ثَمِّنْ كَلاَمَك

د. خالد عايد الجنفاوي

يحرص العاقل، لا سيما في عالم اليوم المتغير، ألاّ يضيع هيبة الصمت برخيص الكلام، ويحرص بخاصة على تثمين كلامه ورفع قيمته وذلك بسبب أنّ الصمت بعامة أفضل من الكلام الرخيص، وبخاصة في أي بيئة يكثر فيها اللغو ورخيص الكلام!
ومن صفات الكلام الثمين، وما له قيمة يعتد بها بين العقلاء والحكماء، وبعض مبادئ ووسائل الالتزام بإطلاق ثمين الكلام فقط ما يلي:
-كل ما لا يعتد به من كلام ولغو وهذر زائد عن الحاجة/ وكل هراء لا منطق فيه/ وكل مزحة لفظية سمجة، وكل تغريدة تافهة، ترتكز فقط على السعي الى كسب الشهرة أو قبول الآخرين، وبأي طريقة هي، من رخيص الكلام.
-رخيص الكلام يدمر هيبة الانسان وذلك بسبب أنه يفضح في المرء ما كان يجدر به إخفاؤه عن الآخرين.
-لا يوجد فرق بين رخيص الكلام والكلام الرخيص، فكلاهما وجهان لعملة واحدة اسمها الحماقة.
-لا يخرج من لسان كريم النفس سوى ما هو ثمين، ويكشف عن رجاحة عقله.
-إذا أردت أن تكون دائماً صائباً في كلامك، فما عليك سوى السعي لاكتساب سمة التفكير السليم.
-تثمين الكلام هو تقييمه ووزنه وإضفاء صفات التميّز والقيمة عليه قبل أن يخرج من اللسان.
-بعض صفات الكلام الثمين هي عقلانيته، وحكمته، ورزانته، فلا تقل شيئاً ما لم يتصف بهذه الصفات الإيجابية.
-دقيقة صمت أفضل ألف مرة من دقيقة هذر تكشف حمق المرء أو جهله، أو نرجسيته المرضية.
-كلما زاد احترام الانسان لنفسه، احترم كلامه وحافظ عليه، وبخل به عن ملاحاة الجهلة والحمقى.
-لا يمكن للعاقل تثمين كلامه بينما يقبل على نفسه مخالطة، أو مجالسة، أو ممازحة الجهلة والحمقى والتافهين.
- يحرص العاقل على تجميع وحفظ قائمة محددة من المفردات والتعبيرات ذات الدلالات الأخلاقية الثمينة، ويستعملها في حياته الخاصة، وفي الحياة العامة، ولا يخرج عنها إطلاقاً.
-إحدى أهم وسائل تثمين الكلام تتمثل في إزالة الرغبة النرجسية في قوله!
-لا تضع نفسك في موضع ربما ستضطر فيه لأن تقول لأحد الجهلة أو الحمقى: ثمِّنْ كلامك!

كاتب كويتي
@DrAljenfawi