الاثنين 07 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"حقائق وخفايا"... يوثق مشاورات مجلس الأمن تجاه الغزو العراقي للكويت عام 1990

Time
الأحد 16 يناير 2022
View
5
السياسة
كتب ـ جمال بخيت:

اصدرت ذات السلاسل كتاب "حقائق وخفايا ذكرياتي... محمد عبد الله ابو الحسن"الأمم المتحدة 1981- 2003" - الذي يقع في 486 صفحة من القطع المتوسط ويهدف الى توثيق الحقائق، وسرد بعض الخفايا في اجتماعات مجلس الأمن وجلسات مشاوراته خلف أبوابه المغلقة - وتوضيح بعض التجاذبات وأسبابها ومحاولات الإقناع وصولا إلى الموقف الموحد لمجلس الأمن تجاه الغزوالعراقي عام 1990م وبيان دور الاتصالات عالية المستوى بين الكويت وحكومات أعضاء مجلس الأمن لتحقيق سرعة صدور قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وإلزاميتها وكيف تحقق التناغم والدعم بين مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ويعتبر الكتاب مرجعا وثائقيا وتذكيرا مستمر للأجيال المعاصرة والقبلة في الكويت والعالم العربي عن واحدة من أكبر إنجازات مجلس الأمن والشرعية الدولية في تحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
يقول ابو الحسن في مقدمة الكتاب " لقد عاصرت بعون الله تعالى وتوفيقه، وعن قرب شديد وبمسؤولية رسمية بصفتي مندوبا دائما لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة، قضية العدوان العراقي على بلدي الكويت من عام 1990 إلى تحرير العراق من نظامها السابق عام 2003، وأن أكون مبادرا بدعوة مجلس الأمن للانعقاد لمناقشة التطورات المتتالية خلال فترة غزو الكويت وارتهان شعبها تحت الاحتلال، ومساهما وأعضاء وفد دولة الكويت في الأمم المتحدة في صياغة غالبية قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بهذه القضية واقتراح الكثير من المبادرات والأفكار.
وتابع: كنت وأعضاء الوفد الدائم ناشطين ومبادرين في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دوراتها الاعتيادية في كل سنة بعد الغزو، حاثين وفود الدول الأعضاء أن تتضمن كلمات رؤساء وفودهم، سواء كانوا رؤساء دول أو حكومات أو وزراء خارجية، في جلسات المناقشات العامة للأمم المتحدة قضية العدوان العراقي وضرورة تنفيذ العراق لجميع قرارارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وتابع: "كان علي الاتصال مع وسائل الإعلام العالمية في الأمم المتحدة وخارجها لإيضاح مجريات الأمور، والدفاع عن حقوق بلدي الكويت، وتهيئة الرأي العام في نيويورك ونتيجة لهذه المعايشة الوثيقة بهذه المهمة حثني صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت رحمه الله، أن أكتب مذكراتي عن هذه المرحلة وما تلتها من أحداث إلى أن تحررت الكويت وتم تنفيذ الغالبية العظمى القرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال: بدأت تصلني بعد تحرير الكويت، واستعادتها لسيادتها وشرعيتها وترسيم حدودها الدولية المعترف بها من العراق والمضمونة دوليا من مجلس الأمن، رغبات كثيرة من كبار المسؤولين في الكويت فضلا عن رغبات الكثير من الشخصيات السياسية وكبار الإعلاميين، تطلب مني أن أكتب الحدث غير المسبوق وكيفية مواجهتي وأعضاء وفد بلادي له في وخارجها.
وكنت في حقيقة الأمر مترددا في الاستجابة لهذه الرغبات العزيزة على نفسي لأسباب عدة ، أهمها انشغالي في المسؤوليات الموكولة الي والتي قبلتها بعد عودتي من تمثيل بلدي في الأمم المتحدة، وازدادت الاتصالات الشخصية معي من مختلف أطياف المجتمع الكويتي، ناهيك عن افراد عائلتي تشجعني على أداء هذه المسؤولية التي أتحمل تبعاتها، وبدأت وأنا أتابع هذه الرغبات من أناس عاصروا الغزو وتأثروا وذاقوا الأمرين بويلاته، وهم يريدون تفاصيل أكثر عن دور مجلس الأم في معالجته، أسأل نفسي: إذا كانت تلك المطالبات والرغبات تأتي من هذه الفئات فما بالك بالأجيال التي كانت صغيرة ولم تستوعب حقيقة ما حدث من عدوان آثم، وأنا الذي كنت شاهد عيان طوال السنوات من 1990 إلى 2003 في مجريات تلك القضية.
وعن اسباب اصداره الكتاب يقول المؤلف "عند هذه النقطة تحديدا، قررت أن أسترجع ذكرياتي واعود الى كل الوثائق التي كنت أحتفظ بها، وسجلتها وإلى الملاحظات التي كنت اكتبها في اوراقي الخاصة، وأن أقوم بهذه المهمة المطلوبة شعبيا.
وجاء هذا الكتاب الذي بين يديك، أيها القارئ العزيز، في أربعة أقسام رئیسة تنحصر فيما جرى داخل الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن بالذات، أما بالنسبة للجمعية العامة للامم المتحدة، فقد كان انشغالها بموضوع العدوان العراقي مقصورا على الخمسة أيام أو الستة الأولى بعد الغزو، وخصوصا أن صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، كان قد زارها وألقى أمامها أربعة بيانات في دوراتها الأربع لاسيما الكلمة التي ألقاها في شهر سبتمبر من عام 1990، وهز فيها قاعة الجمعية العامة تأثرا وتصفيقا.
وإنني أعلم بأن ما كتب عن الغزو العراقي للكويت، حتى الآن ليس بقليل من حيث الكم وطبيعة التغطية، لكن تناولها لما دار داخل أروقة مجلس الأمن تحديدا، وصياغة مشاريع القرارات وما وراءها من تحركات وتحديات وجهد وإقناع يبدو لي أنه أمر لم يتم تناوله بعد بعين وعقل وقلب إنسان شارك فعليا في تلك الأنشطة، ولهذا السبب تحديدا يأتي كتابي هذا.
ويأتي القسم الثاني من الكتاب ليتناول حدثا أفرزت تطوراته وتداعياته وآثاره الجانبية ما هدد بلدي الكويت في أمنها واستقرارها، وذلك الحدث هو الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات وبضعة أشهر، وكنت مع أعضاء وفدنا الدائم في أروقة مجلس الأمن نساهم في إصدار القرارات اللازمة، ونبادر في طرح الصياغات المحتملة، وكان للشيخ صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، الذي كان حينذاك نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية، الدور الرئيسي في مجموعة الوساطات التي قام بها شخصيا ومع لجان تشكلت برئاسته خليجيا وعربية و من قبل حركة دول عدم الانحياز، الأثر البالغ في إقناع العراق وإيران بقبول القرار 598 (1987) الخاص بوقف إطلاق النار.
وبعد انتهاء الحرب بعام وعدة أشهر غزا العراق الكويت واحتل أراضيه، ولذلك ركزت في القسم الثالث وبتفصيل واسع على القرارات الثلاثة والثمانين الصادرة عن مجلس الأمن طوال ثلاث عشر عاما والتي كان أهمها نحو اثني عشر قرارا مفصليا عن الكويت، ورأس تلك القرارات ما يتعلق بترسيم الحدود بين دولة الكويت والعراق وضمانات مجلس الأمن وهو القرار 833 (1993) ولذلك ارتأيت أن يتفرع عن هذا القسم تسعة وعشرون محور وفي صياغة هذه المحاور ارتأيت أن تكون مركزة من دون إسهاب أو تقصير.
وجاء القسم الرابع من الكتاب ليتناول مناقشات الجمعية العامة وللامم المتحدة وكلمة سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد امام الجمعية العامة والقرارات الاربعة الصادرة عنها بشأن الاسرى والمرتهنين والمفقودين وقرار تعاون الدولي لتخفيف ما نجم عن الحالة بين الكويت والعراق من اثار بيئية على الكويت وبلدان المنطقة وقرار الجمعية العامة بشأن اعتبار يوم 6 من نوفمبر من كل عام يوما عالميا لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات.
ويزود المؤلف خاتمة الكتاب بجدول يضم أسماء الدول التي كانت أعضاء في مجلس الأمن طوال السنوات الثلاث عشرة التي انشغل فيها مجلس الأمن بموضوع العدوان العراقي على الكويت مع مقدمة عن العضوية في مجلس الأمن وشروطها وكيفية إجراء الانتخابات لها في الجمعية العامة للأمم ويورد عدة صفحات اسماها "النهاية" سجل خلالها فيها الامتنان والاعتزاز لكل من قدم له المساعدة من ديبلوماسيين في الوفد الدائم في نيويورك طوال فترة عمله هناك.
آخر الأخبار