"رحى الأيام" منهجية تاريخية في الدراما الخليجية

كتب - فالح العنزي:

يشكل المسلسل التاريخي "رحى الأيام" علامة في الدراما الخليجية، ويحظى منذ عرض حلقته الأولى بمشاهدة غير مسبوقة، جعلته من الأعمال البارزة في الدورة الرمضانية الحالية، خصوصا أنه يعرض عبر تلفزيون الكويت، تلفزيون البحرين وقناة ابوظبي فضلا عن تلفزيون المجلس، الذي حظي بفرصة العرض الأول، وإن كان أثار الجدل والانتقاد بمشهد جمع نور وياسة والطفل أحمد بن حسين يتحدثون فيه عن اللهجة وأن الكويتيين الأصليين يلفظون حرف الجيم ياء.
"رحى الأيام" من تأليف الكاتب المخضرم مشاري العميري واخراج حمد النوري، وشارك في بطولته مجموعة من الممثلين منهم جاسم النبهان، عبدالإمام عبدالله، مريم الغامدي، إبراهيم السيكرين، نور، محمد الصيرفي، ماجد مطرب، أحمد العونان، مشاري البلام، محمد الحملي، عبدالله الخضر، الطفل أحمد بن حسين وغيرهم من فناني الساحة الفنية الخليجية.
تكمن أهمية العمل في كونه أول عمل خليجي يطرح بمنهجية تاريخية تتناول أربع حقب زمنية يسطر أحداثها شاب خليجي يصنع لنفسه مكانة اجتماعية في وقت عصيب ووسط ظروف بالغة الصعوبة، حيث يتنقل هذا الشاب من مرحلة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر، إلى يصل لمبتغاه.
تكفل المخرج حمد النوري بترجمة النص الثري إلى صورة بصرية غاية في الجمال، خصوصا فيما يتعلق بمشهدية كل حقبة زمنية بتفاصيلها وما تتميز به من أزياء ولهجات خليجية كانت دارجة آنذاك، لذا استعان النوري بمصحح لهجة يتابع عن كثب الأداء الدرامي للممثلين وطريقة حديثهم وتصرفاتهم بحيث لا يظهر ما قد يعتبر شاذا عن القاعدة.
يقول المخرج حمد النوري: "يتناول المسلسل قصة واقعية لشاب يواجه الكثير من المصاعب والظروف، التي يتجاوز بعضها، والبعض الآخر يخضع لها.
بدوره أكد الفنان جاسم النبهان بأن مسلسل "رحى الأيام" يحمل قيمة فنية وأدبية وتاريخية ويمكن تصنيفه من الأعمال الوثائقية، التي من شأنها أن تقدم للمشاهد الخليجي قصة مستوحاة من الواقع تمت صياغة تفاصيل محطاتها بعناية فائقة وحذر شديد كونها تتلخص في منطقة الخليج، خصوصا السعودية والكويت والعراق.
ويضيف النبهان: "احيانا يضطر المرء للتوقف عند عمل معين ويتأمل فيه وينظر إلى ردود الفعل المتوقعة له، من دون مبالغة سيكون لهذا المسلسل شأن خليجي مهم.
أما الفنانة نور فأكدت أن هذه النوعية من الأعمال تستهويها بدرجة كبيرة كونها تغوص في تفاصيل الماضي الجميل، الأمر الذي "يجعلني كممثلة حريصة على قراءة التاريخ والحقب الزمنية ومعايشة الشخصية، التي كانت تعيش في تلك الحقبة، وفي "رحى الأيام" أجسد شخصية المرأة الكادحة والأم المحبة".
الفنان السعودي ماجد مطرب بطل القصة الرئيسية ومحرك الأحداث قال ان "المسلسل مشوق وجميل والجميع فيه أبطال تحركهم المواقف والأحداث والقصص والقضايا، نعم تقع على عاتقي مسؤولية القصة، لكني أشعر بأننا جميعا نصنع الصورة والجمهور هو الاطار الذي يمنحنا الجمالية من عدمها".
أما الفنان أحمد عبدالله "دينامو" المسلسل فيتولى مجموعة مهام في مقدمتها ادارة الانتاج، حيث أوضح ان "البحث والتنقيب عن أزقة وشوارع وروح الحقب الزمنية بحسب النص المكتوب استغرق وقتا ليس قصيرا قبيل انطلاق تصوير المسلسل، إلى جانب ذلك لي مشاركة في تشكيل جانب مهم من التاريخ بتجسيدي لشخصية التاجر".