الأحد 17 أغسطس 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

حضن الوطن

Time
الثلاثاء 22 نوفمبر 2022
السياسة
طلال السعيد

حضن الوطن مثل حضن الام الحنون دائما دافئ لا يغني عنه شيء في الدنيا، وليس هناك وطن بديل مهما حاول احدنا ان يقنع نفسه بانه مرتاح بعيدا عن وطنه، فالوطن هو الملجأ لابنائه، خصوصا حين يكون البعد عن الوطن قسريا فرضته ظروف معينة، جعلت من الغربة سجنا حقيقيا، حتى وان كان الانسان يعيش في اجمل مدن العالم، فلا بد ان يشعر ان هناك شيئا مهما جدا ينقصه.
هذه الحقيقة لا يدركها الا من اجبر على فراق وطنه لسبب او اخر، حتى انه لم يعد يستطيع العودة لوطنه.
نقول هذا الكلام بمناسبة صدور العفو الاميري عن الهاربين من تنفيذ احكام السجن، ويعيشون في الخارج بانتظار الفرج.
قبل كل شيء يجب ان يعرف الجميع ان العفو جاء بمبادرة اميرية كريمة، فجزى الله اميرنا المفدى خير الجزاء على مبادرته الكريمة، وحفظه الله ورعاه، وجعلها في ميزان حسناته، وهذا ما يجب ان يعرفه الشعب الكويتي كله، فليس هناك مجال للتكسب السياسي، او ادعاء البطولات من الاخرين، فالفضل دائما ينسب لاهل الفضل، واميرنا الفاضل وولي عهده الموقر تفضلا على ابنائهما بهذه المبادرة الكريمة من واقع المحبة والعطف، والتلاحم بين الشعب والقيادة.
الامر الاخر المهم، حين يعلم الفرد منا ان ليس له غنى عن وطنه، فهنا يحتم عليه الواجب ان يكون فردا صالحا يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرق، خصوصا من يملك المال، والذكاء، والنفوذ، ويسهم في دعم التلاحم الوطني والحرص على مصالح الوطن العليا بدلا من حمل معول الهدم.
ولعلم الجميع فمسيرة الوطن منطلقة لا تتوقف بانتظار احد، والكيس منا من يركب السفينة ويصبح جزءا منها، ويعمل بجد واجتهاد مع بحارتها في الموقع الذي يكون فيه، حتى تصل باهلها الى بر الامان، فليس مسموحا لاحد ان يحدث خرقا في سفينة الوطن، بحجة ان هذا مكانه، فالضرر سوف يلحق بالجميع!
جزاك الله خيرا يا قائد البلاد واميرها، وجزى سمو ولي عهدك الخير، والان الدور على من سيعودون من الخارج، فالانظار متوجهة اليهم، والكل ينتظر منهم الرد، وقديما قيل الاحسان يجزى بالاحسان، والكويت الحبيبة تستحق منا التضحية والفداء، فليس مثلها وطن... زين.
آخر الأخبار