السبت 03 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

زيد بن ثابت... ترجمان الرسول وكاتب القرآن

Time
السبت 24 أبريل 2021
View
610
السياسة
إعداد – أحمد القعب:

كان للصحابة والسلف الصالح -رضي الله عنهم- السبق في الاحتفاء والتبرك بشهر رمضان المعظم، تمكن بعضهم من ختم القرآن يومياً، ومنهم من زاد عن ذلك، فكان يختم الذكر الحكيم أكثر من مرة، ومنهم من تفرغ في أغلب يومه للعبادة والتقرب إلى الله، وتحفل مرويات السلف الصالح بالكثير من مظاهر اجتهاد الصحابة –رضي الله عنهم أجمعين- وتسابقهم في الفوز ببركات هذا الشهر الكريم، التي نستعرض نفحات منها في هذه الحلقات، لنعيش مع يومياتهم في رمضان؛ لعل بعضنا يتذكر أو يتأسى.

عرف زيد بن ثابت بشيخ المقرئين، وأحد من قرأ القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعمل لكتابته وحفظه، كما عرف بالمثقف والحكيم، كان دائم النشاط طوال نهار رمضان، يتلو آيات القرآن ويعلمها للآخرين من أبناء المسلمين، ويعمل لنشرها بقواعدها السليمة الصحيحة، فضلًا عن دوره في تعليم القراءة والكتابة للمؤمنين، وأبنائهم ونشر العلم.
والى جانب دوره الكبيره في نشر العلم في نهار رمضان، كان يقضي ليله للتعبد والتقرب من الله ويفضل أن يقضي ليل رمضان بصحبة الرسول( صلى الله عليه وسلم)، فعن قتادة عن أنس بن مالك(رضي الله عنه) أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وزيد بن ثابت(رضي الله عنه) تسحرًا، فلما فرغا من سحورهما، قام صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، فصلى، فقلنا لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة، قال كقدر ما يقرأ الرجل خمسين آية(الجامع الصحيح، كتاب المواقيت، حديث رقم 576) كما كان يعد من الصحابة الذين كان يحرصون على تأخير السحور لارتباطهم بقراءة القرآن والاجتماع في مجالس الصحابة واغتنام تلك المجالس في التقرب لله عز وجل.
الصحابي الجليل زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة، ولد في العام 12 قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة وتوفي فيها أيضًا سنة 45هـ، تزوج من أم العلاء الأنصارية بنت الحارث بن ثابت بن خارجة بن ثعلبة أحد رواة الحديث، ووالد الإمام خارجة بن زيد أحد فقهاء المدينة المنورة السبعة، واسلم وكان صغيرًا وقت قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة.
لقب الصحابي زيد بن ثابت بأنه "ترجمان" الرســــول صلى الله عليه وسلـــــــم، إذ إنه تعلم لغات غير العربية خدمة للرسول والإسلام، فقال عليه الصلاة والسلام "يا زيد تعلم لي كتاب يهود فإني والله ما آمنهـــــــم على كتابي"، فتعلمه وأتقنه تمامًا، وكان يكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأ له - عليه الصلاة والسلام.
وعن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "أتحسن السريانية"، قلت لا، قال: "فتعلمها فإنه تأتينا كتب"، قال فتعلمتها في سبعة عشر يومًا، ليس هذا فحسب بل أنه لقب بجامع القرآن، كونه كان يكتب ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرآن كريم، فكلما جاء الرسول الوحي أرسل في طلب زيد ليكتب ما جاء وهذه كانت من أعظم المهمات التي لا توكل إلا لصحابي غير عادي، لأن العواقب في الخطأ تكون كبيرة، لذلك كان للموكل بتلك المهمة أن يكون ذا دقة وحساسية بشكل مثالي وقد كان.
لم يقتصر دور زيد بن ثابت على كتابة القرآن الذي كان ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بل كان له دور مشرف في جمع القرآن الكريم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، حينما أرسل إليه أبوبكر الصديق لجمع القرآن، فقال "يا زيد إن عمر أخبرني أن عددًا كبيرًا من حفظة القرآن قد قتلوا وإنه يعرض عليّ أن نقوم بجمع القرآن، فما رأيك يا زيد؟، قال زيد "كيف نفعل شيئًا لم يفعله الرسول؟" ولكن عمر ظل يناقش زيدًا حتى شرح الله صدره لذلك، وهنا أمر أبو بكر بتتبع القرآن وجمعه، ويقول زيد عن ذلك "فتتبعت القرآن من صدور الرجال"، وظل هكذا حتى جمعه وأودعه عند أبي بكر حتى توفي، فكان عند عمر، ثم عند السيدة حفصة بنت عمر أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها.
آخر الأخبار