“حوار المنامة”: لا تهجير ولا عودة للاحتلال ولا تقليص لحدود غزة

حرب القطاع هيمنت على النسخة الـ19… والسعودية حذرت من إطالتها… والأردن: لن تدخل قوات عربية

المنامة، عواصم – وكالات: فيما هيمنت حرب غزة على النسخة الـ19 من قمة “حوار المنامة”، التي انطلقت ليل أول من أمس بحضور نحو 450 شخصية عبر وفود تمثل 40 دولة، وتضم قادةً سياسيين وعسكريين وأمنيين، وأكاديميين وشخصيات رسمية وإعلاميين، حذرت السعودية من تداعيات إطالة أمد الحرب التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة، بينما جددت البحرين التأكيد أن التهجير القسري للفلسطينيين خط أحمر، وأكد الأردن رفضه دخول قوات عربية إلى قطاع غزة.
وطالب نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي في كلمة المملكة أمس، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، محذرا من أن استمرار الحرب وإطالة أمدها يفضي لكارثة إنسانية لا مبرر لها، ويهدد بجر المنطقة لصراعات أوسع، قائلاً “شددنا مراراً على إدانة استهداف المدنيين بأي شكل كان وتحت أي ذريعة، إن استمرار حرب غزة وإطالة أمدها يفضي لكارثة إنسانية لا مبرر لها، ويهدد بجر المنطقة لصراعات أوسع تقوض الأمن الإقليمي وتعطل فرص السلام في المنطقة”، مضيفا أن المملكة ستستمر في حشد الجهود لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإعادة إحياء جهود السلام العادل والشامل، مشددا على أن بلاده ستواصل حشد الجهود من أجل وقف فوري لإطلاق النار وفك الحصار المفروض على غزة.
من جانبه، أكد ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد أن التهجير القسري للفلسطينيين الآن أو بالمستقبل خط أحمر، مشددا خلال افتتاحه “حوار المنامة” ليل أول من أمس، على أن الخطوط الحمر تشمل إعادة الاحتلال وتقليص حدود غزة، وألا يكون هناك أي إرهاب في القطاع، قائلاً “ندين القصف الجوي لغزة من قبل إسرائيل الذي نتج عنه وفاة 11,000 ألف شخص، من بينهم 4700 طفل”.
وأشار إلى أن الصراع والقضية الفلسطينية لم تبدأ في السابع من أكتوبر الماضي، مشدداً على أن ما يتطلبه الموقف حالياً هو وقف عجلة العنف، معتبرا من الصعب الحديث عن الأوضاع في غزة، لكنه لا يمكن أن يكون أكثر صعوبة من العيش تحت القصف المستمر في القطاع، قائلا إن القرآن الكريم والتوراة وجميع الكتب السماوية حرمت قتل المدنيين والأبرياء، مضيفا أن الطرفين “حماس” وإسرائيل لم يلتزما بهذه التعاليم، لذلك أرى أن علينا أن ندين الطرفين، فأنا أدين “حماس” بشكل لا لبس فيه، وأقف في صف المدنيين الأبرياء وليس في صف المواقف السياسية.
بدوره، رفض وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي فكرة إرسال قوات عربية إلى غزة، مؤكدا أنه لن تدخل قوات عربية إلى غزة بعد انتهاء الحرب، قائلا إنه تحدث مع نظرائه العرب عن الأمر، معتبرا الأولوية الآن هي لوقف العدوان ودخول المساعدات للسكان، ثم إيجاد طريقة لإنهاء الصراع للأبد بناء على حل الدولتين، محذراً من أنه بدون ذلك سيتكرر العنف مجدداً ومجدداً.
ودعا الصفدي إلى وقف الحرب على غزة فوراً وحماية المدنيين، متهماً إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، مشدداً على أنها تضع نفسها فوق القانون، محذرا من أن الحرب في غزة قد تؤدي إلى توسع الصراع، مؤكدا أن حرب إسرائيل في غزة ليست دفاعاً عن النفس وإنما عدوان سافر ولا شيء يمكن أن يبرر هذه الحرب، مشيراً إلى أن بلاده حذرت مراراً وتكراراً على مدار سنوات من عدم وجود أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية”، مضيفاً: “هناك احتلال لم ينتهِ ولا تبدو في الأفق نهاية له”، مجددا تأكيد أن بلاده لن تسمح بنزوح الفلسطينيين، قائلاً: “هذه جريمة حرب وتهديد مباشر لأمننا القومي”.
من جهته، كشف المبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكغورك أن قطر تعمل من أجل الوساطة للإفراج عن الرهائن لدى “حماس”، مؤكداً أن الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن في غزة سيؤدي إلى وقف مؤثر لإطلاق النار، قائلا “نرفض تهجير أهالي غزة وتقليص مساحة القطاع، ولا نقبل بإعادة احتلال إسرائيل لغزة مرة أخرى”، مجددا تأكيد بلاده الوقوف إلى جانب تل أبيب.

زر الذهاب إلى الأعلى