دروس حياتية إسلامية عن تَهْذِيب النفس

حوارات

"قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا" (الشمس 9).
يشير مصطلح "تهذيب النفس" في هذه المقالة، الى تنقيتها من العيوب والخطايا السلوكية المتكررة، والسعي المستمر الى إصلاحها وتقويمها، وتنسيق تركيباتها الوجدانية، بهدف تطوير الذات، وعيش حياة متكاملة، ومجزية بالنسبة للإنسان الساعي لتهذيب نفسه.
ومن بعض دروس الحياة الاسلامية التي تعلّمتها شخصيًّا عن أفضل المبادئ والوسائل، وأقواها فعاليّة في تهذيب النفس في عالم اليوم المتغير، نذكر ما يلي:
-مبادئ ووسائل تهذيب النفس: أول وأهم متطلّبات تهذيب النفس في أي بيئة إسلامية تتمثل في الالتزام بأداء الصلاة، فمن لا يصلّي لا يمكن له تهذيب نفسه، فيقول المولى عز وجل في كتابه الكريم "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ" (المؤمنون 1-5).
وفي الحرص على التخلّص، أو التخفيف من تأثير أنواع الهوى الضارة بالنفس، لا سيما التعلّق المرضي بالملذّات وبالشهوات الدنيوية، وبخاصة ما يخجل المرء من كشفه للآخرين.
فمن لا يستطيع مقاومة هواه المضطرب لن يمكن له ترويض نفسه على ضبط سلوكه، ومن أفضل الوسائل لتهذيب النفس وإعادة التوازن الطبيعي لها، التوقّف عن السعي العقيم الى البحث عن الرضا الداخلي في عيون وألسنة الناس، واستبداله بالسعي الى رضا رب العباد.
وحض الشخص نفسه على التعرّف على الأخلاق الفاضلة في مجتمعه المسلم، وممارستها في حياته، الخاصة والعامة، وردعه نفسه عن العجب المفرط بذاته عن طريق تذكير الانسان نفسه بأن الكِبَر إثم باطني.
قال المولى عز وجل في القرآن الكريم: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا" (الفرقان 63)، وبتعويد اللسان والقلب على ذكر الله عز وجل في كل وقت: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد 28).
ومن يتعوّد لسانه وقلبه على ذكر الله، فسيوجهه الله عز وجل وجهة خير في كل ما يقول ويفعل، والله أعلم، وبالتصدّق خفية على الفقراء، وبحفظ اللسان.
كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi