الأخيرة
/
كل الآراء
رحمك الله يا أبا وائل
الخميس 01 ديسمبر 2022
5
السياسة
سعود السمكةمحمد العدساني قامة كويتية وطنية تقلدت مناصب عدة، وعلا بها وشرفها، فكان للديبلوماسة أستاذا (سفيرا في لبنان) في ستينات القرن الماضي، وكان للسياسة كبيرا، وللإدارة مرجعا (وزيرا للتخطيط) في سبعينات القرن الماضي، وبرلمانيا أصيلا ومتمكنا تولى رئاسة مجلس الامة (الفصل التشريعي الخامس عام1981) وادارجلساته بكل حرفية واقتدار وحكمة، وفي العلاقات الاجتماعيه كان متواصلا مع الجميع.محمد العدساني كبير في تواضعه، عظيم في أخلاقه، متميز في علاقاته الاجتماعية.محمد العدساني رجل دولة من الطراز الاول، يتحلى ببعد النظر، والحكمة والهيبة معجونة بالبساطة، فهو كان صديقا للجميع اجتماعيا بامتياز، يتميز بالبساطة، مثقف مطلع متحدث لديه ميزة بالقدرة على الاقناع، يحظى باحترام الجميع لبساطته، وتواضعه، شديد الانحياز للمواقف مع الحق. محمد العدساني رمزية وطنية بامتياز، متدين باعتدال، يعشق البيت الحرام فيقضي شهري شعبان ورمضان من كل عام في مكة المكرمة، قريبا من المسجد الحرام.اليوم يشيع محمد العدساني الى مثواه الاخير لتكون الكويت قد خسرت واحدا من كبار قاماتها، لكنها مشيئة الله وقدره، وليس لنا ما نقول في هذا المقام الا كما قال حبيب الله وخليله محمد (صلى الله عليه وسلم): "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن" وإنا على فراقك يا ابا وائل لمحزونون، والله نسأل أن يسكنك مع النبيين والشهداء والمحسنين في الفردوس الأعلى من الجنة، وأنتم السابقون ونحن اللاحقون، ونسأل الله حسن الخاتمة، ولأهلك ومحبيك جميل الصبر وحسن العزاء "إنا لله وإنا أليه راجعون".رحمك الله يا أبا وائل، كفيت خدمة لبلدك وأهلها، ووفيت، نسأل الله ان يجزيك عنها خير الجزاء.