كل الآراء
تَأْنِيبُ الضَّمير
الأربعاء 17 يونيو 2020
10
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوييشير "الضَّمير" وفقاً لأحد المصادر اللغوية إلى "استعداد نفسي لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحسن واستقباح القبيح منها". والسؤال الذي يطرح نفسه في سياق موضوع الضَّمير في عالم اليوم هو: ما طبيعة الضَّمير الانساني الذي يتقبل التأنيب الذاتي؟ حيث يصعب أن يؤنب الضَّمير شخصاً بلا ضمير، أو شخصاً لا يكترث بالأخلاقيات، أو بما هو متعارف عليه بين العقلاء، ومن بعض صفات الضَّمير الانساني الذي يؤنِّب صاحبه، وربما يرشده إلى طريق الاستقامة الاخلاقية ما يلي:-لا يمكن أن يحس الشخص بالندم على سلوكه أو تصرفه السلبي "تأنيب الضَّمير" ما لم يكن لديه استعداد نفسي فطري أو مكتسب لعيش حياة أخلاقية ومستقيمة.-من يبيع ضميره بأرخص الأثمان، لن يبقى لديه إحساس بالكرامة الانسانية الاساسية يمكن أن يدفعه لتصحيح أخطائه أو لإصلاح نفسه لاحقاً.-لا يمكن لأحدهم أن يستمع لتأنيب ضميره، ما لم يكن فيه بذرة خير وصلاح فطري، والعكس صحيح دائماً.-من يعمل دائماً على تبرير وتسويغ فساده لنفسه، لن يكون لديه متسع من الوقت للإنصات لتأنيب ضميره.-يعتبر البعض أن الوقوع ضحية لتأنيب الضَّمير نقطة ضعف في شخصياتهم، بينما يعتبره العقلاء والاخلاقيون نقطة قوة في شخصياتهم.-كلما تعمقت وترسخت روحانية الانسان، تطور لديه ضمير حي، وكلما قلّ أو ضعف ايمانه حدث العكس.-ينبع تأنيب الضَّمير من المبالاة والاهتمام الاخلاقي بشؤون الآخرين، وينبع موت الضَّمير من اللامبالاة بما يحدث للآخرين بسبب السلوكيات والتصرفات الانانية أو الفاسدة.-الضَّمير الانساني القابل للتأنيب، والمتقبل للمراجعة، ولإعادة إصلاح الأمور، ضمير حي يوجد في قلب إنسان أخلاقي ونقي الفطرة.-لن يمكنك إرغام أحدهم على أن يكون إنساناً فاسداً، ما لم يكن يوجد لديه استعداد نفسي فطري أو مكتسب للانغماس في الفساد.-كل ما يزيد عن حده ينقلب إلى ضده.-كلما زاد وعي المرء وارتفعت لديه نسبة الادراك الذهني حول ما يحدث في داخل نفسه، وما يحدث في العالم الخارجي، تطوّر لديه ضمير إنساني حي.-ضبط النفس بوابة الضَّمير الحي.كاتب كويتي@aljenfawi1969