

رسالة من 312 أسيراً كويتياً
مساحة للوقت
فبراير عام 2024، أي بعد أيام قليلة تمر علينا الذكرى الـ33 لتحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم، وهذا التحرير بدأ مع فجر 24 فبراير عام 1991، عندما كانت قوات الغزو تتخبط بسبب أوامر الانسحاب، فكانت تتلقى في وضح النهار ضربات المقاومة الشعبية الكويتية الباسلة متمثلة بـ"مجموعة القرين" التي قاومت العدو بأسلحتها، الخفيفة والمتوسطة، مقابلة استخدام الغزاة الدبابات والمدفعية والـ"آربي جي" لصد هجمات المقاومة، التي خسرت عدداً من رجالها البواسل شهداء، ووقوع من أصيب بالأسر، فيما آخرون استطاعوا الخروج والنجاة، فكانوا شاهداً حياً على هذه المعركة الباسلة التي تزيدنا فخراً واعتزازاً برجال المقاومة الكويتية قبل 33 عاماً واليوم، ونحن عشية الذكرى الـ 33 للتحرير نعثر على رسالة بالية ملطخة بدم شهدائنا الأسرى ممن تصرخ رفاتهم المبعثرة على مساحات شاسعة في ارض العراق، تناشدنا بل، تلح علينا ان نواصل البحث عنهم لأنهم مشتاقون لتراب ورائحة أرض الكويت، والتدثر بأرض وتربة الشرف والسلام.نعم يا حكومة العهد المتجدد ان هناك 312 أسيرا شهيدا لم نعثر على رفاتهم من اصل 605 أسرى، تم دفن 293 أسيراً شهيداً عثر على رفاتهم في سجلات مكتب الشهيد، ومنهم 263 تم تسجيلهم شهداء بحكم محكمة بناء على طلب ذويهم لغيابهم أكثر من ثلاثين عاماً. وهناك 49 أسيراً مفقوداً إلى هذا التاريخ، والحقيقة ان مجموع المفقودين من أسرانا ولم يعثر على رفاتهم هم 312 مفقوداً!هذه الرسالة المهمة والغالية نحملها نحن ذوي الاسرى والمفقودين، لنضعها في بريد الوطن وبريد السلطات الثلاثة، نناشدهم بالله وبالدماء التي نزفت على هذه الأرض المباركة، ألا ينسوا هذا الملف المتراكم منذ 33عاماً بين ادراج الصليب الأحمر، ووزارتي خارجية العراق والكويت، واللجنة الثلاثية الأممية. نعم إلى متى يتراكم علينا الزمن وأسرانا في عداد المفقودين؟إن قبور رفاة شهداء الكويت تحت ثرى الوطن تناشدكم الاهتمام بهذه الرسالة المعبرة عن الضمير الانساني الوطني لفتح أبواب الأمل بعد 33عاماً من التحرير!سمو رئيس الوزراء الشيخ الدكتور محمد الصباح، أنا أعرف مدى اهتمامك بهذه المناشدة، لأنني لن أنسى موقفك الانساني عندما كنت وزيراً للخارجية، وقد استدعيتني الى مكتبك، وتحدثنا حول موضوع الاسرى المفقودين، ومنذ تلك اللحظة عرفت أن ملف اسرانا يرهقك، وتأكدت انك تبحث عن مصادر وقرارات للوصول إلى رفاتهم الاموات منهم أو البحث عن الاحياء!اليوم انت تتصدر كل المسؤوليات، أعانك الله وسدد خطاك، لما يحب ويرضاه، وبالتأكد سيكون عهد الحزم دافعاً لك ولحكومتك لإنهاء ملف المفقودين من اسرى الكويت، والكشف عن رفاتهم، وإعادتهم إلى تراب الوطن لاحتضانهم.وكلنا أمل بالسلطة التنفيذية، وكذلك السلطتين التشريعية والقضائية، دعم مساعيكم الوطنية لانهاء هذا الملف الملح، ولاشك أن قائد الحزم والنور صاحب السمو الأمير مشعل الاحمد الجابر الصباح، حفظه ورعاه، سوف يكون داعماً رئيساً لإنهاء هذا الملف الوطني، الذي يهم كل بيت في الكويت، وبخاصة اهالي الاسرى المفقودين!والله المستعان، وهو من وراء القصد، والحمد والشكر لله العظيم.
كاتب كويتي
طارق ادريس