د. خالد عايد الجنفاويأسعى دائماً الى اكتساب مزيد من الحكمة في حياتي الخاصة، وفي تعاملي مع العالم الخارجي، وأدرك تماماً أن مسيرة اكتساب الحكمة لا نهاية لها، ولا يمكن تحقيقها في ليلة وضحاها.وأستوعب كذلك أن الانسان الحكيم، سواء كان رجلاً أم امرأة، لا يمكن له أن يدعي في أي وقت من الأوقات بأنه أحكم الناس أو أكثرهم خبرة في الحياة، فلا ينطق الحكيم، قولاً وفعلاً، بمثل هذه الترهات النرجسية تجاه نفسه، وبالطبع، ثمة سمات حكمة قابلة للاكتساب ومبادئ ووسائل متاحة أمام كل فرد لكي يصبح حكيماً في عالم متغير، ومنها بعض ما يلي:- احدى أبرز سمات الحكيم هي عدم اعتقاده أنه حقق الحكمة الكاملة، وحيث يسعى طوال الوقت إلى زيادة ثروته الفكرية، والنفسية، والوجدانية عن طريق جعل اكتساب الحكمة والاستفادة منها في حياته احدى أهم أولوياته الحياتية.- أهم سمة يتصف بها الانسان الحكيم هي تفكيره المتعمق بعواقب ما يقوله، ويفعله، وتفكيره المتواصل في النتائج المتوقعة لتصرفاته.- في عالم اليوم المتغير ليس بالضرورة أن يمثل عمر الانسان مقياساً منطقياً لحكمته، وحيث يوجد دائماً في الحياة بالغون يفكرون بشكل تافه وساذج وخالٍ من الحكمة، يوجد صغار سن حكماء بالفطرة أو بالاكتساب.- بعض مبادئ اكتساب الحكمة: الشغف في اكتساب المعرفة بالنفس، وكيف يفكر الآخرون، والاعتقاد أن طريقة التفكير هي التي تصنع ظروف وحالات وأوضاع الانسان، والقراءة المتواصلة في شتى أنواع العلوم، والتعرف بدقة على الدوافع النفسية الحقيقية وراء أقوال وتصرفات الآخرين.
- لا يمكنك اكتساب الحكمة بينما تقع بشكل متواصل أسيراً لأهوائك ومزاجك المتقلب، فمحور الحكمة هو ضبط النفس.- بالنسبة الى الإنسان المسلم، منبع الحكمة التامة، والكاملة، والمثالية هو قراءته المتمعنة والمتواصلة في القرآن الكريم.- معرفة النفس بشكل شبه تام مستحيلة، لكن من يجعلها هدفاً أساسياً بالنسبة له، سيكون أقرب الناس لمنبع الحكمة.- لا يوجد شيء اسمه حكمة عامة، أو تفكير جمعي، أو تفكير أو انطباعات اجتماعية عامة، وأنت كفرد حر وحكيم ما دمت لا تربط فكرك، واعتقاداتك، وانطباعاتك بما تعوّد عليه عامة الناس.كاتب كويتي@DrAljenfawi