كل الآراء
حديث النعمة ... ما أقبح الاستطالة عند الغِنى!
الثلاثاء 01 نوفمبر 2022
190
السياسة
د. خالد عايد الجنفاويحديث النعمة الذي أقصده وأتحدث عنه في سياق هذه المقالة، هو ذلك الكائن البشري المضطرب، وبالأخص من غنى بعد فقر مدقع، ولا سيما، من اغتنى بشكل مفاجئ بلا استحقاق منه، وبشكل لم يكن يحلم به في السابق، وربما لم يحلم به آباؤه وأجداده لذرياتهم، ومن أسوأ ما يقوم به بعض حديثي النعمة، هو انغماسهم في كلام وكتابات وتغريدات وتصرفات الاستطالة، وهي تجاوز حدود الاحترام مع من هم أقل منهم حظًا في الدنيا، أو مع من كانوا قبل أيام أو شهور أو قبل بضع سنوات أصدقائهم أو جيرانهم أو زملائهم، وبالذات تطاولهم على أبناء وبنات العز، وسعيهم لإنقاص قدرهم، ولا سيما أبناء الثروة والمال والعز المتأصل والقديم من جعلهم ثرائهم التاريخي أكثر تقديرًا للنّعم، وأكثر تواضعًا مع بني البشر الآخرين. ومن بعض الأسباب النفسية وراء استطالة وتغطرس وعنجهية وتكبّر وشعور بعض حديثي النعمـة بالنقـص أمام أندادهم المتخيلين، ما يلي:-كلما ترسّخ الشعور بالدونية في شخصية بعض محدثي النعمة، ولا سيما إذا نشأ بعضهم في بيئة اسرية تفتقد أخلاق المروءة، واحترام الآخرين، وتفيض بالحقد على من يتخيّل أنه أفضل، أصبح حديث النعمة مع مرور الوقت أشد إصرارًا على إثبات استحقاقه لما حصل عليه مؤخرًا من مال وثروة وجاه مفاجئ، حتى لو أدى هوسه في تعويضه النفسي عن شعوره التاريخي بالنقص الى قيامه بتصرفات قبيحة للغاية.-الاستطالة بعد الغنى قبيحة بسبب أنها ترتكز على تعويض فاشل لجبن مترسّخ في شخصية حديث النعمة جعله في السابق لا يجرأ حتى أن ينظر في عيون قديمي النعمة، وتوثبه بعد الغنى لإظهار شجاعة مزيفة وسخاء متصنّع وعطاء كاذب.-يشارك بعض الآباء والامهات في ترسيخ مشاعر الحقد والغيرة والحسد في قلوب وعقول أبنائهم عن طريق مقارنتهم بشكل غير عادل مع الآخرين، ودفعهم لهم للحصول على المال والثروة بأي طريقة كانت.-علامات استطالة حديث النعمة: البذخ في الملبس والأكل بسبب ترسّخ شعور مرضي بالحاجة الى جذب انتباه الآخرين والحصول على إعجابهم.كاتب كويتي@DrAljenfawi