خالد أمين لـ “السياسة”: مشكلتنا سرعة الحياة وتغير أنماطها وقضاياها

التزم بالأعمال التراثية والحقبوية 5 سنوات… ويخطط للإطلالة بشكل جديد خلال الفترة المقبلة

مفرح حجاب

أعلن الفنان خالد أمين، أنه بصدد الإطلالة بشكل مختلف خلال الفترة المقبلة لاسيما بعد استمراره في تقديم الأعمال التراثية والحقبوية طوال السنوات الخمس الماضية، وقال في حديثه إلى “السياسة”، ان هناك مراحل في حياة الفنان يتأثر فيها بمجموعة من الأعمال، التي يشعر انها ذات قيمة في مضمونها وانها ستصل للجمهور وتحقق نجاحا وهكذا كان الأمر، لكن هذه الأعمال استمرت لفترة لم تكن متوقعة ولكن فرضتها الجودة والقيمة الفنية وحتى طريقة الإنتاج وكل المشاركين فيها، مشيرا الى ان المشكلة التي تواجه العاملين في الوسط الفني هي سرعة الحياة وتغيير أنماطها وتغيير الأفكار والقضايا بشكل مذهل للغاية.
وأضاف: هذه المتغيرات جعلتني أقرأ العديد من النصوص والتي أغير قناعتي فيها وأجد انها غير ملائمة في ظل شغف الجمهور بالأعمال الكورية واللاتينية وغيرها، والدليل ان هناك فضائيات عربية كبيرة أصبحت تقدم هذه الأعمال مدبلجة أملا في مواكبة ما يحدث، فضلا عن ابتكار القنوات العديد من الأعمال التي فيها الكثير من الجرأة والفكر الجديد من أجل التأثير في الجمهور الذي يشاهد كل جديد في العالم، منوها الى انه حتى الآن يقرأ نصوصا كثيرة ولم يجد ما يجذبه كما حدث في الأعمال الأخيرة، التي قدمها سواء في “محمد علي رود، الديرفة، الناموس” وغيرها.
واعتبر أمين، ان المرحلة المقبلة في صناعة الأعمال الفنية لن تكون كما يتوقع البعض من أعمال كبيرة وذات حلقات متعددة، بل ستكون حلقات المسلسلات قليلة جدا ولن تتجاوز الست حلقات، لأن الجمهور لم يعد يقبل بالأعمال النمطية ويريد حالة من الشغف والجودة والأعمال التي تحمل فكرا جديدا لابد من ان تكون قصيرة جدا، وعلى المنتجين قراءة المشهد جيدا، فخلال الموسم المنتهي شاهدنا الفنانات منة شلبي ونادين نسيب نجيم ومنى زكي يقدمن أعمالا في رمضان لم تتعد 15 حلقة، مشيرا الى أنه يتوقع زيادة واضحة في مسلسلات الـ 15 حلقة خلال رمضان المقبل، خصوصا أن القنوات نفسها ترغب في ذلك من اجل وجود التجديد والمفاجأة للجمهور.
وكشف أمين، عن ان الممثل في مصر ولبنان عندما يقدم عملا من 15 حلقة يحصل على نفس أجر الثلاثين حلقة، لذا فهو يتعاقد على عمل بالكامل، ومن هنا يبدع على عكس ما هو موجود في صناعة الدراما الخليجية، حيث يتعامل بقدر وقت العمل الدرامي، مشيرا الى ان المنصات الرقمية حققت نجاحا، خصوصا منصتي “شاهد وشاشا” بسبب جودة أعمالهما.
واعتبر ان صناعة السينما لن يكون لها كيان حقيقي وحضور مؤثر لدى الجمهور ما لم يتم دعمها بالشكل الصحيح عن طريق الحكومة، فالمسرح في الكويت منذ تأسيسه وهو متفوق، لأن الدولة تدعمه حتى الآن من خلال المهرجانات والفرق الأهلية، منوها الى ان المغفور له الشيح أحمد الجابر، كان يجعل التجار يشترون تذاكر المسرح ويقومون بتوزيعها على الجمهور من أجل دعم الحركة المسرحية.
وتساءل الفنان أمين، أين المؤسسات الاقتصادية في الكويت من دعم قطاع السينما، فهي وجه حضاري متميز وتعبر عن الواقع الاجتماعي وتنمي الوعي والثقافة وتخلق حالة جميلة بين الجمهور، لافتا إلى أن الجمهور في الكويت يحب السينما ويتابع ما يعرض من أفلام عالمية.
وقال بخصوص غيابه عن المسرح الجماهيري: أنا من عشاق المسرح وأحب تقديم مسرح له جودة، وتمسكي بالتواجد في المسرح النوعي سواء في الأعمال الفنية أو الندوات ولجان التحكيم خلال الفترة الماضية كان له ما يبرره، لكننا أصبحنا نشاهد الآن في المسرح الجماهيري أعمالا وموضوعات هي نفسها التي تطرح في المهرجانات، موضحاً ان خالد المظفر وعبدالعزيز صفر وأيضا عبدالعزيز النصار ومحمد الحملي وغيرهم يقدمون نصوصا من المسرح النوعي.
واختتم أمين قائلا، انه الآن أصبح لديه شغف أكثر من أي وقت مضى للمشاركة في المسرح الجماهيري الذي يحمل فكرا وقضايا حقيقية ويقدم بشكل فني في كل أدواته، مشيرا الى أن اعمال المهرجانات ليس كما يعتقد البعض انها بعيدة عن الكوميديا ولكنها تحمل قضية وآلية فنية تحترم عقل الجمهور في كل شيء، ومن الضروري عدم هجرة المهرجانات، لأنها هي التي تقدم وتؤهل كل المسرحيين الموجودين في الساحة.

زر الذهاب إلى الأعلى