الخميس 15 مايو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ديوانيات الكويت!

Time
الأحد 09 أغسطس 2020
View
5
السياسة
طلال السعيد

لا أعرف من أخاطب بكلامي هذا، لكن بالتأكيد ليس أقل من سمو رئيس مجلس الوزراء، او الدائرة الضيقة جدا لاتخاذ القرار في الكويت، فما جرى في جنوب السرة يجب ان يتوقف عنده أصحاب القرار قبل ان تفلت الكويت من يد أهلها، هذا إن لم تكن قد فلتت بالفعل وحان موعد استعادتها.
ديوانيات أهل الكويت هي الأساس، وهي حجر الزاوية في جدار النسيج الاجتماعي الكويتي، لكن الذي حصل ان صمت اصحاب القرار المتعمد عن بعض الديوانيات المشبوهة سحب البساط من تحت ديوانيات أهل الكويت المؤثرة، لتحل محلها تلك الدواوين التي في كل يوم نكتشف فضيحة جديدة من فضائح اصحابها.
ومع الاسف يزورها علية القوم وتقام فيها الندوات، ويرتادها الناس بحسن، او سوء، نية، الله وحده الذي يعلم، لكن أصبحت تلك الدواوين المشبوهة هي المؤثرة وحلت محل ديوانيات اهل الكويت التي بدأ يهجرها روادها، وهذا خطر يهدد كيان المجتمع الكويتي كله.
المؤسف ان ذلك يحصل على مرأى ومسمع من الحكومة، واسرة الحكم، واصحاب القرار الذين هم في النهاية من سيدفع الثمن اذا انحسر غطاء أهل الكويت عنهم.
أنا أتحدث عن كل ديوانيات أهل الكويت مقارنة بديوان قصر جنوب السرة الذي تحوم حوله الشبهات حاليا من ناحية الكم وليس الكيف!
في السابق كانت النسوة هن من يغريهن القصور والسيارت الفارهة، والهدايا الثمينة، لكن مع الاسف تبدلت الاحوال، واصبحت تغري الرجال "المشوربين" من بعض اصحاب المناصب الذين يعشقون الرشاوى، والسهرات الحمراء المجانية، وتغريهم الهدايا الثمينة رغم انهم ليسوا بحاجة، لذلك اصبحوا ادوات بيد هذا وذاك من المشبوهين، وسخروا امكاناتهم لخدمة صاحب السهرات، فانتشر الفساد الذي ان لم تجابهه الدولة بقوة، وحزم، وضرب بيد من حديد، وتطبيق القانون، فما علينا الا ان ننتظر وقوع الكوارث، ولعل كارثة ميناء بيروت دليل واضح امامنا على نتائج الفساد!
في كل بلد في العالم هناك اهل البلد الاصليين الذين يشكلون مادة الحكم، ويسمون اهل الحل والعقد، ويعرفون بانهم وجوه الناس والاعيان، او الوجهاء الذين يسمع الحاكم كلامهم، ويأخذ برأيهم في الشأنين السياسي والاجتماعي.
كما انهم بنفوذهم الاجتماعي يوجهون العامة، وهذا ما عرف به اصحاب الدواوين في العاصمة، او القرى، منذ نشأت الكويت، لكن، المؤسف، ان هناك تجاهلا تاما لهذه الدواوين، ولم يعد يؤخذ برأيها او تستشار، بل لا يزورها اصحاب القرار، حتى فقدت نفوذها، لتحل محلها تلك الدواوين المشبوهة، التي تستقطب الناس بالحيلة لتصبح مؤثرة، بل وتحل محل دواوين الكويت المعروفة، ولعل سكوت اصحاب القرار عن اصحابها جعلهم يتمادون، وفي المقابل هناك اهمال واضح ومتعمد من اصحاب السلطة لدواوين اهل الكويت لانهم يسمعون فيها ما لا يعجبهم، من دون مجاملة، عكس الدواوين المشبوهة التي تطبل، وتجامل، وتكذب ثم يتضح فيما بعد ان هناك اهدافا خفية ليست من مصلحة الكويت واهلها.
فماذا سيقول للناس بعد ظهور حقيقة اصحاب تلك البشوت الذين سارعوا الى زيارة تلك الدواوين، وحرصوا على التصوير فيها، وما موقف السياسيين والنشطاء الذين كانت تلك الدواوين مقرا لندواتهم، هل سيقولون: ما درينا... زين؟

[email protected]
آخر الأخبار