خَوَارِمُ مُروءة الرَّجِل

د. خالد عايد الجنفاوي

"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" (الشمس 7-10).
تدل "المروءة" في سياق هذه المقالة، على اكتمال وكمال رجولية الرجل، مثل ترسّخ العدل والانصاف، ورباطة الجأش في عقله وقلبه، لا سيما ثبات قلبه عندما يتعرّض للصعوبات والمحن والشدائد العظام، وبخاصة ما تجبن فيها قلوب بعض المحسوبين على الرجال.
وتدل كذلك على تحرّزه وتَحَفَّظُه من كل قول أو فعل يُنزِل من قدره لدى نفسه، ولدى الناس، وترفّعه وتنزّهه عن النميمة، والغدر، والخيانة في السِّرِّ والعلن، وصيانته لنفسه وكرامته الشخصية عن كل ما يدنسهما أو يشينهما.
والرجل صاحب المروءة لا يفعل شيئًا في السرّ يستحي من فعله في الجهر، وستجده يسعى جاهداً الى اكتساب مكارم الأخلاق والعادات الإيجابية، وكل خلق حميد عالي المقام.
ومن خوارم (عيوب) مروءة الرجل في عالم اليوم بعض ما يلي:
-الجُبن: وهو تهيُّب الاقدام على ما يجب على الرجل الحقيقي الاقدام عليه، فصاحب المروءة يدرك تمامًا أنه سيعيش مرة واحدة، وخير له أن يعيش حياته وفقًا لكل ما يستطيع ممارسته من شجاعة نفسية، وبدنية، وفكرية، وأخلاقية، وروحية.
-الغدر: جدير بالرجل العاقل الرزين شَديدُ الشكيمة أن يبتعد بنفسه عن الغدر بكل أشكاله وأنواعه، لا سيما الغدر بالأهل وبالمجتمع وبالوطن.
-حري بالرجل صاحب المروءة أن يكون رحيمًا بالضعفاء، شديدًا على المتغطرسين، حنونًا على حليلته، وعلى فلذات كبده، فمن لا خير فيه لأهله ولذريته، لن يكون فيه خير لأحد.
-الترفّع عن الاستهزاء بالآخرين: الرجل صاحب المروءة لا يستهزئ بالناس في سرّه وفي علنه، وبخاصة، لا يسخر ولا يشمت بالآخرين، لا سيما من وراء ظهرهم.
-البخل: صاحب المروءة كريم اليد، وكثير العطاء لأهله ولكل من هو محتاج، بسبب إيمانه أنّ المال الذي لا ينفع الرجل في دنياه ودينه لا خير فيه.
-التملُّق لأصحاب المال والنفوذ، والتذلّل لهم بغية الحصول على قبولهم ورضاهم، جرائم أخلاقية ونفسية وفكرية وروحية شنيعة لا يرتكبها الرجل صاحب المروءة في حق نفسه وفي حق أبنائه وفي حق ذكراه بعد وفاته.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi