الأربعاء 30 أبريل 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"خل التفاح"... درع واقية من فيروس "كورونا"

Time
الاثنين 17 مايو 2021
View
5
السياسة
يكافح البكتيريا والعدوى والسمنة والحمى وأمراض القلب

يعمل على إنقاص الوزن وعلاج أمراض الكبد وارتفاع الضغط


القاهرة - منى سراج:


خل التفاح عرفه الإنسان منذ آلاف السنين، إذ استخدمه في حفظ الأطعمة والمواد الغذائية، كما استخدمه كمطهر، وفي الآونة الأخيرة زاد الجدل حول دوره في خسارة الوزن وحرق الدهون والوقاية من بعض الأمراض.
حول خل التفاح، وفوائده الغذائية والطبية ودوره في الوقاية من الفيروسات أكد عدد من الاطباء والمتخصصين لـ"السياسة" أن "خل التفاح له تأثير كبير في إنقاص الوزن وتقوية جهاز المناعة والتصدي للفيروسات لا سيما فيروس"كورونا"، محذرين في الوقت نفسه من آثاره الجانبية التي يتسبب بها مثل قرحة المعدة ومخاطره على مرضى السكر والضغط، والتهاب العضلات، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، قالت خبيرة التغذية العلاجية د.ندى بهاء، إن خل التفاح ينتج عن تخمير التفاح بعد تفاعل نوع من الفطريات مع سكره، من ثم يتحول السكر إلى كحول، ليتخمر بعدها إلى خل، كما يتحول الكحول بواسطة نوع من البكتيريا إلى حمض الخليك المكون الأساسي للخل الذي يكسبه صفاته العلاجية، لافتة إلى إن حمضية خل التفاح مرتفعة جدا لدرجة لا تتحملها المعدة، لذا فمن يستخدمه لابد أن تكون معدته قوية، وأن يتجنبه كل من يعاني من أية مشاكل متعلقة بجدار المعدة، أو تلك المرتبطة بأمراض ومشاكل "جرثومة المعدة"، وكذلك من يتناول مسكنات الصداع ومسكنات آلام الظهر،ومن يغفل ذلك يعرض نفسه للإصابة بالحساسية، وإجهاد معدته.
وأوضحت أن خل التفاح يؤثر سلبا على سكر الدم المنخفض، ما يعد ضررا على صحة من يتناول أدوية السكر والصائمين، فأثناء الصيام يعاني مرضى السكر من انخفاض مستوى السكر، وليس من مشاكل السكر المرتفع، لهذا يفضل عدم تناول أطعمة أو مشروبات تتلاعب بمعدلات السكر في الدم، أو تناول ملعقتين على الأكثر في اليوم، من خل التفاح، مضافين إلي عصير البرتقال أو كوب من الماء.
وتابعت: يمنع تناوله لكل من يعاني من التهاب الحلق أو نزلات البرد، لأنه يقلل نسبة البوتاسيوم في الدم، كما لا يجب تناوله لمن يعانون من التهاب العضلات.
وأشارت إلى أن الدراسات التي أجريت عليه كشفت أنه يلعب دورا كبيرا في إنقاص الوزن كونه يعمل على إبطاء معدل نزول الطعام من المعدة إلى الأمعاء، بالتالي تظل المعدة ممتلئة أطول فترة ممكنة، فلا يشعر الشخص بالجوع، ما يساعد على حرق الدهون، ولكي يتم ذلك بفاعليه فلابد من ممارسة الرياضة، وإتباع نظام غذائي صحي معه حتى تظهر نتائجه.

تجربة بيولوجية
من جهته، أكد أستاذ التغذية، عميد كلية الاقتصاد المنزلي السابق، جامعة حلوان الدكتور أشرف عبدالعزيز، أن هناك دراسة علمية أجريت لمقارنة التأثيرات الحيوية للأنواع الجديدة من الخل، أثبتت التجربة البيولوجية على فئران التجارب أن تناولها خل التفاح وخل الرمان مع فيتامين ج، أدى إلى تناقص في أوزانهم، وتحسين مستوى سكر الدم، تقليل مستويات دهون الدم، مثل "الكوليسترول، الجليسريدات الثلاثية، كوليسترول الليبوبروتينات منخفضة الكثافة ما ساهم في تقليل إصابتهم بأمراض القلب. وأشار إلى أن الدراسة التي أجريت بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، تؤكد العلاقة بين خل التفاح وفيتامين ج، حيث وجد أن فيتامين ج الذي يعد عاملا مضادا للأكسدة يذوب في الماء، ويعمل علي تثبيط عمليات أكسدة الدهون بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق إعادة تكوين فيتاميني "هـ، أي".
وأضاف: أظهرت الدراسات أن بعض المواد الكيميائية النباتية الموجودة في الفاكهة، مثل البروتين الموجود بالحمضيات، والكيروسيتين الموجود بالتفاح، والريسورستورل الموجود بالعنب، قادرة على تقليل تراكم الدهون في الخلايا بوجه عام، والخلايا الكبدية بوجه خاص.
وأشار الى أن كثير من الدراسات منذ القرن الثامن عشر، أوصت بتناول خل الفاكهة لعلاج التهاب الحنجرة، والحمى، والتورم، وألم المعدة، بينما أشارت دراسات أخرى إلى أن الخل يحتوي على مضاد للبكتيريا ومضاد للعدوى، وله القدرة على التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم، وتنظيم التمثيل الغذائي للدهون، فقدان الوزن، وخصائص مضادة للسرطان.
وبين أن 2 في المئة من الخل إذا أضيف إلي الخضراوات والسلطات، تقلل بشكل كبير من تركيز الجلوكوز في الدم بعد الأكل، ما يؤدي إلى سرعة استجابة الأنسولين، والشبع.
ولفت إلى أن الخبراء ينصحون بعدم تناوله كشراب، لكن بإضافته إلى الأطعمة، خاصة السلطة الخضراء، لتحسين الوظائف السابقة، إذا تعمل الألياف وفيتامين ج الموجودة في طبق السلطة علي تحسين الغلوكوز، ودهون الدم، وبالتالي تساهم بشكل كبير في خسارة الوزن.
وذكر أن دراسات علمية أخرى أثبتت أن معظم الأشخاص المصابين بالسكر من النوع الثاني، والذين يمثلون 85 في المئة من إجمالي نسبة مرضى السكر، مصابون بالسمنة وزيادة الوزن أيضا، اذ تقترن الإصابة بالسمنة مع داء السكر، ومقاومة الأنسولين، وأمراض الكبد، وارتفاع ضغط الدم، لذا يجب وصف خل التفاح باعتباره من أهم الأنظمة الغذائية التي تؤدي إلي خفض الوزن تدريجيا.

مضاد لـ"كورونا"
من جانبها، أوضحت دكتورة الكيمياء الحيوية والخبيرة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، قسم الأغذية الخاصة د.رضوى الباز أهمية تناول خل التفاح خصوصا مع انتشار فيروس "كورونا" أو "كوفيد 19" حيث عكفت جميع الجهات العلمية والطبية من أجل البحث عن حلول جيدة وسريعة لزيادة كفاءة الجهاز المناعي، فحظى خل التفاح بأهمية خاصة لكونه يعمل بشكل واضح على زيادة حموضة المعدة، بالتالي يصبح من المستحيل وصول الفيروسات إليها، وبخاصة فيروس "كورونا" الذي تقضى عليه المناعة القوية.
واعتبرت خل التفاح من أفضل أسلحة التوازن الغذائي التي تستخدم للقضاء على أمراض السمنة المختلفة وما ينتج عنها من أمراض السكر، القلب، والكوليسترول، بسبب ما يحققه للإنسان من توازن صحي وتقليل الوزن بشكل ملحوظ، ناصحة بشربه مع كوب ماء على الريق مباشرة، وقبل وجبة الفطور بنصف ساعة، حيث يساعد على إذابة الدهون بشكل فوري وملحوظ الا أن هذا الأمر لا يصلح لمن يعانون من قرحة المعدة أو القولون العصبي، ويمكنهم استبداله بمعلقة عسل أبيض أو تناوله مضافا إلى طبق السلاطة الخضراء، مع زيت الزيتون حتى يصبح مستساغا.
وأشارت إلى أن هناك دراسات ذكرت أن خل التفاح، يقلل مستوى السكر في الدم بنسبة 31 في المئة كما أنه يخفض ضغط الدم لمن يعانون أمراض ضغط الدم المرتفع، بل يضبطه بشكل مستمر،وله أهميته الكبيرة لمرضى القلب لما يملكه من القدرة على تنقية الدم، والمحافظة على الأوعية الدموية، لذا يعتبره الأطباء علاجا سحريا لمعظم الأمراض المزمنة، بجانب كونه حمية غذائية مؤكدة لإنقاص الوزن.

العلم يكذب
الى ذلك، أكدت أستاذ الكيمياء الحيوية الطبية في كلية الطب، جامعة عين شمس، الدكتورة ريم سلام، أن استمرار الجدل العلمي حول خل التفاح سببه مكوناته المتعددة، إذ يحتوي على أحماض وفيتامينات لكل منها فوائده وتفاعلاته داخل الجسم، بل إن تفاعل كل شخص مع الخل يختلف عن الآخر، بينما لا توجد دراسة علمية واحدة تؤكد أنه يساعد في إنقاص الوزن، ويقلل الشهية، أو يزيد معدلات حرق الدهون في الجسم، بينما الثابت علميا أن تناوله بكميات كبيرة أو صغيرة متعددة يسبب التهاب الغشاء المخاطي المبطن للحلق والمرئ، ويزيد من حرقان المعدة.
وبينت أن كثيرا من الأشخاص بعد سن الأربعين أو الخمسين ممن يعانون من أمراض الضغط المرتفع يزيد خل التفاح من معاناتهم، لأنه يغير في نسبة الحموضة والقلوية داخل الوسط الذي يمتص الجسم الدواء من خلاله، بالتالي يقلل من استفادة الجسم من الدواء، خاصة استفادته من أدوية مدرات البول التي يتناولها مرضى القلب ومرضى الضغط المرتفع ثم أدوية الأنسولين.
وأشارت إلى أن مجلة "ميني كلينيك" أكدت أنه يؤثر سلبا على امتصاص هذه الأدوية، بالتالي على استفادة الجسم منها، كما يقلل من مستوى البوتاسيوم في الدم المهم لانقباض عضلة القلب وتمدد العضلات العادية، كما يسبب تناوله بكميات كبيرة جرحا للغشاء المخاطي المبطن للحلق والمريء، وفي حال تناوله بكميات صغيرة أو عدد مرات أقل، لن يكون مؤذيا، لهذا لا ينصح به علميا، ويجب قبل تناوله استشارة الطبيب، بل وإجراء الفحوصات اللازمة.
آخر الأخبار