فيلم كازاخستاني مشبع بالسياسة... شارك ألميرا تورسين في بطولتهعاد الفنان السوري غسان مسعود إلى السينما العالمية بعد غياب من خلال الفيلم الكازاخستاني "توميريس" (Tomiris)، الذي يُجسد فيه دور "كورش الكبير" ملك ملوك الفرس الذي سيطر على نصف العالم القديم في العام 600 قبل الميلاد.ويعد مسعود البطل الأشهر دولياً في فريق "توميريس" مقارنة ببقية أبطاله، إذ سبق أن شارك في مجموعة من الأفلام العالمية والعربية المهمة إلى جانب حضوره في أهم الأعمال الدرامية السورية. يروي الفيلم قصة قبيلة "ماساغيتي" من شعب الساكا في آسيا الوسطى بعهد الملكة "توميريس"، أول ملكة عرفها التاريخ، حاربت الفرس وهزمت "كورش الكبير" في معركة ملحمية، إذ انتهت حياته بوضع رأسه في وعاء من الدماء.وحصد الفيلم جائزة "كنال +" الفرنسية من مهرجان "l’étrange" بدورته الـ26، الأخيرة.وأشادت ألميرا تورسين، بطلة فيلم "توميريس"، بالقيمة الفنية والإنسانية لغسان مسعود، واصفة إياه بـ"العدو الرائع"، فضلاً عن كونه شديد الذكاء والرقي والعمق وصاحب كاريزما خاصة، يستشعرها الجمهور خلال متابعته للفيلم، وفق موقع "الشرق".ونشرت ألميرا، عبر حسابها في "إنستاغرام" صورة تجمعها بالممثل السوري، واستعرضت أبرز أفلامه التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، منها "مملكة السماء"، "وادي الذئاب العراق"، "خروج: الآلهة والملوك" و"قراصنة الكاريبي".وتطغى أفلام المخرج الإنكليزي ريدلي سكوت على تجربة غسان مسعود العالمية، فقد اختاره الأول في ثلاثة من أعماله السينمائية منها صلاح الدين الأيوبي، في فيلم "مملكة السماء" العام 2005، وفيلم "خروج الآلهة والملوك" العام 2014.وحقق فيلم "توميريس" إيرادات كبيرة، واعتبر من أكثر الأفلام ربحاً في تاريخ السينما الكازاخستانية، وفق "فارايتي".وتعود فكرة تصوير الفيلم إلى سيدة الأعمال علية نزارباييف، الابنة الصغرى لرئيس كازاخستان السابق نور سلطان نزارباييف.الفيلم بلغت ميزانيته 6.5 مليون دولار، من إخراج آخاي ساتاييف، وإنتاج "ساتاي فيلم"، و"كازاخ فيلم" ووزارة الثقافة الكازاخستانية، ويُشارك في بطولته إلى جانب غسان مسعود وألميرا تورسين، كل من عادل أحمدوف وإركيبولان ديروف.ووقع الاختيار على ألميرا تورسين، المتخصصة في علم النفس، لتجسيد شخصية "توميريس" من بين 15 ألف امرأة، إذ تعلمت بسبب هذا الدور ركوب الخيل، والرماية واستخدام السيوف والسكاكين بطريقة محترفة.ويتحدث أبطال الفيلم من "ماساغيتي" اللغة التركية القديمة، فيما يتحدث الأبطال الفارسيون اللغة الفارسية القديمة.ويشهد فيلم "توميريس" احتفاءً دولياً بعد انطلاق عرضه في صالات السينما العالمية، وكان آخر احتفاء به في فرنسا نهاية الشهر الماضي.وقال المنتج العالمي غاري هاميلتون، مالك شركة "Arclight Films" وصاحب حقوق توزيع "توميريس" حول العالم، إنّ قصة العمل تستحق أن تروى سينمائياً كونها عن واحدة من النساء القويات في تاريخ الإنسانية. وأضاف: "هذا الإنتاج الضخم وسط مناظر طبيعة خلابة ومشاهد ملحمية يجذب الجمهور الأميركي وغيره لاكتشاف السينما الكازاخستانية". وذكر موقع "فارايتي" إن صانعة الأفلام الكازاخستانية الأميركية جيا نورتاس وراء إسناد توزيع الفيلم عالمياً للمنتج غاري هاميلتون.وحظي الفيلم بردود فعل متباينة في كازاخستان وإيران، خصوصا على مستوى رواية الأحداث المتعلقة بـ"ماساغيتي" واعتبارهم من الأتراك الرحّل إذ أبدى بعض المؤرخين والباحثين رفضهم تلك الفرضية.وقال المحلل السياسي الكازاخستاني دوسيم ساتباييف: إنّ هذا الفيلم تفوح منه رائحة السياسة، فالشبه بين بطلة الفيلم وداريغا نزارباييفا ليست مجرد مصادفة، لا سيما أن ابنة رئيس البلاد السابق تطمح لتقلد منصب الرئاسة.وأضاف: "اختيار شخصية الملكة توميريس هو محاولة لتسويق صورة المرأة الحاكمة والمرشحة لها داريغا ابنة الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، خصوصا أنها الثانية في التسلسل الهرمي لمجلس الشيوخ بكازاخستان".ونقلت وسائل إعلام عن مشاركين بالفيلم أن مضمون العمل مقتبس من رواية تحمل الاسم ذاته، للكاتب بولات زاندر بيكوف، صدرت عام 1993، بعد سنتين من تأسيس دولة كازاخستان بعيداً عن الاتحاد السوفيتي.الرواية حققت انتشاراً واسعاً فور طرحها، وصار اسم "توميريس" شائعاً بين الفتيات حديثات الولادة في التسعينات، كما يعتبر هذا الاسم حتى الآن رمزاً للمرأة القوية والمحاربة الشجاعة.

غسان مسعود وألميرا تورسين