الأحد 07 سبتمبر 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

"ست النفور"... كنداكة سودانية تهزم الانقلاب بابتسامة وهتاف وقلب كسير

Time
الخميس 25 نوفمبر 2021
السياسة
"ما زلت جميلة، حرة، كاملة، محترمة، غالية، محبوبة، شجاعة، عظيمة، ملهمة، قوية"... هكذا حدّثت ست النفور أحمد بكّار الناس عن نفسها، عندما كانت تحمل لافتة عليها تلك الكلمات خلال أحد المواكب، وهي التي لم تغب عن أي مظاهرة خرجت طلبا للعدالة والقصاص لمن سقطوا خلال الثورة على نظام عمر البشير نهاية 2018 وحتى سقوط النظام في 11 أبريل 2019.
لكن "ستنا" - كما يحلو لأصحابها مناداتها - اغتيلت برصاصة مباشرة في الوجه يوم 17 نوفمبر الجاري، أثناء مشاركتها في مظاهرات بالخرطوم بحري، غاضبة على قرارات قائد الجيش
عبد الفتاح البرهان التي اتخذها في 25 أكتوبر الماضي، وحل بموجبها حكومة عبد الله حمدوك وفرض حالة الطوارئ في البلاد.
باتت الشابة (25 عاما) المتخرجة في كلية التمريض بجامعة النيلين ملهمة لآلاف السودانيين، بعد أن ظلت واحدة من ركائز المقاومة السلمية ورمزا للعمل الميداني وباثة للحماس وسط المتظاهرين، حيث عكفت سابقاً على تقديم الخدمات الإسعافية والمساعدات العلاجية.
وبعد إعادة خدمة الإنترنت إلى الهواتف النقالة في السودان بعد انقطاع دام 20 يوما، سيطرت صورة الطبيبة على وسائل التواصل، ونعاها المئات من الأصدقاء والمعارف، كما بث ناشطون فيديو صادم للحظة إصابتها بالرصاص حين كانت تقف مع مجموعة من المتظاهرين في ميدان فسيح بالخرطوم بحري، بينما كانت قوات عسكرية تطلق النار من مسافة بعيدة.
وانتشرت صور بكّار وكلماتها ومنشوراتها في منصات التواصل، مع عبارات الغضب والرثاء.
وكتب أحدهم على حسابه في تويتر:
ameris35@
"سِت النفور، كنداكة سودانية ثائرة، ناشطة في العمل الخيري والمجتمعي، كانت تحلم بوطن تعم فيه روح السلام والحرية والعدالة".
في حين اختصرت فاطمة هندي منشورها بفيسبوك بكلمات بسيطة، قالت فيها: "لن ننسى ولن نسامح ولن نغفر، ضد العسكر وحكم العسكر".
ووصف آخر الضحية، بأنها:
a7medcist@
"صاحبة الابتسامة التي تهزم كل شرور العساكر".
وكتب ناشط على فيسبوك: "ست النفور كان عندها حلم كبير بوطن يحترم حياة بناته وأولاده.. وحلم صغير وبزنس ناجح"، فيما قال آخر إنها "ست الجيل وست حسان السودان والجنان شابة نحلة ونخلة مجيدة وشهيدة وضيئة بسامة مغدورة طاهرة".
وغردة ناشطة "تويتر":
ShamAlnour@
"ست النفور.. ارتقت شهيدة اليوم الجرم : ابتسامة وهتاف وقلب كسير".
وبرز مصطلح "كنداكة" بقوة في احتجاجات السودان منذ عام 2018، في إشارة إلى صمود المرأة وقدرتها على المواجهة وتحقيق الانتصار، لينتشر وسط الإعلام الشرقي والغربي، وقد استخدم التعبير نفسه في اللغة الإنكليزية kandaka.
ويشير اللقب، الغارق في التاريخ، إلى الملكات الحاكمات في العصور القديمة لحضارة "كوش" الفرعونية السودانية، قبل نحو 9 آلاف سنة، وقد ذكر الاسم في الإنجيل، في قصة حارس الكنوز.
آخر الأخبار