السبت 27 يوليو 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
رمضان خسروه… يكسب الرهان في "سوء المناخ"
play icon
أنسام الخلف جسدت دور "الخياطة أم عادل"
الفنية

رمضان خسروه… يكسب الرهان في "سوء المناخ"

Time
الأربعاء 04 أكتوبر 2023
View
155
السياسة

عبدالله البلوشي لم يُجِد الإمساك بمفاتيح الشخصية… وأنسام الخلف تجربة أولى جيدة

فالح العنزي

في كل شيء يمكن أن تمر بعض الأمور الا في الدراما التلفزيونية لا يمكن ذلك، لان المرء يكون في مواجهة مرئية مع المشاهدين وبالتالي ليس من السهل أن تمنح نفسك امتيازات عديدة ما لم تكن تستحقها، هذه مقدمة بسيطة تواكب مشاهدتي لمسلسل "سوء المناخ"، استرجعت معها شريط ذاكرتي عندما كنت أصدم خلال مشاهدة "تتر" أكثر من مسلسل من تأليف وانتاج وبطولة وإخراج "سين" من الفنانين، والطامة ان السمعة السيئة ظلت تلاحقه و"النغزات" لا تنفك تدوي في موقع التصوير وخارجه، لذا كنت أميل دوما الى عدم تجسيد الفنان المنتج للشخصية الرئيسية في العمل، حتى لا يتعرض لموقف كهذا ويظلم هذا في حال كان فعلا يمتلك الموهبة وليس ممثلا أفسح لنفسه مساحة تفوق مساحة الآخرين ممهورة بقوة المنتج، لكن المخرج رمضان خسروه، كسر هذه القاعدة وأثبت أن من حق الموهوب ايجاد مساحة له يعبر فيها عن نفسه وموهبته وأنا على ثقة مطلقة بأن ظهوره اللافت في مسلسل "سوء المناخ" بدور من دون مبالغة لا يقل من ناحية المساحة والقوة والتأثير عن دور أبطال العمل زهرة عرفات وتركي اليوسف وعبدالله البلوشي، هو ظهور مستحق تميز من خلاله.
في "سوء المناخ" لمؤلفه ومنتجه ومخرجه وبطله رمضان خسروه، كانت المعادلة مقلوبة وعكس قناعاتي العنصرية، لأن "إسماعيل"، وهذا اسم الشخصية التي يجسدها، كان فعلا نموذجا للشر والابتزاز والاستغلالية ولم يكتف خسروه، بذلك بل والحديث هنا عن الممثل رمضان خسروه، اشتغل على "الكراكتر" من ناحية الأزياء واستخدامه للمشط كجزء من شخصيته، وفعلا كان من الأدوات التي اعطت للشخصية عمقها وتجذرها وسوء تربيتها، لذا يمكن اعتبار تجربة خسروه الممثل جيدة على عكس تجارب مماثلة سبقه إليها بعض الفنانين.
كذلك في "سوء المناخ" لفتت الانتباه مصممة الأزياء أنسام الخلف، بتجسيدها شخصية خياطة الفريج، وهنا الحديث عن الظهور الاول لها كممثلة أجادت تقديم نفسها بشكل جيد، خصوصا في ظل مساحة ضيقة من الدور واعتمادها على استخدام اللكنة الشعبية القديمة، وكان بالامكان تزويد الشخصية بمزيد من المساحة المؤثرة في الأحداث، خصوصا انه من المتعارف عليه في الدراما التلفزيونية أن من يعملون في مثل هذه المهن ويكون ظهوره متواضعا نوعا ما تجده أشبه بـ"الصندوق الأسود"، الذي يخفي بداخله كل فرد ما يحلو له من أسرار.
وأخيرا فمن الادوار التي لفتت الانتباه في "سوء المناخ" هو البطل الذي تتمحور عليه الاحداث "حسن" الممثل الشاب عبدالله البلوشي، الذي سبق ان امتدحته بعد كل ظهور وأداء آخره كان ظهوره المميز في مسلسل "ملح وسمرة"، البلوشي يجيد تجسيد الشخصيات المركبة ويتميز بتحكمه في رسم ملامح "الكراكتر" وللأمانة طوال متابعتي للدراما لا يتميز في هذا التقمص من الممثلين الا قلة وتسعفني الذاكرة ببعض الأسماء مثل محمد الرشيد وفيصل العميري وعبدالله البلوشي.
في هذا العمل وان كان "الكراكتر" الذي ظهر فيه البلوشي، متعوب عليه كشاب يتعرض للتنمر بسبب عيب خلقي في السمع أثر بشكل سلبي على النطق، الجميل في شخصية "حسن" انه لم يكن يعاني من اعاقة ذهنية أو جسدية بل ذكي ولماح بدليل رفضه لما يتعرض له، خصوصا بعد رفض أهل من يحبها تزويجه بها بسبب ما يعانيه من حالة ربما يمكن تشخيصها طبيا، لكن أين السلبية في "الكراكتر"، الذي جسده البلوشي "حسن" بعدما هرب واضطرته الظروف للعمل "صبيا" عند أكبر تجار المناخ وتدريجيا كبر وأصبح له اسمه، لقد ظل "حسن" متأرجحا في "تون" الصوت ولهجته التي تتغير في اللحظة الواحدة أكثر من مرة، شخصيا التقي بالكثير من هؤلاء، الذين يعانون من الحالة ذاتها لكن لا يصل الامر بالضجر من اللهجة التي يتحدث بها "حسن" الى درجة تؤذي الاذن وتعطي انطباعا بأنه يتصنع ويتلون، وأنا على يقين بأن هذه الاصابة هي احدى المتلازمات لكن ما يحدث مع "حسن" هو سقوط حرف الراء وكأنه اختزل الشخصية في هذا الحرف فقط، كذلك الثراء الفاحش لم يكن له مبرر لكن نلتمس العذر كونه مرتبطا بظهور الفنان جمال الردهان ضيف الشرف وبالتالي تم "سلاق" بعض الاحداث الزمنية، وهذه يتحملها المخرج رمضان خسروه، لان تحول شخصية "حسن" وفحش ثرائه كان يظهر بعد كل مشهد فيه صفقة تجارية وكان يفترض أن تظهر معاناة "حسن" في البيئة الجديدة وكيف واجهها فعجلة السرعة "speed" ليست في كل مرة ناجحة، وتظل وجهة نظري الشخصية ان بطل العمل "حسن" عبدالله البلوشي، لم يجد الامساك بمفاتيح الشخصية.

آخر الأخبار