

"حماس" حجمت الكيان الصهيوني
شفافيات
كم عدد الحروب والمواجهات بين العرب والكيان الصهيوني، لو حسبتموها، وما أنا لها من الحاسبين؟
وفي كم مرة من تلك المرات اصيب الكيان الصهيوني بهذه الخسائر المرة المذلة؟
إن مقاتل "حماس" يعتلي الدبابة الـ"ميركافا" الموصوفة بالقلعة بعد قصفها بالـ"آربي جي" الفلسطيني المطور؛ وهو من منظومة صواريخ متعددة المسافات والقدرات التفجيرية والاختراقات.
يعتلي الـ"حماسي" البطل الدبابة بكل رجولة وثبات، ثم يسحب من داخلها قائدها يجره من اكمام قميصه العسكري، ليلقيه ارضا من على برج الدبابة، وبشكل مذل مهين.
ثم يسحبه من ياقة رقبة القميص القذر اسيرا بكل عسكرية ورجولة، وبطولة يخلدها التاريخ العسكري للفلسطيني اولا، وثانيا وثالثا، ثم للعربي عندما يكون عنده قيادة غير خائنة، وغير متواطئة مع العدو.
إن القيادة العسكرية المخلصة لـ"حماس" أحد اسرار تفوق المقاتل الفلسطيني المدرب خير تدريب على انموذج قتال فاجأنا جميعا، وفاجأ المدارس العسكرية، وفاجأ وزراء دفاعات العالم، واصابهم بالذهول.
ماهذا التحول في الجندي العربي الفلسطيني؛ ما هذه الرجولة العسكرية ماهذه الشجاعة الفلسطينية، ماهذا التخطيط، ما هذه التكتيكات القتالية المنظمة والدقيقة؟
ما هذا الضبط والربط كما يسمونه في اللغة العسكرية، ثم ما هذا التطوير الميداني للانتصارات، بحيث يتبع الانتصار انتصار آخر يبنى عليه، بمعنى تطوير ومد الانتصار، وعدم التوقف عنده للتفرج عليه؟
هذا واكثر مارسته "حماس" برجالها وشبابها الشجعان، الذين يصح عليهم الوصف القرآني "بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد"، وما هو اكثر شيء من هذا البأس الشديد الذي اذل الكيان الصهيوني، تلك المؤسسة العسكرية التي زرعت ظلما وعدوانا في فلسطين، لتفرق العرب، وتزرع الاحقاد والحروب، والعداوات والتخلف الحضاري في المنطقة.
كيف حال العرب، وتطورهم عالميا، لو لم تكن هناك دويلة الكيان الصهيوني؟
"حماس" حجمت الكيان الصهيوني، وغزة قرية صغيرة ابادت السمعة العسكرية الكاذبة للكيان الصهيوني، واظهرته على حقيقة جبنه وخوره، وجعلت النتن ياهو ووزير دفاعه يلطمان وجهيهما ودبريهما، ويذوقان العذاب… ذوقوا عذاب الحريق… حريق غزة الدنيوي قبل عذاب حريق الآخرة، وهو اشد وأنكى.
غزة التي عرضها ثمانية كيلومترات تهزم الكيان الصهيوني المتوهم بهزيمة العرب والمسلمين جميعا، وتجعل التطبيع معه ذلا واحباطا، وفشلا وخيبة وخسارة ومسخرة.
يا لهزيمة المطبعين قبل هزيمة العدو الصهيوني، ويا للخزي والعار والشنار لهم جميعا، وليخسأ الخاسؤون.
كاتب كويتي
د. حمود الحطاب