"حماس" ناكرة المعروف

حمد سالم المري

كعادتها في الغدر وإنكار الجميل، ها هي "حماس" الإخوانية بعد نجاح الجهود الديبلوماسية المصرية في إيقاف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وما تسبب به من تدمير لأجزاء كبيرة من القطاع وقتل ما يقارب 232 فلسطينيا بينهم 65 طفلا و39 سيدة وإصابة 1910 وتشريد الآلاف بعدما تدمرت منازلهم، ها هي تنكر هذه الجهود عبر تصريحات منتسبيها ومنصاتها الإعلامية بزعمها أن تحرك مصر لوقف هذه الحرب جاء بعدما شعرت إسرائيل بالخطر على وجودها بسبب الصواريخ التي أطلقتها حماس تجاه المدن الإسرائيلية في تلميح وقح على أن التحرك المصري جاء حماية لإسرائيل وليس من أجل وقف حمام الدم الفلسطيني الذي تسببت به حماس عبثا لأهداف سياسية أهمها عودة الدعم المالي العربي لها.
وكعادتها في الضحك على عقول الشعب الفلسطيني أعلنت حماس أنها انتصرت في هذه الحرب التي قتلت فيها 12 إسرائيليا واصابت 335 بجروح غير خطرة رغم إطلاقها مئات الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية، وأخذ زعماؤها السياسيون يتجولون بين فنادق قطر ويعقدون المؤتمرات الصحافية رافعين علامات النصر في الوقت الذي يروج لهذا النصر المزعوم حسابات وقنوات الإخوان المفلسين في العالم حتى صدقوا كذبتهم بأنهم فعلا انتصروا على إسرائيل.
ورغم ما قامت به الجهود الديبلوماسية العربية وعلى رأسها جمهورية مصر العربية لوقف حمام الدم الفلسطيني، إلا أن حماس أبت إلا أن تشكر إيران علنا وتستعيد عرضا عسكريا رفعت فيه صور المقبور قاسم سليماني المسؤول عن قتل وتدمير وتشريد العرب السنة في كل من سورية والعراق، والداعم لحزب الله في لبنان ولجماعة انصار الله الحوثي في اليمن، ولسان حالها يقول مهما فعلتم يا عرب فولاؤنا لإيران لأننا ـ كما صرح رئيس مكتبنا السياسي السابق خالد مشعل ـ "الخميني هو الأب الروحي لحماس" وأن قاسم سليماني الذي لم يرمِ رصاصة واحدة تجاه إسرائيل هو " شهيد القدس" كما صرح بذلك رئيس مكتبنا السياسي الحالي إسماعيل هنية". وإنكم يا عرب مجرد حصّالات تجمع من خلالها جماعات الإخوان الأموال وترسلها لنا وليس لكم فضل ولا شكور، وأن مصلحة حزبنا فوق أي مصلحة حتى لو قام منصور عباس ممثلنا في عرب إسرائيل بالمشاركة في الحكومة الإسرائيلية الجديدة باعتراف منا ضمنيا بوجود دولة إسرائيل والتطبيع معها، فالمهم هو مصلحتنا المنبثقة من المصلحة العامة لجماعة الإخوان.

@al_sahafi1