الاثنين 05 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"ست الستات" ليلى علوي... "غجرية" أحب الجمهور أعمالها

Time
الاثنين 11 مايو 2020
View
5
السياسة
نجمات الشباك 13 من 14

بدأت في كورال الأطفال بالإذاعة وتميزت في برنامجي "أبلة فضيلة" و"عصافير الجنة "

"البؤساء" أول بطولة لها بمشاركة فريد شوقي ويوسف وهبي

جسدت دور هند رستم وهي طفلة في فيلم "أنا وابنتي والحب"

تمنت أن تكون مهندسة لكن انشغالها بالتمثيل جعلها تدرس التجارة

"خرج ولم يعد" نقلة فنية مع محمد خان... وأفلامها مع الميهي أكدت نجوميتها


القاهرة - محمد حليم:

قادتها موهبتها الفنية، لأن تصبح أبرز نجمات جيلها ويتصدر اسمها بوسترات السينما، تشكلت هذه الموهبة منذ طفولتها بفضل عمل والدتها بالإذاعة المصرية ورغبتها في الوقوف إلى جوارها ودعمها، وما إن بدأت حتى اعتمدت على نفسها وأصبحت كالصاروخ الذي لا يستطيع أحد ملاحقته أو الوقوف في وجهه، لتشكل نهجا سينمائيا خاصا جعلها نجمة شباك ينتظرها الجمهور ليلتقط الضحكة من على وجهها.. إنها الفنانة ليلى علوي، التي دخلت قلب المشاهدين مباشرة دون أن تطرق بابه لما صنعته من بهجة على الشاشة منحتها نجومية طاغية.

في يناير 1962 وُلدت ليلى في حي عابدين الأثري بمحافظة القاهرة، وبينما كان والدها أحمد علوي بالخارج تلقى خبر ولادة زوجته بنتًا، ليعود طائرا من الفرحة حامدا الله على ما رزقه من نعمة، كان علوي يعمل بشركة مصر للسياحة، بينما تعمل زوجته ستيلا مذيعة بإذاعة البرنامج الأوروبي بالقاهرة، وهي يونانية جميلة أورثت ابنتها تلك الروح الخفيفة والجمال اليوناني المصري، الذي أطل على الشاشة وما زال يمتعنا من خلال أعمالها الفنية المختلفة.
عاشت ليلى طفولة فنية، ولأسرتها المصرية اليونانية الفضل في هذه التنشئة من واقع عشقها للثقافة العامة والفنون خصوصا، فاعتاد علوي وستيلا أن يصحبا ابنتهما إلى المسرح ودار الأوبرا وهي في سن صغيرة، وما إن أتمت السادسة حتى تمنى والدها أن تكون راقصة باليه لعشقه لهذا الفن الراقي، وقدم لها في معهد الباليه، لكن حظها لم يسعفها ورسبت بسبب مشكلة طبية في قدميها، هنا اضطر علوي أن يلحقها بالمدرسة الفرنسية، لتنشأ في بيئة تعليمية فنية كانت قريبة من تكوينها الشخصي، أحبت ليلى الفن، وظهر هذا في محاولتها تقليد النجمات اللاتي تراهن على الشاشة، كما أقبلت على مشاهدة البرامج التلفزيونية للأطفال بكثرة بغرض أبعد من التسلية، والأسرة تراقبها وسعيدة بحبها للفن، لكن الأب والأم كان بداخلهما بعض الخوف عليها من أن ترسب دراسيًا، فكان الحل هو تحديد أوقات بعينها لمشاهدة التلفاز حتى تتفرغ للدراسة، إلا أن الطفلة كانت تنتظر حتى ينام من في البيت لتشاهد أفلام التلفاز، فقد تكون بداخلها عشق لكبار نجوم الفن.
مر الوقت وانتهى العام الدراسي، وقررت ستيلا اصطحاب ابنتها معها إلى عملها بإذاعة البرنامج الأوروبي، هناك انبهرت ليلى بشكل المبنى، وبمجرد دخولها من باب الإذاعة العتيق، خطفت الأنظار بجمالها، لتطلق الابتسامات والتحية الصباحية للعاملين هناك، وشعور يراودها بالونس والألفة وأن في هذا المكان ستتخطى مراحلها العمرية، صعدت ليلى إلى الدور السادس مقر عمل أمها، وأخذتها فرحتها للانطلاق وشعرها يتطاير وعيناها العسليتان تشعان البهجة والفرح وصوتها الرقيق يتسرب من فمها، لتلتقطه أذن الإذاعي المعروف حسني غنيم، الذي أعجب بها وبحركتها أمام الاستديوهات كالقطة كما عرفت بعدها، ولم يستطع غنيم أن يصمت متسائلًا عنها، وعرف أنها ابنة ستيلا المذيعة بالبرنامج الأوروبي، ليبلغها بمسابقة المواهب، التي وافقت والدتها أن تقدم لابنتها فيها دون تردد.

ستديو 43
ذات يوم، أنهت ستيلا عملها، وأخذت ابنتها للاختبار في المسابقة بستديو 43، حيث أبهرت اللجنة التي اختبرتها وتم ضمها على الفور إلى كورال الأطفال بالإذاعة المصرية، وما ان علمت بنجاحها حتى خرجت من مبنى الإذاعة مفعمة بالفرحة، عادت ليلى إلى المنزل تحتضن الدمى، وتنهمر منها دموع الفرحة وأحلامها كعصفور لا يكف عن الطيران.
استطاعت ليلى منذ التحاقها بكورال الأطفال أن تشيع جوا من البهجة بتقليدها لكبار الفنانين في الغرب، فتم ضمها وهي في الثامنة من عمرها إلى برنامج الأطفال "أبلة فضيلة" وهو الأشهر في تاريخ الإذاعة المصرية، هنا بدأت تشعر بالارتياح وثمة حدس بداخلها ينبئ بأنها ستكون ذات يوم فنانة كبيرة، ونظرا لتميزها في الأداء الموسيقي خلال الفقرات الغنائية للحلقات المختلفة، عملت أيضا في برنامج "عصافير الجنة"، كما شاركت في هذه السن الصغيرة مع الفنانين محسن محي الدين وأحمد سلامة في برنامج "جيل 2000 " بعد 3 أعوام فقط من التحاقها بكورال الإذاعة.
البداية الفنية المبكرة جعلت كثيرين ينبهرون بموهبة ليلى، وسرعان ما أتيحت لها الفرصة للمشاركة السينمائية بفيلم "أنا وابنتي والحب" العام 1974، من بطولة الفنانين هند رستم ومحمود ياسين، تدور أحداثه حول قصة حب نشأت بينهما في مرحلة الطفولة، فوقع الاختيار على ليلى، لتجسد دور هند رستم في مرحلة الطفولة، كان لهذه الخطوة الأثر الأكبر بداخلها، خصوصا أنها من عشاق هند رستم، لكن لم تعرفها سوى كمشاهدة لأفلامها في السينما أو أمام شاشة التلفاز، وحينما رأتها للمرة الأولى، كادت لا تصدق تلك اللحظة حتى احتضنتها هند وأثنت على موهبتها، لتنطلق بعدها إلى فيلم "من أجل الحياة" العام 1977 بطولة رشدي أباظة، تدور أحداثه حول طفلتين تفتقدان أسرتهما في إحدى غارات النكسة، وأدت ليلى دور طفلة نشالة تلعب البيانولا، وفي نفس العام تشارك العملاق محمود مرسي في مسلسل "دمعة قلم"، وجسدت دور ابنته، لتنتقل إلى مرحلة مهمة مع المخرج جلال الشرقاوي في مسرحية "8 ستات" وطلب الشرقاوي أن تمثل من كل شخصيات الرواية جزئية اختبارًا لها، وتصف ليلى طلبه قائلة: "بأنه من أصعب الاختبارات عليها"، بعدها اختارها المخرج الكبير عاطف سالم في العام 1977 للمشاركة في فيلم "البؤساء" بطولة فريد شوقي ويوسف وهبي، بترشيح من ناهد فريد شوقي، حينما شاهدتها في عملها المسرحي السابق مع والدتها هدى سلطان.
ثم شاركت ليلى، الفنان نور الشريف في مسرحية "بكالوريوس في حكم الشعوب"، وعنها كتب الصحافي مصطفى أمين في مقاله بجريدة "أخبار اليوم": "إذا كانت ليلى علوي لم تحصل على الثانوية العامة بعد.. فإنها في هذه المسرحية حصلت على البكالوريوس".
أثرت كثرة أعمال ليلى الفنية على حياتها الدراسية لتنال نسبة متوسطة لا تلحقها سوى بكلية التجارة، ولينتهي بداخلها حلم آخر كان يراودها إلى جانب عملها الفني في أن تصبح مهندسة ميكانيكا، لكنها التحقت بمعهد السينما لعدم رغبتها في دراسة المحاسبة، وهناك قضت عاما واحدا انتهى برسوبها بسبب عدم قدرتها على الانتظام لانشغالها في أعمالها الفنية، لتعود مضطرة للالتحاق بكلية التجارة جامعة عين شمس تخصص علوم الإدارة، لتنتهي منها بعد 12 عاما من الدراسة المتقطعة وتحصل بعدها على شهادة البكالوريوس في العام 1991.

"المشاغبون"
أيقنت ليلى أن أحلامها بأن تكون نجمة كبيرة منذ كانت طفلة تمسك في يد أمها وتدخل مبنى الإذاعة أوشكت على التحقق، فقد انطلقت بعد تلك الأعمال، التي شاركت بها لتحصل على أدوار البطولة في أعمال فنية مختلفة، حيث شاركت سعيد صالح ويونس شلبي بطولة فيلم "مخيمر دايمًا جاهز"، إخراج أحمد ثروت العام 1980، ثم فيلم "تجيبها كده تجيلها كده هي كده" مع الفنانين سمير غانم ومديحة كامل، إخراج عمر عبدالعزيز العام 1982، ومن بعدها توالت أعمالها مثل فيلم "الحل اسمه نظيرة" مع سعيد صالح، كما عاودت التعاون مع سمير غانم في فيلم "غريب ولد عجيب" العام 1983 إخراج كمال صلاح الدين، وبعدها بعام فيلم "سمورة والبنت الأمورة"، كما عادت للعمل مع وحش الشاشة فريد شوقي في فيلم "إنهم يقتلون الشرفاء" العام 1984، ثم شاركت في بطولة فيلم "المشاغبون في الجيش" مع يونس شلبي وسعيد صالح، هذه الأفلام أضافت لها مزيد من الخبرة، قبل أن تنتقل إلى عالم فني آخر لم تعرفه في سنوات عملها.
لقد كانت النقلة المهمة في هذه المرحلة من توقيع المخرج الكبير محمد خان في فيلم "خرج ولم يعد" العام 1985، مع فريد شوقي ويحيى الفخراني، حيث رسم خان شخصيتها بالجلباب الريفي والبساطة والهدوء، وقدمها بشكل لم يعتاده الجمهور، كما استطاع أن يبرز طاقة فنية أدهشت الجميع، وبعد تألقها ونجاحها في هذا الفيلم عادت ليلى لتشارك سعيد صالح في فيلم "مطلوب حيًا أو ميتًا"، سمير غانم في فيلم "الرجل الذي عطس"، نور الشريف في فيلم "شوارع من نار"، وفريد شوقي في فيلمي "الخونة" و"إعدام ميت".
شهدت رحلة "قطة السينما" كما اعتاد الجمهور أن يسميها مرحلة مهمة أخرى، تمثلت في قدرتها على اختيار الأدوار، بعيدًا عن مشاركتها في أفلام تجارية عدة، وكانت البداية من خلال مشاركتها عادل إمام في فيلم "زوج تحت الطلب" العام 1985، الذي وضعها على قائمة نجمات الشباك، فانهالت عليها الأدوار لكنها ظلت حريصة على انتقاء الأفضل منها، فقدمت العديد من الأفلام التي سكنت بها قلب المشاهد المصري مثل "يا مهلبية يا"، "سمع هس"، بجانب فيلم "المغتصبون" الذي أثار ضجة كبيرة حينها، لأنه كان مأخوذا عن حادث حقيقي تمثل في اغتصاب ثلاثة شباب مدمني مخدرات لفتاة بمنطقة المعادي أثناء سيرها مع خطيبها.
لم تغر النجومية ليلى، فظلت محافظة على تقديم كل جديد ومختلف بحكم نشأتها الفنية منذ الصغر ومشاركتها كبار النجوم في مقتبل عمرها، فلفتت نظر السيناريست والمخرج الكبير رأفت الميهي، الذي أخذها إلى عالمه الخاص في أفلام "قليل من الحب كثير من العنف"، الذي أدت فيه دور "فاطمة زكريا"، لتنتقل بعده إلى فيلم "تفاحة" العام 1989 وفيه جسدت دور "زينات" عاملة بوزارة المالية ولجمالها أطلق عليها زملاؤها في العمل لقب "تفاحة" لتصبح بعدها "تفاحة السينما المصرية"، وهو اللقب الجماهيري الذي التصق بها منذ التسعينات حتى الآن.
عن هذه التجربة يقول رأفت الميهي "لاحظت وقتها إن الكل ينكر وجود الحب الصادق والحقيقي ويبكي على رومانسية الستينات، التي ضاعت ولم يعد لها وجود.. وأردت أن أؤكد لهم أن الحب موجود وسيظل حتى نهاية العالم وسينتصر في كل معاركه، لأنه العاطفة الأسمى في الوجود ومن هنا كان نسيج فيلم تفاحة". كما عملت ليلى أيضًا مع الميهي في فيلم "ست الستات".

"المصير"
شغف ليلى، بالبحث عن التجديد ودخول عوالم فنية أخرى بعيون مبدعين لهم زواياهم الخاصة والمتفردة، تحقق لها مع عالم المخرج يوسف شاهين، الذي شاركت معه في فيلم "المصير" العام 1998 عن تاريخ ابن رشد، وأدت دور "الغجرية"، وعنه تقول "أحب هذا اللقب جدًا فأصدقائي لقبوني به في مدرستي الثانوية"، ثم قدمت مع الفنان أحمد زكي فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة"، لتتوالى أفلامها التي لاقت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا مثل "حلق حوش"، "بحب السيما" و"ليلة البيبي دول".
رغم أن ليلى، نجمة شباك في الأساس، لكنها أحبت الدراما التلفزيونية، وكونت من خلالها عالمها الخاص، سواء في بداية مشاركتها مع الفنان محمود مرسي في مسلسل "دمعة قلم" العام 1974، أو "الآنسة" عام 1978 وتألقت في مسلسلات عدة منها "رجل بلا ماضي، اللقاء الأخير، بنت من شبرا، ألف ليلة وليلة، أخو البنات، حصاد الشر، حديث الصباح والمساء، حكايات وبنعيشها.. مجنون ليلى"، كما قدمت العديد من الأعمال الدرامية الرمضانية بدأت في العام 1980 بمسلسل "صيام صيام" ثم "أنف وثلاث عيون"، وقدمت في السنوات الأخيرة مسلسلات "الشوارع الخلفية" العام 2011، "نابليون والمحروسة" العام 2012، "فرح ليلى" العام 2013، "شمس" العام 2014، و"هي ودافشني" العام 2016 الذي يعد آخر أعمالها الرمضانية.

طلة ثلاثينية
ظلت ليلى، كما هي بحركتها وخفة ظلها، مثلما بدأت طريقها وهي طفلة تثير الدهشة والإبهار، فاحتفلت علوي منذ أشهر بعيد ميلادها الـ 58، لتتلقى التهاني على طلتها التي أظهرتها محتفظة بجمالها بعيدًا عن حكم العمر، فظهرت بإطلالة ثلاثينية جميلة مقبلة بشكل كبير على الحياة، وما زالت تحلم بأداء أدوار فنية مختلفة.
عن حياتها العائلية، تزوجت علوي مرة واحدة من رجل الأعمال منصور الجمال العام 2007، وهو عم خديجة الجمال زوجة جمال مبارك ابن رئيس الجمهورية في وقتها، لكنها لم تستمر معه سوى 8 سنوات لينتهي الأمر بالطلاق دون أن يكون لهما أبناء، وجمعتهما علاقة طيبة دون مشكلات فدومًا كان يرافقها في الندوات والمهرجانات الفنية التي تحضرها، وقبل زواجها من الجمال، كانت تتردد الشائعات عن ارتباطها بالفنان فاروق الفيشاوي فاضطرت إلى نفيه مرات عدة، حتى اعترف الفيشاوي بحبه لها بعد انفصاله عن الفنانة سمية الألفي لكنهما لم يتزوجا.
ليلى لديها ابن واحد يدعى خالد، وهو بالتبني دون أن تكشف تفاصيل شخصية عنه، وأيضًا لها شقيقة واحدة هي شيماء، كانت تريد التمثيل لكنها فضلت الاستقرار في حياتها الأسرية.
بجانب جائزتها عن فيلم "تفاحة"، حصدت ليلى العديد من الجوائز عن أعمالها الفنية المختلفة منها جائزة أفضل ممثلة عن "تفاحة"، كما تم اختيارها سفيرة باليونسكو لحماية التراث.
في السينما انتهت ليلى من تصوير فيلم "التاريخ السري لكوثر"، بمشاركة الفنان محسن محيي الدين، عن الفترة التي تلت 25 يناير وما نتج عنها من تغيرات مجتمعية وضرورة وجود الوعي، من تأليف وإخراج محمد أمين.



ليلى في "الماء والخضرة والوجه الحسن"


ليلى علوي في فيلم "ليلة البيبي دول"


آخر الأخبار