الأخيرة
ثورة الزنج!
الاثنين 17 ديسمبر 2018
5
السياسة
طلال السعيدفي القرن التاسع الميلادي ثار الزنج ضد الدولة العباسية، واستمرت ثورتهم أكثر من اربعة عشر عاما، بدأت في حريق البصرة ثم تجمع الثوار من غير رعايا الدولة العباسية من كل مكان، وانضموا الى الثوار مما جعل الثورة تستمر كل تلك المدة، حتى ان الثوار الزنج اقتطعوا جزءا مهما من الدولة العباسية، وانفصلوا به نظرا لكثرة عددهم.هذا ما يذكره التاريخ باختصار شديد، وما اصعب ان يثور ضد الدولة غير ابنائها، ليستولوا على مقدراتها على اعتبار انهم اصحاب حق! ويتجسد هذا المفهوم في ثورات المماليك في مصر حين ثاروا، واستولوا على الحكم فيها، وهم من أصول تركية وشركسية، بعد ان كثر عددهم في مصر، فاستمرت دولتهم حتى قيام الدولة العثمانية التي اعدمت قادتهم واستخدمتهم لصالحها! ونحن يجب ان نأخذ من التاريخ المواعظ والدروس والعبر، خصوصا بِعد تزايد أعداد الجاليات الوافدة في الكويت، حتى اصبحوا ثلاثة أضعاف المواطنين، والاغلبية من جنسية واحدة، فاصبح هناك شعور شعبي عام بعدم الراحة من تركز تلك الجاليات في مكان واحد، وبالتالي تحولهم شركاء في الوطن، مثلهم مثل المواطنين، ولَم تعد المسألة مسألة تحسين وضع، او بحث عن لقمة العيش، فقد تطور الموضوع الى أكبر واخطر، وتصريحات غير مريحة، اقل ما يقال عنها تغذيها من الخارج مجاميع حاقدة يهمها زعزعة الاستقرار، وابعاد المواطنين عن مركز القرار للسيطرة على مقدرات البلد، بحجة انه حق مشروع لهم لاينازعهم فيه احد، وهاهي اصواتهم تعلو، من الداخل والخارج، ويتدخلون كذلك في كل صغيرة وكبيرة، وكأن هناك ثورة زنج جديدة في الطريق، يقابل كل ذلك اهمال متعمد، وعدم متابعة من الجهات المتخصصة التي يفترض فيها ان تكون اكثر حزما في تعاملها مع ما يجري على ارض الواقع!قد تكون الدولة بإمكانياتها الحالية قادرة على قمع اَي تحرك مشبوه، لكن ذلك لن يتم في ساعة اوساعتين، فسوف تطول المواجهة، وها هي بوادر الدمار واضحة للعيان في الجليب وخيطان، وستلحق بها مناطق اخرى...زين.