حشد مهيب في وداع "عوعو" إلى مثواه الأخير

ودعت الكويت الفنان الكبير عبدالمجيد قاسم البلوشي الشهير بـ "عوعو" عصر الأربعاء لمثواه الأخير، حيث احتضن ثرى الكويت جثمانه، وهو الذي أحبها وعشقها واخلص لها طوال حياته، وحرص على رفع اسمها في المهرجانات وعبر أعماله المسرحية مع فرقة "المسرح العربي". وتوافدت جموع غفيرة لتقديم واجب العزاء لأسرة العم "بوعادل"، جموع شكلت تظاهرة حب ووفاء من كل أطياف المجتمع الكويتي، مدنيين وعسكريين فنانين وأكاديميين كبارا وصغارا، حرصوا على أن يكونوا في صدارة المشهد الأخير لوداع الرجل الطيب الفنان والإنسان والرائد.
ورثى الكثير من الفنانين "عوعو" بكلمات تقطر ألما وتفيض حبا، ومنهم المخرج أحمد الشطي رئيس مجلس إدارة "المسرح العربي": "خسارة العم عبدالمجيد قاسم هي خسارة على عدة مستويات، فقدنا أحد رواد الحركة الفنية، الذين كانوا في الطليعة وتركوا بصمات بأعمال لا تزال في ذاكرة الفن الكويتي.. خسرنا أب حنون للصغير والكبير. وعلى المستوى الشخصي خسرت أبي مرة ثانية، تفتحت عيني عليهما وهما معا دائما، فقد كانا أصدقاء عمر، لكن لا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون". يقول الفنان عبدالعزيز المسلم: "كان العم بوعادل من جيل المؤسسين، وقدم أعمالا كثيرة، خصوصا مع فرقة "المسرح العربي" العريقة، كذلك على مستوى الدراما والإذاعة، ولا شك أن برحيله فقدنا والدا لنا جميعا كنا نعتز به، وإنسانا نبيلا".
الفنان داود حسين: "عشنا فترة طويلة في "المسرح العربي"، هو فارس بمعنى الكلمة، طيب إلى أقصى حد، جمعتنا الكثير من الذكريات والمواقف، وتألمت كثيرا لرحيله، وأعزى نفسي وفرقة المسرح العربي والأسرة الفنية".
د.شايع الشايع: "ماذا أقول عن جلساتنا في ديوانية المسرح العربي، وكيف كان يضفي عليها من روحه المرحة.. كان أخا كبيرا وصديقا وفيا، لا يعرف قلبه سوى الحب والبذل والعطاء، حرص على أن يكون المسرح العربي أسرة واحدة فهو الأب الروحي للفرقة".
يقول الفنان والمخرج محمد سليمان: "فقدت صديقا ورفيق درب مشوار فني يقترب من النصف قرن، وتجمعني ذكريات ومواقف كثيرة مع الراحل على المستوى الإنساني والفني، فقد كان فنانا أصيلا نسأل الله له الرحمة والمغفرة". ويقول الفنان جمال اللهو عضو مجلس إدارة جمعية الفنانين الكويتيين: "فقدت الساحة الفنية فنانا ملتزما وكبيرا، مبدع من الرعيل الأول والمؤسس للحركة الفنية... عظم الله أجر أهل الكويت والمسرح العربي وأهله وإخوانه".
الفنان فاضل الدمخي قال: "عبدالمجيد قاسم أخي وأستاذي وأول من أخذ بيدي وادخلني فرقة المسرح العربي قبل 33 عاما، علمني أصول وفن المسرح، فنسأل الله أن يحشره مع الطيبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا".
ويقول الفنان محمد العجيمي: "كان دائما يعين الشباب ويتمتع بدماثة الخلق وروح المبادرة لخدمة أي إنسان يحتاج للمساعدة".
يقول الفنان عبدالله العتيبي: "رحمه الله، كان أحد رواد الفن بالكويت، وأخ عزيز وصديق وفي، تابعت في الشهور الأخيرة رحلة مرضه التي انتهت في لندن، وهذا قضاء الله ولا راد لقضائه".
الفنان والمخرج حسن إبراهيم: "المصاب جلل، فقد فقدنا رجلا طيبا شفافا بسيطا، تعب وأخلص لفنه، ارتبط بالمسرح العربي وتأثر كثيرا لوفاة المرحوم فؤاد الشطي، تشرفت وأفتخر بمعرفة هذا الإنسان والفنان، الذي عاصر مرحلة مهمة من تاريخ الفن الكويتي وعاش مخلصا لبلده عاشقا له".
وقال الفنان مبارك سلطان: "لم نفقد فنانا فقط، بل فقدنا الأب والأخ والعم والصديق، كان أبا لنا جميعا، داخل المسرح وخارجه، يبادر لخدمة الجميع دون انتظار مقابل، ويسعى لإسعاد الآخرين، فالله نسأل أن يجعل هذه الأعمال في موازين حسناته".
د.عماد العكاري قال بتأثر وهو جالس على الأرض حزينا: "ماذا أقول عن رحيل عوعو الكويت، الرجل الذي أضحكنا لسنوات، وكان له ثقله في المسرح والدراما والإذاعة، وترك بصمة كبيرة، كان رجلا صالحا ورحيله خسارة لنا جميعا".