حسن علي كرمخلال اقل من اسبوعين حملت لنا الانباء ان الهند التي منعت تصدير القمح والرز والسكر، واستثنت كلا من المملكة العربية السعودية والامارات، وقبل يومين حملت لنا الاخبار اعفاء الرعايا السعوديين من الدخول الى مملكة تايلند لمدة 30 يوماً مجاناً.الـ"شينغن" الذي رحنا نستجدي الاوروبيين اعفاءنا منها، حصلت عليها كل من رعايا دولتي الامارات وقطر قبل سنوات، والدخول الى ثمانين دولة بلا سمات دخول، واعتبار الجواز الاماراتي الاقوى في كل العالم، وبعده القطري، اما الجواز الكويتي فلا يزال محل الشك.بينما عندما اصدرت وزارة الداخلية الاصدارات الجديدة للجواز الكويتي، محشوة بكل المعلومات عن حامله زعموا على انه الجواز الاقوى على مستوى العالم، واستبشرنا خيراً، عندما قالوا ان هذا الجواز سيسمح لكم بدخول دول الـ"شينغن"، فماذا حدث واين موقعنا ونحن نعتبر ضمن رعايا دول "التعاون"، اين الخلل وممن القصور، هل من حكومتنا المستقيلة التي لا تزال تقف على قدميها وكأنها حكومة دائمة، ام تلك الدول التي تتعامل مع دول "التعاون" منفردة، وليس ككتلة سياسية متضامنة، بينما نرى الكويت في وادي ومجموعة دول "التعاون" الاخرى في واد اخر؟علاقة الكويت بالهند ليست طارئة، بل تمتد الى قرون، وهناك تجار كويتيون ترعرعت تجارتهم فيها، ولا تزال هناك اسر كويتية تقيم في الهند، حتى باتت وطناً بديلاً لها، اي لم يعد لهذه الاسر في وطنها الام الكويت علاقة او نسابة او صلاة دم.اما في الكويت فيقترب عدد الهنود من مليون مقيم، وهم مرحب بهم، بل ازعم ان وجودهم محل قبول وترحاب من كل الكويت، حكومة وشعباً، فالهنود رغم عددهم، لكن مشكلاتهم لا تساوي ربما خمسة في المئة من نظرائهم من جنسيات اخرى.اما مملكة تايلند، وعلى لسان مسؤوليهم تستقبل في كل عام اكثر من 80 الف سائح كويتي أو من الكويت، هذا بخلاف المرضى الذين يتعالجون في مستشفياتها، واذا افترضنا ان متوسط ما يصرفه السائح الكويتي خلال اقامته هناك خمسة الاف دولار اميركي، فهذا يعني ان 400 مليون دولار دخلت خزينة الدولة التايلندية، هذا بخلاف الكويتيين المقيمين هناك بصفة دائمة، والذين اسسوا مشاريع تجارية ومعارض ومقاهي ومطاعم.سفير تايلند في الكويت بشر ان بلاده باتت خالية من "كورونا"، وتستقبل السياح، وعلى الكويتيين الراغبين في زيارتها اصدار سمة دخول، قطعاً السمة لا تمنحها السفارة مجاناً لكن نظير مبالغ معلومة!صفة الدول التي تتقارب على شكل اتحاد او تعاون او منظومة، او اي شكل من اشكال التقارب كالاتحاد الاوروبي، والاتحاد الافريقي والدول المنطوية تحت ستار روسيا الاتحادية، ومنظمات اخرى في اسيا واميركا اللاتينية، كل هذه الدول تتوحد تحت مظلة سياسية موحدة، وتتعامل معها الدول على اساس كتلة سياسية واحدة، وما ينطبق على احداها ينطبق على البقية، ما عدا "مجلس التعاون" الخليجي الذي تنفرد كل دولة من دوله الست بسياسة تختلف عن الاخريات، فهل دول "التعاون" الخليجي كتلة سياسية موحدة امام دول ومنظمات وكيانات وحدوية ام مجرد علم واغنية "انا الخليجي"؟انا لا يهمني اذا توحدت دول الخليج بكيان وحدوي، او اي شكل تنظيمي على الاقل من الداخل، لكن يهمني ظهور هذا الكيان امام العالم كقوة وكتلة سياسية موحدة، على اساس ما يمس دولة من دوله يمس كل الدول، لكن ذلك لم يحدث، فـ"التعاون" الخليجي بات جسد بلا روح، لاسيما بعد الازمة العابرة التي عصفت ببعض دوله.وعليه ولان كل دولة من دول "التعاون" الخمس انفردت بتحقيق مصالحها، فحري بالكويت العضو السادس ان ترى مصالحها، وتفك قيود المجاملة، فنحن لا نلوم الاخوة الخليجيين اذا بحثوا مصالحهم، لكن نرى وكأن حكومتنا مكتوفة اليدين، فيما بقية دول الخليجي مطلقة الايدي محققة مصالحها وتعزيز وجودها، وبقيت حكومتنا المستقيلة والرشيدة مقيدة اليدين والرجلين، وكل شيء معلق الى حين يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود.رحم الله عبدالله السالم، كم كان اميراً عظيما اسس دولة فجعل حدودها العالم.$صحافي كويتي
[email protected]