حياتك بعد الخمسين

د. خالد عايد الجنفاوي

عندما يبلغ أحدنا سن الخمسين، فهو بشكل أو بآخر سيبدأ حياة جديدة تتوفر فيها خيارات مختلفة لإعادة "اختراع" الحياة الخاصة، وربما البدء بتغيير طريقة تعامله مع ما يحدث له وما يواجهه في الحياة العامة. ومن بعض مبادئ عيش حياة جديدة بعد سن الخمسين ما يلي:
يبدأ الانسان العاقل بممارسة هوايته المجزية له فكرياً وروحياً ونفسياً، وإذا لم يكن له هواية مجزية، فيجدر به العمل على اختيار وممارسة ما يشعره بالراحة النفسية، وبخاصة ما ينفعه ولا يضر بالآخرين.
يجدر بمن وصل الخمسين عاماً إعادة تجديد صداقاته والعمل على التقرب أكثر من أصدقائه الحقيقيين.
لا يوجد شيء اسمه الابقاء على علاقات سلبية لم يصدر عنها سوى ما هو سلبي واستغلالي، وبزعم الحفاظ على الود مع شخص أو أشخاص نرجسيين.
يتوقف المرء بعد سن الخمسين عن العمل كمدير عام للشؤون الشخصية للآخرين في حياته الخاصة والعامة، ويجدر به استثمار ما يتبقى له من طاقات نفسية وروحية لعيش حياة ايجابية ومتكاملة.
لن يتأخر من وصل الخمسين عن إعادة تأكيد أولوياته الشخصية، وبالذات تلك التي تجلب له مزيداً من السعادة والفرص الجديدة لعيش حياة إنسانية إستثنائية.
لن يضر من وصل الخمسين العمل على استثمار أغلب طاقاته وجهوده الشخصية في استكمال جوانب حياته الخاصة، والتي لم يستطع الايفاء بها في السابق.
كل من لم يتح له الوقت للسفر إلى مختلف دول العالم، يفترض به العمل على الايفاء بذلك في أسرع وقت ممكن، وبخاصة إذا وصل سن الخمسين.
لن يكترث من وصل الخمسين بالسعي لكسب قبول الآخرين كلامه وتصرفاته ما دام لا يتعدى على حرياتهم الشخصية.
-سن الخمسين مرحلة عمرية مفصلية فيما يتعلق بإعادة تأكيد العهود والمواثيق الاخلاقية مع الشريك الآخر في الحياة الزوجية.
يتوقف الانسان في سن الخمسين عن الاهتمام بأي شيء اضطر إلى الاهتمام به لضرورات نفسية واجتماعية مرحلية، ويشير إلى وصول المرء إلى مرحلة التحرر من كل ما منعه في السابق عن عيش حياة إنسانية طبيعية وحرة.
كاتب كويتي