الاثنين 13 أكتوبر 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"زمن الحرب"... إشكالية العلاقة بين الثقافة والدين والسياسة في لبنان

Time
الأحد 30 يناير 2022
السياسة
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب للباحث اللبناني عاطف عطية بعنوان "من أحوال الثقافة والسياسة في لبنان زمن الحرب (1975–1990)"، يقع في 292 صفحة من القطع المتوسط.
يتناول المؤلف إشكالية العلاقة بين الثقافة والدين والسياسة في لبنان، من خلال المؤتمرات والندوات التي عقدت على هامش الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان وتداعياتها على مدى خمسة عشر عامًا (1975-1990).
تمحورت إشكالية الدراسة حول العلاقة بين الثقافة والدين والسياسة، من خلال تمفصل هذه المتغيرات الثلاثة في علاقة اللبنانيين بعضهم ببعض، وتأثير أو تأثر متغيّرات هذه الإشكالية بعضها مع بعض؛ أي علاقة الثقافة بكلٍّ من الدين والسياسة، وعلاقة الدين بكلٍّ من الثقافة والسياسة، وعلاقة السياسة بكلٍّ من الثقافة والدين، للوصول في النهاية إلى معرفة التأثير الأقوى الذي أوصل لبنان إلى أزمات وحروب وفتن وقلاقل لم يسلم منها، بل إنها عرقلت تنفيذ مشروع الدولة الحديثة، وأوصلت البلاد إلى مخانق سياسية واقتصادية، وحروب دموية، منعته من التقدم والتطور.
حكمت مسيرةَ الدراسة وتوجّهَها تساؤلاتٌ تبيّن اهتماماتها، وما تروم الوصول إليه، وبنت عليها افتراضات تشكّل أجوبة محتملة عن هذه التساؤلات، وتركت تفصيلات الإجابة لما تراكم لدى الباحث من معطيات ودراسات وبحوث ظهرت في أوقات متزامنة يحصرها عقد واحد من السنين أنتجتها مؤتمرات وندوات، كانت قد أفرزتها تداعيات الحرب الأهلية التي امتدّت خمسة عشر عامًا (1975-1990).
تظهرالدراسة نظرة "المجتمع المسيحي"، الذي تعبّر عنه الجبهة اللبنانية في "بيت المستقبل"، صنيعة رئيس الجمهورية "الكتائبي" أمين الجميل، من خلال عقد "خلوة الفكر المقاوم" التي أبرزت شكل المجتمع اللبناني الذي تريده الجبهة اللبنانية، وهو المجتمع المتعدد ثقافيًّا بقيادة الموارنة.
وتبيّن أهمية الاضطرابات والفوضى، وخصوصًا ما له علاقة بالطائفية، لشدّ عصب المسيحيين ليكونوا أشد تماسكًا وأكثر قوة في وجه الطامعين في القضاء على المجتمع المسيحي، ومن ثمّ على لبنان، كما يراه ويعيشه المسيحيون بقيادة الموارنة. وانبنى توجّه هذه الندوة على الثنائية الثقافية اللبنانية المبنيّة على أساس الثنائية الدينية، مع استحالة أن يكون لبنان على غير ذلك.
في إطار الثنائية ذاتها، ظهرت ثنائيتان مؤتلفتان تعبّران عن انقسام اللبنانيين ضمن المجتمع الواحد الذي لا وجود له في وحدته المطلقة في أي مكان من العالم؛ لأن ناموس الحياة المجتمعية قائم على الانقسام، الأولى هي ثنائية الريف والمدينة التي ناقشها جورج قرم، بما فيها من اختلاف بينهما في نمط العيش، والثانية هي ثنائية التقليد والحداثة التي أثارها أحمد بيضون ضمن المجتمع الواحد، وهي الموجودة مُذ وُجِد المجتمع حتى في حالته القديمة.
ويُظهر المؤلف، تحت هذا العنوان الذي وضعه للفصل الأول من كتابه من أحوال الثقافة والسياسة في لبنان زمن الحرب، تهافت القائلين بثنائية المجتمع الناشئة عن ثنائية الدين أو تعدد الطوائف. لذلك تناول في الفصل الثاني "مقولات وحدة المجتمع اللبناني".
لبنان والذاكرة الثقافية عرض المؤلف تحت هذا العنوان "وهو عنوان الفصل الثالث في الكتاب" أعمال المؤتمرَين اللذَين أقامتهما الحركة الثقافية - أنطلياس ومؤسسة السلم الأهلي الدائم، وهما على توجهين مغايرين؛ ذلك أن الحركة جنّدت نفسها للقول والعمل من أجل وحدة لبنان أرضًا وشعبًا ومؤسسات من خلال الفعل الثقافي الذي تكّبدته، وخصوصًا المؤتمرات الثقافية الثلاثة التي كانت قد عقدتها في الثمانينيات: "لبنان، الذاكرة الثقافية" (1983)، موضوع هذا الفصل؛ "الثقافة والدين والسياسة وإعادة بناء لبنان" (1985)؛ "لبنان، الثقافة والتغيير" (1988)، موضوع الفصل الرابع.

آخر الأخبار