الجمعة 13 يونيو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

خير خلف لخير سلف

Time
السبت 18 يناير 2020
View
5
السياسة
الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

على نهج القادة العظماء تسير الأوطان بخطى ثابتة،وقد اقتضت سنن الله في خلقه أن ترحل الأجساد، لكن تبقى القيم والمُثُل راسخة تنير طريق الحائرين في دروب الحياة، وقد وهب اللهُ سلطنة عمان الحبيبة منجما لا ينضب من القادة والحكماء القادرين على الحفاظ على المكتسبات الحضارية لوطنهم العزيز.
لقد رحل عنا، المغفور له بإذن الله، السلطان قابوس
وقد اختار هيثم بن طارق آل سعيد خليفة له على
مسند الحكم، والذي أعتبره آخر إنجازات السلطان قابوس، طيب الله ثراه، وهو اختيار موفق للغاية، والسلطان هيثم بن طارق آل سعيد، حفظه الله، هو السلطان التاسع في التسلسل المباشر لأسرة آل بوسعيد، وهو من أحفاد الإمام المؤسس أحمد بن سعيد، الذي تأسست على يديه الأسرة الحاكمة العريقة عام 1741، والجدير بالذكر أن السلطان هيثم بن طارق،
حفظه الله، هو أول سلطان يتم اختياره وفقاً للإجراءات التي أقرها النظام الأساسي للدولة الصادرعام 1996، وهو ابن طارق بن تيمور، عم السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وذراعه اليمنى الذي تحالف معه لنهضة السلطنة، وكان تولى منصب رئاسة مجلس الوزراء في بداية عهد ابن أخيه السلطان قابوس، لذلك يمكن أن نقول ان السلطان هيثم بن طارق هو الامتداد
الطبيعي لوالده وابن عمه، وهو بإذن الله، خير خلف لخير سلف.
ولد السلطان هيثم بن طارق آل سعيد في 11 اكتوبر عام 1954، وتخرج من جامعة"اكسفورد" عام 1979 وحصل على الدراسات العليا من الجامعة نفسها في السياسة الخارجية، وتقلد مناصب عدة منها رئيس اتحاد الكرة العماني (1983-1986)، ثم وكيل وزارة الخارجية
للشؤون السياسية( 1986-1994)، والامين العام للوزارة( 1994-2002)، ثم وزير التراث والثقافة عام 2002 وحتى قبيل وصوله الى سدة الحكم خلف القائد الراحل.
الحقيقة أن السلطان هيثم بن طارق، كان مصدر ثقة السلطان الراحل ومبعوثه الخاص للدول الشقيقة والصديقة، وهو رئيس لجنة الرؤى المستقبلية المسؤولة عن التخطيط لمستقبل السلطنة في إطار "رؤية عمان 2040"، وتلك الثقة إن دلت على شيء إنما تدل على أن سلطنة عمان ستحافظ، بإذن الله، على نهجها السلمي والحضاري التقدمي الذي عهدناه، وقد كان أول ما صرح به السلطان هيثم بن طارق أن السلطنة ستحافظ على سياستها المحايدة الإيجابية، وحقوق السلم والجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة احتراماً لمبدأ السيادة والاستقلال التام المتعارف عليه دولياً.
هذا التأكيد على استمرار النهج المحايد الايجابي السلمي الذي رسخه السلطان الراحل في نفوس الشعب العماني، هو منهج مترسخ في سلطنة عمان، حكومةً وشعباً، وجاء مؤكداً للواقع حتى لا يتوهم البعض بمحاولة استقطاب السلطنة وجرها لمعترك الفتنة الإقليمية.
نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلوب ضارعة أن يحفظ حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان، ويوفقه ويسدد خطاه، وأن يحفظ الشعب العماني الشقيق، وأن يديم الله عليه نعمة الأمان والخير والسلام.
كاتبة كويتية
آخر الأخبار