الجمعة 03 أكتوبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

رفيدة الأسلمية... مؤسسة مهنة التمريض في العالم

Time
السبت 24 أبريل 2021
السياسة
صحابيات في الإسلام

إعداد- ريندا حامد:


الصحابيات هنَّ القدوة الحسنة للنساء المسلمات، ضربن أروع الأمثلة في الجهاد والتضحية في سبيل الله، سواء أمهات أو زوجات صبرن على التعذيب والاضطهاد وفَقْد الأزواج والأبناء والإخوة، أو كمجاهدات شاركن في الغزوات بتمريض الجرحى، وسقاية العطشى، وإعداد الطعام، أو كراويات للأحاديث ومحفظات للقرآن .
صحابية جليلة تميزت عن غيرها من المسلمات الأوليات، بالبراعة في الطب، وتصنيع الأدوية والعقاقير، لم يقتصر ميلها للطب عند حدود الهواية، بل أصبحت تمارسه ليس في أوقات السلم فقط بل في ميادين القتال غير عابئة بصهيل الخيول ولا قعقعة السيوف ، إنها رُفيدة الأسلمية الأنصارية الخزرجية، ولدت في المدينة المنورة في بني أسلم، وتعد مؤسِسة مهنة التمريض في العالم اجمع اذ سبقت رائدات التمريض في اوروبا بمئات السنين .
نشأت في عائلة ثرية يمتهن معظم افرادها فنون الطب ، كان والدها "سعد الأسلمي" أكثر الأطباء شهرة حينذاك ، وكان يُعرف بمهارته في اكتشاف الامراض ووصف العلاج المناسب لها في حدود المعارف الشائعة في تلك الفترة، ومنه تعلمت رفيدة فنون الطب ومهارات التمريض وأسرار الادوية التي كانت تستخرج من النباتات والاعشاب المتوفرة في البيئة الصحراوية، وبعد ان شرح الله قلبها للإسلام ، ذاعت شهرتها كأفضل امرأة تمارس الطب، حتى بلغت اسماع النبي، فطلب أن ترافقه في الغزوات لتضميد الجرحى ، وإجراء الجراحات اللازمة التي كانت بارعة فيها، وكان يشجعها ويرعاها ويظهر لها المودة والتقدير على مرأى ومسمع من الصحابة.
و تعد رفيدة أول امرأة في التراث العربي تهب حياتها للطب وتتفرغ لممارسته ، كما تعد أول امرأة تتطوع بإنشاء مستشفى ميداني في ساحة القتال، وتجعل منها زلفى لرب العالمين ، فقد كانت تنفق على تجهيزها من ثروتها الخاصة التي ورثتها عن أبيها ، وفي مرحلة اخرى في حياتها عمدت الى تعليم الفتيات المسلمات اسرار مهنة الطب ، وفنون تضميد الجرحى، ومهارات صناعة الدواء، لتنقل اليهن خبراتها ، ويصبحن مؤهلات للمشاركة في تضميد الجرحى والرعاية الطبية في ساحات القتال داخل وخارج المدينة .
ولا شك ان مشاركتها في الغزوات لم تكن اقل أهمية عن أي جندي يجاهد في سبيل الله ، فعندما ينادي المنادي بالجهاد، ينهمك الرجال في شد رحالهم وتجهيز أسلحتهم، بينما تنشغل هي بتجهيز خيمتها الطبية التي كانت تسمى خيمة رفيدة ، وتقوم بإعداد الأدوات والعقاقير التي تستخدمها في تضميد الجرحى وإسعاف المصابين ، وقبل نشوب القتال كانت تشارك في رفع الروح المعنوية للجنود بحثهم على الثبات والصمود، مع القيام بواجباتها في تضميد الجرحى ورعايتهم .
ومما يروى عنها في كتب السيرة ان النبي استدعاها لعلاج الصحابي الجليل سعد بن معاذ عندما أصيب في يده اثناء غزوة الخندق، فقامت بتضميده ورعايته ، و في غزوة خيبر يروى ان النبي أشاد بمهارتها وإخلاصها في العمل، وامتدح الجهد الكبير الذي تبذله من غير كلل أو ملل أثناء الحرب ، وهو دور لم يكن شائعا، فلم يكن العرف يجري على ان تتواجد النساء داخل ساحات المعارك وتشاهد القتلى بينما تفيض ارواحهم، وتضمد الجرحى وهو ينزفون، ولذا فقد حرص النبي على ان يكون لها نصيب من الغنائم لا يقل عن نصيب المقاتلين، ومن ذلك أيضا جاء لقب "الفدائية"، الذي اشتهرت به بين المسلمين.

آخر الأخبار