الأولى
تلوث إكسير الحياة... يفتك بالمراهقين الأصحاء
الخميس 15 سبتمبر 2022
5
السياسة
لندن- وكالات: الهواء إكسير الحياة، هل يتحول فجأة الى قاتل يفتك بالمراهقين والشباب الأصحاء ويرميهم بسهام الموت المفاجئ؟ هذا ما كشفته نتائج دراسة جديدة أكد القائمون عليها أن استنشاق الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب لدى المراهقين الأصحاء الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والموت المفاجئ، حتى عندما يكون تلوث الهواء ضمن حدود الجودة الشائعة.وذكرت الباحثون أن عوادم السيارات والاحتراق في الصناعات التحويلية والبناء مصدرا رئيسيا لتلك الجزيئات وبمجرد استنشاقها يمكن أن تصل إلى عمق الرئتين، وحتى الأوعية الدموية حيث تسبب الالتهاب الذي يؤدي إلى المرض.وأكدوا أن الآثار السلبية لتلوث الهواء على القلب والأوعية الدموية على البالغين جرى إثباتها بالفعل، فإن هذه الدراسة هي الأولى لتقييم تأثير تلوث الهواء على المراهقين في عموم السكان.وقال الباحث في علوم الصحة العامة في كلية الطب بولاية بنسلفانيا الاميركية الدكتور فان هي: "في حين أن عدم انتظام ضربات القلب نادر نسبيا، لكن يمكن أن يؤدي إلى الموت القلبي المفاجئ لدى المراهقين والشباب الأصحاء". اضاف: "النتائج التي توصلنا إليها وتربط تلوث الهواء بعدم انتظام ضربات القلب، تشير إلى أن الجسيمات قد تسهم في خطر الموت القلبي المفاجئ بين الشباب"، مؤكدا أن أمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة الطفولة والمراهقة يمكن أن تنتقل إلى مرحلة البلوغ وتفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية في وقت لاحق من الحياة.وبحث الخبراء الذين اجروا الدراسة تأثير تنفس الجسيمات الدقيقة على إيقاعات القلب لدى المراهقين، يبلغ حجم الجسيمات الدقيقة أقل من 2.5 ميكرون ويمكن استنشاقها بسهولة في عمق الرئتين وحتى دخول مجرى الدم، وترتبط الجزيئات بهذا الحجم عادة باحتراق الوقود، مثل الجزيئات من عوادم السيارات أو حرائق الغابات، وبمجرد استنشاقها تسبب الملوثات تهيج الرئتين والأوعية الدموية حول القلب.وراقب الأطباء نشاط القلب والهواء الذي يتنفسه أكثر من 300 مراهق أميركي سليم على مدار 24 ساعة، واكتشفوا أن التركيزات العالية من الجسيمات الدقيقة التي تسمى" PM2.5s" زادت من خطر عدم انتظام ضربات القلب خلال الساعتين التاليتين، كما عثر على تأثيرات مماثلة في كبار السن من قبل.وقال الدكتور فان هي:" النتائج كانت مذهلة بالنظر إلى أن المراهقين الأصحاء عادة ما يعتبرون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".اضاف في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية:"تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، ويسهم في الوفاة القلبية المفاجئة بين الشباب، وهي أحداث مدمرة لعائلاتهم والمجتمعات الأكبر".وقال:" النتائج كانت مقلقة جدا لأن التأثير شوهد حتى عند متوسط مستوى الجزيئات" PM2.5 " اليومي البالغ 17 ميكروغراما لكل متر مكعب".