حرب الشوارع!

زين وشين

من دون شك نحن نعيش في فوضى مرورية، لها أول وليس لها آخر.
ولعل معنى فوضى لا يكفي للتعبير عن واقع الحال، فنحن نعيش “حرب شوارع” سلاحها السيارات، والبقاء فيها للأقوى، وكل من كان يحلم في بلده بقيادة “عربانة ام حمار” اصبح يمتلك سيارة خاصة، يتنقل بها حيث يشاء، بل ويستغلها لغير غرض الترخيص، ولا يحترم قوانين المرور، او ليس هناك قبضة امنية قوية تجعل مستخدم الطريق يحسب حساب هيبة القانون؟
لا نزال نترحم على ايام عبدالفتاح العلي، الله يذكره بالخير، الذي فرض هيبة الدولة على الجميع، وشتان بين الهيبة والخيبة!
وما زاد الطين بلة تلك “السياكل”، لا سامح الله من سمح لها، والتي شكلت بحد ذاتها مشكلة مرورية جديدة، إضافة إلى المشكلات السابقة، فسائقو تلك “السياكل” شكلوا خطرا جديدا على مستخدمي الطريق، بعدم التزامهم قوانين المرور، فهم الأكثر استهتارا، والأقل احتراما لأولويات المرور!
كانت هناك في السابق ازمة مرور، وتحول الأمر فوضى مرورية عارمة، تشبه حرب الشوارع، فأصبح العاقل من مستخدمي الطريق يقود سيارته، وفي الوقت نفسه يقود نيابة عن قائد السيارة الأخرى، المشغول بالتلفون، وقائد “السيكل” الفوضوي، فأنت لا تعرف من اين يأتيك الخطر!
الأمر الآخر الحوادث التي تشل حركة السير، سواء اكان حادثا صغيرا ام كبيرا، يتوقف الطريق، وتزداد الزحمة، ولا اعرف ما الذي يمنع من استنساخ تجربة “نجم” الناجحة بدرجة امتياز في السعودية، فقد استطاعت اختصار الوقت، والتسهيل على مستخدمي الطريق بسرعة الاستجابة!
الواضح ان المرور في شوارع الكويت مرتبط ارتباطاً وثيقا بشخصية مسؤول المرور الاول، وليس له دخل بالقانون المعمول به، والذي، يقولون عنه حاليا، انه لا يردع المستهترين، فكيف كان رادعا قويا في وقت عبدالفتاح العلي؟
كل ما نحتاجه يد من حديد تسيطر على حركة المرور في شوارع الكويت، اما والحال على ما هي عليه، فقد كتب على كل منا ان يخوض حرب الشوارع مجبراً لا بطلاً… زين.

طلال السعيد

زر الذهاب إلى الأعلى