داعية يُغضب المصريين لتبريره ضرب الرجال لزوجاتهم

تصدر اسم أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، مبروك عطية، مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد تصريحات وصفت بالمسيئة للمرأة، إدعى فيها أن النساء مستفزات ويبالغن في الشكوى من الرجال في قضايا العنف الأسري.
وجاءت تصريحات عطية، المثير للجدل، ردا على زوجة معنفة من زوجها، خلال مقابلة في البرنامج التلفزيوني "يحدث في مصر"، على قناة "MBC مصر".
وأضاف عطية حينها: "توجد قاعدة تقول لو الإنسان قام من النوم وضرب فورا أو دخل عالبيت وضرب فورا، فهذا شخص يحتاج مستشفى أمراض عقلية، لأنه أكيد عنده مرض، أما الإنسان الطبيعي لا يمكن أن يصل لهذه الدرجة إلا بعد درجة استفزاز قوية جدا".
تصريحات عطية لم تمر مرور الكرام في بلده، إذ تصدر وسم #اوقفوا_مبروك_عطيه مواقع التواصل الاجتماعي هناك، وطالب مغردون بإيقافه ومنع ظهوره على التلفزيون، واتهموه "بتبرير الاعتداء على النساء"، إلا أن آخرين دافعوا عنه وعن آرائه.
ورأت مغردة أن ليس هناك مبرر للعنف ضد المرأة، وطالبت بسن تشريعات للدفاع عن النساء:
maishams@
"العنف ضد النساء ملوش أي مبرر، واللي بيبرره مش المفروض يكون له مكان في الاعلام. لما يكون عندنا قوانين للحماية من خطاب الكراهية ووقف التمييز والأهم قانون لمواجهة العنف ضد النساء، المواقف العلنية اللي بتبرر العنف أصحابها ممكن يدفعوا ملايين تعويضات في المحاكم".
في المقابل، اعتبر مغردون أن الهدف من المقابلة "إثارة الرأي العام"، واصفين ما حدث خلالها "بالتمثيلية السخيفة". وشكك أحدهم في ملابسات الأمر، معتبرا أنه يهدف إلى إثارة الرأي العام ضد رجال الدين:
AmeerEsam15@
"يعني هي قدرت توصل للبرنامج لكن مش قادرة تنفصل عن جوزها او تخلعه وتسجنه؟ في تمثليه سخيفه وطبعا الغرض من ده هو اثاره الرأي العام تجاه رجال الدين، ثانيا دور الضحيه والأوفر رياكشن عند بعض الناس عالي مفيش أفعال دون دوافع".
وبعد الهجوم الذي تعرض له مبروك عطية، رد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر على الوسم المتداول والمطالب بإيقافه.
وقال عطية في بث مباشر على فيسبوك: "كل كلمة رديت بها لها دليل في السنة، لعدم وجود الزوج"، مشددا على أنه يتخذ دوما "موقفا منصفا بحق المرأة".
وأضاف: "عيب اللي بيصطادوا في المية العكرة، أنا طول عمري منصف للمرأة، وأنا الوحيد في كل حلقاتي على التلفزيون اللي فسرت الرجال قوامون على النساء معناها خدامون عندها، قوام عليها في لغة الشرع والدين، أي سريع القيام على خدمتها وتلبية رغباتها.. دا ديننا دين أصول".
إلا أن حساب "Speak up"، وهو مبادرة نسوية لدعم ضحايا العنف بكل أشكاله، استنكر "التبرير الإعلامي للعنف ضد المرأة تحت غطاء الدين"، مشددا على خطورة كون الكثير من التعليقات "مؤيدة لكلام الشيخ الأزهري":
SpeakUp_00@
"لحد امتى هيفضل العنـف ضد الستـات يتبرر بشكل عادي في الإعـلام؟ والأسوأ لما يحصل باسم الدين، والدين بعيد كل البعد عن الأذى ده. امبارح في الحلقة المذيع كان مصدوم من اللي اتقال وبيرد على الشخص ده، لكن المرعب أن كان فيه الآف في الكومنتات مقتنعين بكلامه. تبرير الضرب مشاركة في الجريمة". وقالت النائبة أمل سلامة، عضو مجلس النواب وصاحبة مشروع قانون "تغليظ عقوبة ضرب الزوجة"، إن من حق المرأة أن تعيش حياة كريمة وألا تهان، موضحة أن العنف الأسري "يؤثر بالسلب على نشأة الأطفال". وأوضحت أن خطر تصريحات عطية يكمن في أنها "جاءت بالتزامن مع الاتجاه الخاص بالدولة لدعم المرأة، وجميع حقوقها والستراتيجية الوطنية الخاصة بحقوق الإنسان".