كل الآراء
رفض التعلم من أخطاء الماضي
الأربعاء 22 أبريل 2020
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوييوجد دائماً أشخاص يرفضون التعلم من أخطاء الماضي، وربما يصرون على تجاهل المواعظ والحكم والدروس الاخلاقية والتي تفضي إليها تجارب الماضي وأخطائه، والسؤال الذي يطرح نفسه في سياق التعلم من أخطاء الماضي هو التالي: لماذا يرفض البعض التعلم من أخطاء الماضي، ويستمرون في ارتكاب الاخطاء والكوارث نفسها بحق أنفسهم وبحق الآخرين؟ وإذا عرف السبب بطل العجب.-الاشخاص وطرق تفكيرهم التي تسببت في المشكلات، لا يمكن أن يوفروا حلولاً لها اليوم أو غداً أو بعد غد.-عندما يفتقد أحدهم الاستعداد النفسي للتعلم من أخطاء الماضي، فسوف يكرر الاخطاء نفسها، ولكن بشكل ما يزداد خطورة تدريجياً، فالاخطاء المتكررة تتفاقم عواقبها، بينما يستمر من لا يتعلم على حاله.-أحد عواقب ترسخ العناد في الشخصية سيتمثل في رفض التعلم من أخطاء الماضي والاصرار على ارتكاب نفس الاخطاء بلا توقف.-لا يستمع من يرفض التعلم من أخطاء الماضي لنصائح العقلاء وأصحاب الآراء السديدة وذلك لظنه أنه أذكى منهم وأرسخ حكمة، وهو بالطبع عكس ذلك تماماً.-لا يحترم من سيرفض التعلم من اخطاء الماضي نفسه، ولا يقدرها حق تقديرها، وذلك لأنه يرضى على نفسه مهانة ومذلة تكراره لنفس أخطائه.-لا يمكنك إرغام أحدهم على أن يتعلم من أخطاء الماضي، ولا سيما إذا لم يكن لديه استعداد نفسي لعمل ذلك، فثمة نفر يعرفون أنهم تعيسو الحظ بسبب طرق تفكيرهم المعوجة، ولكنهم لا يستطيعون الخروج من دائرة استلذاذ الضعف والمهانة والفشل المتواصل.-من يرفض التعلم من أخطائه، يرفض أحياناً أن يسمح للآخرين أن يتعلموا من أخطاء الماضي، خاصة أولئك الذين يقعون لسبب أو لآخر تحت وصايته الفكرية أو الاخلاقية، فهو لا يرحم نفسه، ولا يريد من الآخرين الرأفة أو الرحمة بأنفسهم.-لا توجد مشكلة كبيرة في كون أحدهم سيرفض التعلم من أخطاء الماضي، فكل ذنبه على جنبه، ولكن يكمن الخطر في نتائج هذا التفكير المعوج والسلوك الاعوج والمدمر على حياة الآخرين.-وراء كل رفض صبياني للتعلم من أخطاء الماضي عقل صبياني في جسد إنسان بالغ.كاتب كويتي@aljenfawi1969