طلال السعيدمشكلتنا بالمراهقين الذين لا يعون الدروس، ولا يجيدون قراءة التاريخ، ولا يتذكرون الماضي القريب حين كان من في سنهم اكثر منهم اندفاعا بسبب الشحن غير المبرر الذي تعرضوا له حتى اصبحوا انقياديين، فدفع بهم دفعا الى معترك خاسر، فتطاولوا حتى وقعوا تحت طائلة القانون، عندها تخلى عنهم من دفعهم الى ذلك، ولم يقف احد الى جانبهم فصدرت ضدهم احكام نفذوها، ولا يزال بعضهم حتى اليوم خلف القضبان. لم يهتم بهم ولم يسأل عنهم من دفعهم وتخلى عنهم، وليس لهم مخرج من ورطتهم التي ورطوا انفسهم بها، الا اذا صدر عفو اميري عنهم، وهذا ينطبق على من غرر بهم لاقتحام المجلس، ومثلهم من ردد ذلك الخطاب المشؤوم الذي منع البعض من الترشيح والانتخاب!يقول الاولون:" ان الجهل غرور"، ونقول: ان المراهقة السياسية والجهل السياسي طامة كبرى حين يتصور احدهم انه سيتطاول ولا يحاسبه احد، ويتصور ان هذا النائب او ذاك سوف يقف معه بمجرد انه صوّر معه، لذلك سيخرجه من الظلمات الى النور، ويا ليته سأل من في السجن حاليا كيف حالهم بعد الجحود الكبير الذي واجهوه من رموز ما اسموه الوطنيين الاحرار او المعارضين الابطال؟
ففي السجن المركزي في الصليبية يجري كفر تام بالمعارضة ورموزها والانتماء اليها، والموضوع لا يكلف الا زيارة واحدة الى الصليبية حيث يقع "المركزي" ليكتشف احدهم نتيجة المراهقة السياسية والشحن الذي لا مبرر له، فكل ما قاله هذا المراهق يقوله الكثير، ولكن باسلوب اكثر رقيا واحتراما للشخص المخاطب، مثل وزير الداخلية، لكن من دون تهكم واستفزاز الامر الذي جعل الناس تتعاطف مع الوزير!فالنقد البناء شيء والتهكم والسخرية وقلة الادب شيء آخر، وللعلم حين ترى المراهقين يسخرون ويستهزئون من الرموز السياسية تحت مسمى حرية الرأي والتعبير، تأكد ان هناك مخططا شريرا يجري تنفيذه لضرب كيان الدولة عبر هؤلاء المراهقين السذج، وستبدي لك الايام ما كنت جاهلا... زين.
[email protected]