السبت 21 يونيو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

جماليات "الهاء" في التعبير الفني ... بين تجليات الخط والرسم والنحت

Time
السبت 18 يناير 2020
View
5
السياسة
كتب - المحرر الثقافي:

الهاء وجماليات حروفياتها عنوان المعرض الشخصي الاول للخطاط الكويتي جاسم معراج، المعرض الشخصي الاول أقيم في مركز الفنون الجميلة بمركز عبدالله السالم الثقافي وتنوع في تقديم العديد من اللوحات التي تناولت حرف الهاء. يطرح المعرض تساؤل فني حول هذا الحرف "هل لحرف منفرد القدرة علي التعبير الفني !" ويجيب الفنان جاسم معراج "الهاء حرف يحتفي بفن الخط، وهو أحد أشكال الفنون التي تنتشر في جميع أنحاء العالم من خلال كتب ومخطوطات رائعة " يرسم الفنان جاسم معراج بثقافة فنية مميزة يقدم خلالها معالجات فنية مميزة ويمنح الحرف خاصية واسعة من الاستخدام اللغوي والحروفي، ويؤكد على قدرة فن الخط ليشمل صيغا تعبيرية أخرى من بينها فنون الرسم والنحت، وهذا ما قدم منه نماذج في المعرض الذي منح حرف الهاء وجودا بديعا في الرسومات ونماذج المنحوتات التي قدمها في المعرض.
يقول جاسم المعراج: إن "للحرف كيانا وصوتا وأنفاسا وهو ما يظهر في تداخل وانسجام الحروف مع بعضها بعضا واستجابتها للحاجات الحضارية والعصرية على مدى العصور فصار الصوت صورة فكان الجمال".
ولكل حرف صفات في النطق والصوت والشكل تمت دراستها في فن التجويد الذي حدد لكل حرف مخرجه.
وذكر أن علاقة الحرف بمعاني الكلمات مثل حرف الحاء في كلمتي (حرارة) و(حميم) تدل على الاحتكاك وهو تماما ما أكده فن التجويد في الاحتكاك الواقع في مخرج حرف الحاء وهو الحلق. وقال: إن "ذلك يدل على أن هناك علاقة بين الحرف والمعنى أو الصوت والشكل لأن الصوت والشكل يعبران عن شيء ما في الشخصية الإنسانية وهي كذلك في الحرف". وأوضح أن للحرف مع تنوع الخطوط العربية واختلافها هدفا معينا وضع لينجز وظيفة معينة مثل استخدام خط النسخ لكتابة المصحف الشريف وكتب الحديث لتيسير القراءة وخطي (الكوفي) و(الثلث الجلي) في تزيين المباني والعمارات لما لديهما من قابلية في التركيب والتكوين. وشبه الخطوط بالإنسان اذ تستجيب للحاجات الحضارية والعصرية استجابة متجددة عبر الزمان لذلك استحدثت العديد من الخطوط الحديثة تلبية لاحتياجات هذا العصر مثل الخطوط المتعلقة بالأمور الحاسوبية والرقمية والآلات الحديثة، موضحا أن ذلك يعد أمرا إنسانيا "وكأن للحرف أحاسيس ومشاعر تتجاوب مع احتياجات العصر".
من خلال تجاربه الفنية يوثق المعراج في معرضه الشخصي الاول عبر اختياره حرف "الهاء" التجديد الحروفي المعاصر، باستعمالات أكثر دقة وأكثر حفاظا على الموروث العربي الإسلامي وضوابطه وتقييداته، وهو ما يوضح المشروع الفني الذاتي للخطاط جاسم المعراج، الذي يؤلف بين التداعيات الثقافية بجمالياتها التراثية العربية الإسلامية، والتداعيات الفنية بسحرها الجمالي المرصع بابداع الموروث الخطي الأصيل بمنمنماته الرائقة، وروعة من الأشكال والألوان المعاصرة المدججة بالتقنيات المعاصرة، إذ يبدع ويشكل أنواعا مختلفة في الكثافة واللون، على كل المستويات داخل الفضاء. وهي مكونات تترسب في ذهن الخطاط جاسم المعراج فيطبقها بقدر ما تستدعيه الساحة الحروفية العربية الإسلامية من تجديد وتحديث وعصرنة. ينجز المعراج تركيبات متوالفة خفيفة وأخرى كثيفة رائقة، بنوع من التبسيط، بانتقاء دقيق وتسويغ تحكمه الجماليات المتعددة، ويستعين بمفردات من المعاني العربية الإسلامية تمنح المتلقي التقديم البلاغي للرؤية البصرية التي تستجلي غالبا دلالات إضافية. وهذا يحيل إلى أن الخطاط جاسم المعراج يبني فضاءه على ميزان فني معرفي مركّب، يغلِّب المجال الحسي أحيانا، ويغلب المجال البصري أحيانا أخرى، لكنه مليء بالطاقة التعبيرية، وإبراز الملامح الجمالية للحرف العربي في عالم متسع داخل جمال اللون والحروفيات.
آخر الأخبار