الخميس 28 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

دار سعاد الصباح تحتفي بالأديب الليبي إبراهيم الكوني

Time
الثلاثاء 25 أكتوبر 2022
السياسة
تقيم د.سعاد الصباح حفل تكريم خاصاً بالأديب والمفكر الليبي إبراهيم الكوني ضمن احتفاليتها الدورية بيوم الوفاء الذي تكرم فيه رمزاً بارزاً من رموز الإبداع العربي، وذلك يومي 31 أكتوبر الحالي و1 نوفمبر المقبل في مدينة بيرن بسويسرا، حيث سيعقد الحفل الذي تتخلله عدة ندوات وتلقى فيه كلمات بمشاركة ثلة من كبار الكتّاب والأدباء العرب والعالميين.
وسيتم الإعلان خلال الحفل عن نشر كتاب ضخم في جزأين، يلقي الضوء على حياة الأديب والروائي إبراهيم الكوني، ويتناول أبرز المحطات في مسيرته، ومراحل تدرجه وتطوره فكراً وأدباً ورواية.
وتولي الدكتورة سعاد الصباح مبادرتها المميزة في العطاء، والمسماة (يوم الوفاء)، اهتماماً بالغاً، حيث أطلقتها منذ أكثر من ربع قرن لتكريم رواد الثقافة العرب الأحياء في الوطن العربي.
البداية كانت في أوائل تسعينيات القرن الماضي، حين استوقفت الدكتورة سعاد الصباح عادة العرب تكريم الرواد بعد رحيلهم، فتساءلت: لماذا اعتادت المؤسسات الثقافية العربية أن تنتظر رحيل المبدعين الكبار لتقيم لهم مهرجانات الثناء والإشادة والتمجيد؟ لماذا ننتظر حتى يموت الناس لكي نكرمهم ونحتفي بهم؟ ولماذا لا نكرمهم ونشكرهم في حياتهم ونجعلهم يشعرون بحجم الحب والتقدير الذي نكنّه لهم، وأن يسمعوا بأنفسهم كلمات الشكر والتكريم في حياتهم، وأن يدركوا اعتراف طلبتهم ومريديهم بفضلهم؟
دفعت الدكتورة بهذا التساؤل، وكل ما يحف به من استغراب واستنكار، إلى رفيق العمر، زوجها الشيخ عبدالله مبارك الصباح ـ رحمه الله ـ بقصد تكريم المبدعين وهم أحياء، ولما كان الشيخ عبدالله المبارك من رموز العطاء والوفاء والعروبة، تهلل وجهه، وبارك مبادرة عقيلته قائلاً: هكـذا يجـب أن نعمـل.
وهذا ما كان، حيث أطلقت الدكتورة سعاد الصباح مبادرة "يوم الوفاء" في العام 1995، في مسعى مبتكر وحثيث لتكريم رواد الثقافة العرب الأحياء. ومنذ ذلك الوقت، وعبر مسيرتها الممتدة، جسدت مبادرة "يوم الوفاء" قيمة الوفاء كرمز لأسمى ما تحمله النفس البشرية من عرفان وتواضع، كما كرّست فضيلة العرفان بالعطاء من خلال تقدير المبدعين الكبار، رواد الثقافـة العربيـة الأحيـاء، رموز الإنجاز والعلم والثقافة العربية المعاصرة، الذين سهروا وتعبوا وعانوا الأمرين، ليقدموا عصارة إبداعاتهم كقناديل مضيئة، لتهتدي الأجيال إلى طريق المستقبل.
وعبر المسيرة الممتدة لمبادرة "يوم الوفاء"، تم تكريم عدد من الرواد، ومنهم: وعبدالعزيز حسين،و وإبراهيم العريض، ونزار قباني، ود.ثروت عكاشة، وعبدالله الفيصل، وعبدالكريم غلاب، وغسان تويني، وصالح العجيري، والحبيب الجنحاني.
وصدرت عن دار سعاد الصباح للنشر مؤلفات قيّمة عنهم، احتوت على بحوث ودراسات نقدية وذكريات كثيرة شكلت مادة ثرية تستحق الوقوف عندها طويلاً.
اليوم، تحط مبادرة (يوم الوفاء) رحالها في ليبيا الشقيقة لتكرم رمزاً بارزاً من رموز الإبداع العربي، وهو الأديب والمفكر الليبي إبراهيم الكوني، الذي أبدع حتى الآن ما يزيد عن المئة كتاب، في حقول الرواية والدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والتاريخية والسياسية، فتميز كأديب، كما تميز كأنثروبولوجي، ومؤرخ، وصاحب فكر خاص طال الوجود، والحياة والموت، والمكان والزمان، والمرأة، وعلاقة الإنسان بالإنسان، وعلاقة الإنسان بالحيوان والنبات، والحب وقد ترجمت مؤلفاته إلى نحو أربعين لغة في العالم.
وقد أعلنت دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع أن تكريمها للمبدع الكوني سيشمل حفلاً يدعى إليه عدد من الأقطاب الثقافية، يتحدثون فيه عن مسيرة الكوني الممتدة، والمتشعبة. كما سيشمل التكريم، بالتزامن، نشر كتاب في جزأين، يلقي الضوء على حياة الكوني والمؤثرات الثقافية التي طبعته.
وقد اشتمل الكتاب في جزئه الأول على كلمة تقديمية للدكتورة سعاد الصباح، أشارت فيها إلى أنه من عمق الصحراء "خـرج الروائي المفكر إبراهيـم الكوني مثـل أسـطورة، محملاً بالنبـوءة...والاحتمالات، لا يريـد أن ينفـض عـن جسـده الرمـال... ملثّماً يخـرج كمارد مصنـوع مـن طين الدهشـة، وأعاصير الفكـرة، ومفاجـأة الخاطـرة.. وسـكون الليـل".
وتشير إلى اهتمامه الأثير والدائم بعوالم الصحراء، فتقول: "فالصحراء عند الكوني أمومة، والصحراء عنده إلهام.. والصحراء عنده نبوءة ورسالة حملهـا على كتفـه وسـار بها عبر البحار والجبـال والمتاهات والمآلات والتأويلات".
وتلفت الدكتورة سعاد الصباح النظر إلى ملاحظة مهمة، وهي التجاهل الذي لقيه الكوني في وطنه العربي، فتقول: "إبراهيـم الكوني الذي لم يُلتفَـت إليـه في بلاده الممتدة مـن الماء إلى المـاء، الالتفات الذي ينبغـي والاهتمامّ الـذي يسـتحق بقـراءة نصه أكثر مـن قراءة شـخصه.
بدوره، أشار مُعد الكتاب عبدالكريم المقداد في كلمته إلى ملامح شخصية الكوني وأبرز الثيمة الرئيسة التي ترتكز عليها أغلب مؤلفات الكوني، ألا وهي الصحراء، إذ قال: "كانت صحراؤه ولا تزال عالماً مفعماً بالأساطير، التي ما فتئت تتجدد مع كل رواية، فتثير الدهشة، وتمسك بالألباب".
وتضمن الجزء الأول من الكتاب، الكثير من المقالات التي رصدت السيرة الذاتية والأدبية للكاتب، وأضاءت الكثير من جوانبه الشخصية.
فعن شغف الكوني بالصحراء، يكتب وزير الثقافة الجزائري الأسبق عز الدين ميهوبي، فيقول: "يدافعُ الكوني عن الصحراء، وهو الذي دفعتهُ أقدارُ الوظيفة إلى جبال سويسرا، كما لم يُدافع عنها كثيرون ممّن نشؤوا فيها.
وعن سيرته ومسيرته، تكتب د.زهرة سعدلاوي عن بدايات الكوني في ليبيا وانشغالاته الثقافية، ثم سفره إلى موسكو ودراسته وعمله الإعلامي، وأخيراً إقامته في سويسرا وتفرغه للإبداع الأدبي.
من جهته، يشير مصطفى سليم إلى أن الكوني يجيد ثماني لغات، هي: الأمازيغية، والعربية، والروسية، والإنجليزية، والبولندية، والألمانية، والإسبانية، واللاتينية، ويشير سليم إلى أبرز مرتكزات الكوني، فيقول: "عالم الكوني، الذي بناه على الرمز في جوهره، جاء وفق تقنيات سردية خاصة تمرس عليها.
وتتوالى أقلام الكتّاب، فترصد الجوائز العديدة التي نالها ويلتفت القاص السوري إبراهيم صموئيل إلى تبرع الكوني بقيمة جائزتي القاهرة، والصداقة الفرنسية العربية، لأطفال قبائل الطوارق في نيجيريا ومالي، فيقول: "بهذه المبادرة الطيبة، ذات الدلالة، يكون إبراهيم الكوني قد نال جائزتين معاً.
و يقول عنه د. صلاح فضل: "الكوني الأديب الليبي الفذ‏، يمضي في استخراج ملحمته الصحراوية الكبرى في السرد العربي‏،‏ بعد أن أكمل ستين عاماً من عمره‏، أنجز خلالها سبعين كتاباً من إبداعه‏، فضرب رقماً قياسياً في الترجمات والدراسات حوله‏، مضيفا‏ أصبح زعيم نهج في الكتابة الروائية متفرداً في الآداب العالمية.
وقد ضم الجزء الأول، إضافة إلى المقالات، عدداً من أبرز أقوال الكوني، والكثير من الصور التي أرّخت للكثير من المناسبات الثقافية، والكثير من محطاته الحياتية.
أما الجزء الثاني من الكتاب، فانصرف إلى دراسات وبحوث رصينة، شارك فيها نخبة من النقاد والمفكرين والأكاديميين من مختلف أقطار الوطن العربي.
وقد أبرز هذا الجزء أهم صفات ودلائل أدب الكوني، والفلسفة الخاصة التي نسج خيوطها في معظم مؤلفاته في الحقل الروائي.

سعاد الصباح


غلاف الاعمال الكاملة

آخر الأخبار