أحمد الدواسفي نوفمبر 2018 تعرض مسافرون في مطار الكويت لسرقة أغراضهم التي اشتملت على مجوهرات وأموال وغيرها، وقدموا شكاوى الى أربع شركات طيران، فوصل الخبر الى رجال مباحث المطار، وبعد الرصد والتحري والمراقبة تمكنوا من ضبط المشتبه فيهم والتحقيق معهم، فتبين ان سبعة هنود وبنغلاديشي يستغلون عملهم في شركة الخدمات ينبشون عفش المسافرين، وعندما زادت كمية المسروقات اضطروا الى استئجار شقة في منطقة جليب الشيوخ لإخفاء المسروقات، فتمت مداهمتها من قبل رجال المباحث، وعثروا فيها على المفقودات، التي أخفوا بعضها كالمجوهرات في برميل أرز.ان غياب الرقابة في المطار فتح باباً جديداً للسرقة، فبالأمس أكد مسافرون أن حقائبهم كانت سليمة عند شحنها من المطار الأجنبي لكنها وفور وصولها إلى مطار الكويت كانت السكاكين مرصاداً لها مع سرقة مابحوزتها.وهناك قصة أخرى، فقد سافر وافد عربي من بلده الى مطار الكويت بالتحديد لسرقة حقيبتين فاخرتين من على سير الأمتعة، ليأخذهما رأسا الى "كونتر" المغادرة للعودة الى موطنه، لكن رجال مباحث المطار كانوا له بالمرصاد، حيث كانت قد وصلت إليهم معلومات تفيد بأن وافدا عربياً يرغب بالسفر الى الكويت بتذكرة ذهاب وعودة في اليوم نفسه، ما أثار الشكوك فتم ضبطه والتحقيق معه، فاعترف أنه حضر خصيصاً لسرقة الحقائب، وكشف الحادث عن سوابق له في قضايا سرقات.لقد استطاع هذا الشخص سرقة الحقائب لأنه في المطارات عموما، وعند نزول المسافرين اعتاد الناس على الانتظار عند سير الأمتعة، ثم "خذ أي حقيبة واخرج"!هذا خطأ، ونضرب مثالا، ففي صيف سنة 1986 نُقلت للعمل بسفارتنا في البرازيل، وفي مطار الكويت، كما في مطارات العالم، يتسلم موظف شركة الطيران الحقائب ويضع على تذكرة السفر بطاقة فيها بيانات عن الحقيبة، أي تلصق على تذكرة المسافر، المسافة الى البرازيل طويلة ومرهقة، وتبلغ نحو يومين داخل الطائرة، وفي مطار ريو دي جانيرو تسلمت الحقائب من سير الأمتعة لكي أخرج من المطار، لكن مهلا، فقبل الخروج يقابلني موظف من المطار ويطلب مني رؤية الأرقام الملصقة على الحقيبة ومقارنتها بالأرقام الموجودة على التذكرة.ما رأي إدارة الطيران المدني والمسؤولين بمطار الكويت بفكرة وجوب اطلاع الموظف على بطاقة الحقيبة، أليس في هذا حفظاً لحق المسافر وعدم تعرضه لسرقة حقائبه؟رب قائل: لكن بهذا التدقيق يتأخر خروج القادم! فنقول: يا أخي أنت أصلا تأخرت على سير الأمتعة، لـم َ العجلة؟ ثم ان هناك حلا، فبدلا من تدقيق موظف واحد، وظفوا ثلاثة من الشباب الكويتي مثلا، وهذي فرصة لتوظيف الكويتيين، وأن لكل مشكلة حلا.ما يثير الحنق والاستهجان الشديدين ان نرى تقصيراً خطيرا من جانب الحكومة ونسكت، ففي سنة 2017 اخترق احد الأشخاص من الجنسية الآسيوية نظام الأمن وتسلل إلى إحدى الطائرات، لكن قُبض عليه قبل إقلاع الطائرة، وفي يونيو 2021 استطاع شخص آخر التسلل الى مدرج المطار وصعد الى داخل احدى الطائرات، لكن قوات الأمن اعتقلته، وفتحت تحقيقاً في كيفية وصوله إلى المطار، واختراق كل الأجهزة الأمنية. فأي مهزلة هذه؟ لا تقولوا أنت تبالغ، فكل شيء جائز في عالم اليوم، فلقد امتلأ البلد بالسلوكيات الخطيرة، ولو كان في بلد آخر لتعرض مدير المطار للإقالة فورا، وحُوسب المسؤولون فيه.سفير كويتي سابق
[email protected]