الاثنين 15 ديسمبر 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

خسئتم وخاب مسعاكم

Time
الثلاثاء 23 أكتوبر 2018
السياسة
حمد سالم المري

رغم بيان المملكة العربية السعودية الواضح والشفاف حول ملابسات موت الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وصدور أوامر ملكية صارمة بعزل عدد من قيادات جهاز الاستخبارات، وتشكيل لجنة وزارية لإعادة هيكلة الجهاز حتى لا تقع مثل هذه الأخطاء الشنيعة، وامر المدعي العام السعودي بحجز 18 متهما في القضية للتحقيق معهم، إلا أن سهام الغدر لا زالت تطلق من قناة "الخنزيرة" (عفوا دائما أخطأ في اسمها قناة "الجزيرة")، وجماعة "الإخوان المفلسين" مستهدفة المملكة العربية السعودية، لعلهم ينجحون في إشعال نار ما سموه "الربيع العربي" فيها حتى تتفكك إلى دويلات، كما اشارت بذلك توكل كرمان، أحد أذناب جماعة "الإخوان"، في تغريدة لها على "تويتر" بـ"أنه يجب تقسيم المملكة العربية السعودية إلى خمسة أقاليم تحت مظلة حكم فيدرالي موقت، وبعدها يعطى كل اقليم حق تقرير المصير".
لتحقيق هذا الهدف بدأ نعيق "الإخوان"، ومع قناة "الجزيرة" للتشويش على ولي العهد السعودي، صاحب السمو الملكي، محمد بن سلمان لعل هذا النعيق والنهيق يؤدي إلى عزله من منصبه، كما قال عبدالله الشريف في تغريدة له في "تويتر" "لا بد أن يستمر الضغط الإعلامي، بل تزداد وتيرته كي يدفع الساسة للمثول للرأي العام العالمي، لا تتركوهم يمررونها بتلك الرواية الحمقاء، ففرصة سقوط بن سلمان واردة ولن تتكرر، وإن سقط انفرط عقد اصدقاء السوء في أبوظبي والقاهرة، فانشطوا".
هم في كلامهم وأفعالهم هذه يشبهون المثل البدوي القائل" ما على الذيب من طقاع النعاج"، والمثل العربي القائل" الكلاب تنبح والقافلة تسير".
فالسعودية دولة راسخة، جغرافيا وسياسيا ودينيا واقتصاديا، ولها ثقلها في العالم الإسلامي والدولي، وقد شهد التاريخ الكثير من الحوادث الصعاب التي عصفت بها، إلا أنها ظلت راسخة تسير بخطى ثابتة نحو التقدم والتطور وقيادة المنطقة.
لكن قضية موت خاشقجي أظهرت للشعوب، المسلمة والعربية، مدى كره وبغض "الإخوان" المفلسين وقناة"الجزيرة" للمملكة العربية السعودية، دار التوحيد والسنة وخادمة وحامية الحرمين الشريفين، ومحاولتهم الإضرار بها بأي طريقة، حتى لو تحالفوا مع الشيطان، لأنهم يعلمون أن تفكيكها مدخل لتفكيك دول الخليج وإدخالها في دوامة الصراع والعنف الدموي.
الدليل على أنهم يريدون فقط الإضرار بالمملكة العربية السعودية، ومن بعدها دول الخليج العربية، أننا لم نر أو نسمع مثل هذه الهجمة الإعلامية على تركيا عندما قامت أجهزتها الأمنية بتسليم الضابط السوري المنشق عن النظام البعثي المقدم حسين هرموش إلى الحكومة السورية ليعدم هناك، وتبرير السلطات التركية، بأن العناصر التي سلمت هذا الضابط للحكومة السورية هي عناصر أمنية غير منضبطة، ورغم ذلك لم تتخذ حكومة أنقرة أي إجراء تصحيحي لهذا الأمر، كما فعلت الرياض في قضية خاشقجي.
كما أننا لم نسمع أو نر أي هجمة إعلامية على تركيا عندما قتل عنصر أمني رئاسي تركي السفير الروسي على الهواء مباشرة، وأيضا لم نر هذه الهجمة عندما اغتالت أجهزة الاستخبارات الإيرانية المعارض الإيراني سعيد كريميان مدير مجموعة "جم" الإعلامية الإيرانية في سيارته، وهي متوقفة في الشارع أمام أنظار المارة، ومعه رجل الأعمال الكويتي محمد متعب الشلاحي، مطلقة عليه نحو 21 رصاصة، من دون اي رد فعل من حكومة أنقرة.
لو كانت الحكومة السعودية قاصدة قتل جمال خاشقجي لما أرسلت فريقا أمنيا للتعاون مع الفريق التركي في إجراء التحقيقات، وفتح قنصليتها ومنزل قنصلها أمام هذا الفريق للتفتيش، لكن المملكة تعاملت مع القضية وفق مبادئ العدل والشفافية المرتكزة على الشريعة الإسلامية، لمحاسبة أي متجاوز أو مقصر كائناً من كان، فهدفها حماية مواطنيها وأرضها ومقدساتها، على العكس من الحكومة التركية التي كانت تسرب بعض الروايات عن مقتل خاشقجي لزياد الضغط الإعلامي على السعودية، ولم تكتف بذلك، بل وقت رئيسها رجب طيب أردوغان خطابه الذي يذكر فيه تفاصيل قضية خاشقجي يوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2018 متزامنا مع افتتاح المؤتمر الاقتصادي العالمي المسمى "مؤتمر دافوس الصحراء" في الرياض، بهدف محاولة التشويش على السعودية، ولفت أنظار العالم لأنقرة بدلا من الرياض، مستخدما هذه الورقة بخبث سياسي لعله يستفيد منها، سياسيا وماليا، لصالح تركيا.
وحتى تمر هذه العاصفة المفتعلة وتصبح من الماضي كما غيرها من عواصف حاول أعداء المملكة توظيفها للإضرار بها نقول لـ"الإخوان" وقناة "الخنزيرة" خسئتم وخاب مسعاكم، وسترد سهامكم على نحوركم وترجعون مرة أخرى لجحوركم المظلمة التي خرجتم منها.
آخر الأخبار