالمناسبة، بتوجيهات من وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري والوكيل نورة الهويدي، والوكيل المساعد لشؤون التلفزيون تركي المطيري، ليحمل مدير إدارة الانتاج لافي السبيعي مسؤولية اظهار المناسبة التي تهم كافة من وطأت قدمه التلفزيون بالشكل الذي يليق بتلفزيون الكويت، وحظي المشاهدون بفرصة العودة الى الزمن الجميل، حيث البرامج والمسرحيات والمسلسلات الراسخة في ذاكرة كل مشاهد كويتي وخليجي.

ريادة إعلامية
"السياسة" رصدت من الساعات الأولى بث تلفزيون الكويت، بتغيير شامل شهدته الشاشة بدءا من شعار التلفزيون "اللوغو" الذي تم تبديله بالشعار القديم ولم يغب عن ذاكرة الجمهور حتى مع بلوغنا الألفية الثالثة، واستعادت الشاشة الصغيرة أهم المحطات والبرامج منها السهرات التلفزيونية، التي كانت تستضيف النجوم العرب أمثال صباح وفايزة أحمد وعبدالحليم حافظ وأيضا برامج "لقاء الخميس" من تقديم الثنائي أمينة الشراح وعلي حسن، الى جانب برامج الإعلامي محمد السنعوسي وخالد الحربان وعبدالرحمن النجار ومسلسلات "درب الزلق" و"عتاوية الفريج" وغيرها.
وفي تصريح خاص إلى "السياسة"، قال مدير إدارة الانتاج لافي السبيعي: ان تلفزيون الكويت وبعد ستة عقود من الزمن يمتلك إرثا فنيا وتاريخا عريقا جعله المتصدر نتيجة ما قدمه من إنتاج مختلف ومغاير ومتنوع شمل الأعمال الفنية التلفزيونية من دراما ومسرح ومنوعات، الريادة التي قادها تلفزيون الكويت في المنطقة جعلته يتميز بمسيرة زاخرة بالعطاء منحته السبق عربيا حيث بدأ البث بعد خمسة أشهر من الاستقلال.
وأضاف: ارتأينا في هذه المناسبة العودة للزمن الجميل حيث الأعمال التي ساهمت في خلق هوية خاصة بتلفزيون الكويت واستحضرنا على مدار ساعات البث المتواصلة رواد الاعلام ونجوم الفن وأهم وأشهر البرامج الحوارية رغبة في تنشيط وتفعيل ذاكرة المشاهد لاسترجاع تلك الحقبة الزمنية من الذكريات التي لا تزال غالبيتها راسخة في اذهاننا.
وأكد السبيعي، أن الاعلام الكويتي لا يزال محافظا ويعمل من خلال مضامين العمل الاعلامي بتوجيه معتدل ومحايد يحظى بمختلف شرائح المجتمع حاملا رسالة الأعمال التي انتجت قديما لكنها تحمل إضاءات وإسقاطات للوضع الحالي.
وختم السبيعي، بأن رضا المشاهد الكويتي والعربي في المقام الأول متأملا أن يتحقق ذلك بتوجيهات القياديين في وزارة الإعلام.

كلمات من القلب
ورصدت "السياسة" ردود فعل كوكبة من الإعلاميين والمذيعين، كانت البداية مع المذيعة غادة رزوقي التي قالت: "كل عام وتلفزيون الكويت في ازدهار وتألق، وبهذه المناسبة أتقدم بالمباركة لوزير الاعلام عبدالرحمن المطيري والوكيل منيرة الهويدي والوكيل المساعد لشؤون التلفزيون تركي المطيري، يسعدني ويشرفني أنني كنت ومازلت جزءا من هذا الصرح الكبير الذي وضع حجر الأساس للعمل الإعلامي القائم على المهنية وتقديم الترفيه العائلي المحترم.. تحية احترام وتقدير للأساتذة المؤسسين وتحية حب للزملاء الحاليين في كل قطاعات التلفزيون.
بدورها أكدت د.نورة عبدالله، افتخارها واعتزازها بتلفزيون وطنها الحبيب وقالت: ستة عقود بمسيرة تميز ونجاح كبيرين، سنوات من الابداع، العطاء، الاستمرارية والتفوق المرئي، أشكر جميع العاملين في وزارة الإعلام خلال 60 عاما من القياديين والاداريين والفنيين، وأخص بالذكر وكيل التلفزيون تركي المطيري، مدير ادارة الانتاج لافي السبيعي.
وأضافت: تزين برنامج "بعد السادسة" للمخرج سليمان الخراز بحلقة خاصة واستثنائية اجتهد فيها فريق الاعداد بقيادة سعود النبهان، لنكون جزءا من الحدث التاريخي، حملت الحلقة فكرة مشاركة زميلي الاعلامي سعد الخلف، لتقديم الحلقة كونه من جيل الزمن الجميل ومازال يمثل عبق تلك الفترة، واصطحبنا المشاهد على مدار ساعة في الكثير من الموضوعات تنوعت بين مجالات عدة من عبق الماضي، منها الرياضة والفن وكذلك الغناء، وللمشاهد أيضا نصيب في مقتطفات من برامج عدة من الحوارات والخطابات الهامة لقياديين دولة الكويت آنذاك، كما حرصنا أن نستعرض مذيعي الزمن الجميل.
اما مقدم البرامج ومذيع "ليالي الكويت" فهيد العيبان، فأكد أنه تلميذ مدرسة تلفزيون الكويت أعرق تلفزيونات المنطقة وقال: يحق لنا كمذيعين شباب الفخر والاعتزاز كوننا نعمل في جهاز الدولة الرسمي واستطعنا الاحتكاك ببعض من سبقنا في التجربة والميدان، كما ان تلفزيون الكويت يمتلك أكبر مكتبة تلفزيونية وأرشيف ثري بمئات الأعمال الفنية والمسرحية وبرامج المنوعات يمكن الرجوع لها والاستفادة منها في التقديم التلفزيوني.