د. خالد عايد الجنفاوي(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) (الشمس 7-10).تشير دناءة الطبع في هذا المقال الى خِسَّة النفس، وتدني مستوى المروءة والكرامة، وانْحِطَاط الخلق، وخيانة الأمانة، وسفالة النفس، وميل دنيء الطبع الى رذالة القول والسلوك، وحقارة فكره وبذاءة لسانه، وهي بالطبع، صفات دنيئة ستجعل الدنيء فاحشًا ونذلاً ولئيمًا وعبدًا لشهواته ولنزواته ولغرائزه البهيمية، ومن بعض الصفات الأخرى لدنيء الطبع، وبعض أسباب وقوع بعض النَّفَر في مستنقع الدناءة، وبعض ما سيَتَحَتَّمُ على العاقل السوي وكريم النفس الالتزام به من اعتقادات وقيم ومبادئ كريمة وشريفة ما يلي:صفات دنيء الطَّبْع: تعارض أقوال وسلوكيات دنيء الطبع مع الفطرة الإنسانية السليمة، واختياره بإرادته الحرة الانقياد وراء كل سلوك خسيس بسبب "تعوّده" على ذلك، وانخفاض مستوى احترامه لذاته، وكراهيته الشديدة لأصحاب المقام والكرامة والمروءة والأفضل منه خلقًا وأخلاقًا، وشعوره بالدونية أمامهم، وعدم تحرّيه للحلال، وميله نحو كل ما هو فاسد، ومخالطته ومصاحبته للسفلة وللمنحطين وخيانته للأمانة وللمواثيق وللتعهدات الأخلاقية، وغدره وخساسة نفسه، بخاصة عندما يرتبط الأمر بإشباعه الخسيس لنزواته ولشهواته البهيمية، وعدم ترفّع دنيء النفس عن الانغماس في كل ما هو دنيء.
أسباب دناءة الطَّبْع: كلما ترسّخ احتقار الفرد لذاته أصبح أكثر دناءة، ومال نحو ما هو سافل ومُنْحَط، وبسبب كونه أحيانًا ضحية لتربية أسرية سيئة، ولا سيما تربيته على يد أب أو أم أَخِسَّاء الطبع ، وبسبب كون دنيء النفس تابعًا ذليلاً لمن هو أقوى منه، ولانحطاط قدر الدنيء لدى نفسه، وميله نحو احتقار ذاته ووضع نفسه بلا تفكير في سياقات وأوضاع رذيلة لا يقبل النزول اليها الاسوياء وشرفاء الطبع، وبسبب عدم شعور دنيء النفس بقيمته كإنسان أو بأحقيته في أن يتعامل معه الآخرون باحترام.- شَرَف الطبع: شرف وعزّة النفس، وسمو الأخلاق، والترفّع دائمًا عما هو منحط وخسيس، والميل السوي نحو الالتزام بما يمليه احترام الفرد لنفسه، وتطلّعه نحو كل ما سيرفع شأنه ويجعله عزيز النفس من سمو أخلاقي وفكري وسلوكي.كاتب كويتي@DrAljenfawi