الجمعة 16 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

سمو الرئيس... المشاورات مضيعة للوقت

Time
الثلاثاء 02 فبراير 2021
View
5
السياسة
حسن علي كرم

في معرض رده على أسئلة الزملاء الصحافيين، قال رئيس مجلس الوزراء المكلف سمو الشيخ صباح الخالد بما معناه أن التشكيل الوزاري يحتاج الى وقت للقاء الكتل النيابية وجمعيات النفع العام.
الوزارة التي من المقرر ان يشكلها الرئيس المكلف، واذا سارت الامور وفق ما يتأملها سموه هي الثالثة له، هذا اذا حسبناها بالارقام، غير ان الواقع ان كلتا التشكيلتين كانتا أشبه بولادة معسرة وغير مكتملة، اذ ربما الظروف التي أحاطت بهما، او حظ الرئيس مع التشكيلات الوزارية لم يكن سالكاً، او ان هناك أسبابا غابت عنا، لكن نستطيع القول ان الوزارتين ليستا مثالاً للاختبار.
الحكومة اية حكومة ليست بعدد أفرادها، ولا بالأسماء الرنانة التي تزين قائمتها، انما هناك شروط خارج العدد والأسماء الرنانة عائلية او مهنية، فالتجارب الكثيرة التي تم بموجبها تشكيل الوزارات في الكويت أعطت انطباعات مفادها "لا تخدعنكم الأسماء الرنانة والكروش المنتفخة، فهناك مثل يقول اجسام ضخمة وعقول عصافير، مع الاعتذار، فالإخفاقات كانت تنتاب الحكومات الكويتية منذ ستينات القرن الماضي كونها لم تكن حكومات منسجمة ولا متضامنة، وليس هناك نقطة التقاء فكري أو سياسي بين أعضائها.
في وزارة ديسمبر 1964 كان الامر الطبيعي ان تنهار وتشكل ازمة اذ كان يستحيل ان يلتقي النقيضان في مكان واحد، فلم يكن مقبولاً ان يجلس ابن الفقير والمعلم البسيط خالد المسعود الذي ما ان تسلم حقيبة وزارة الكهرباء والماء حتى اقتحم مخازن وزارة الكهرباء وسحب المكيفات ووزعها على ذوي الدخول المحدودة في كيفان والروضة والعديلية.
هل كان مقبولا ان يجلس المسعود الاشتراكي إلى ابن الأكرمين الرأسمالي المتخم صاحب الرصيد الملياري والشركات العابرة، وهل كان مقبولاً ان يجلس الى طاولة واحدة الوزير الاصلاحي والوزير الانتهازي والوصولي؟
لعل أكبر الأسباب التي جعلت الحكومات الكويتية لا تكمل دورتها الدستورية كونها تنتابها اختيارات خاطئة وانسجام مفقود، وعدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذا الدرس الاول الذي يتعين على الرئيس المكلف ان يضعه في الحسبان وهو يسطر اسماء وزارته الموعودة.
لقد جرب الشيخ صباح الخالد، ومن قبله رؤوساء الوزراء السابقون حكومات المحاصصة وكانت اسوأ وزارات، لانها لم تشكل على أساس الكفاءة والانسجام والتضامن الوزاري المنصوص عليه في الدستور، لكنها كانت وزارات ترضية ومصدة عن الاستجوابات، لكن الاستجوابات كانت تقدم والوزارات تنهار كأوراق الخريف، فهل يكرر صباح الخالد التجارب الفاشلة ام يبحث عن تقليد جديد؟
في لقائه مع الصحافيين، أفصح سموه عن ان التشكيل الوزاري يحتاج الى وقت، معللاً ذلك باللقاءات المزمع إجراؤها مع الكتل النيابية وجمعيات النفع العام، والسؤال هنا: هل اللقاءات التي يزمع الشيخ صباح عقدها مع جمعيات نفع عام والكتل النيابية، كافية لتشكيل حكومة على خط المسطرة، وهل هي كافية لقراءة الشارع ورغبات المواطنين، وهل الوزراء الذين على ضوء تلك اللقاءات سوف يتم اختيارهم سيكونون خلاصة الخلاصة من الكفاءات الكويتية التي يزدحم بها المجتمع، من دون اعتبار للخلفية العائلية او القبلية او الحزبية او المذهبية؟
بصراحة وليعذرني سموه أشك في كل ذلك، وانا على يقين ان التشكيلة سوف تأتي على شاكلة كل التشكيلات السابقة، هذا اولاً، وهذا محسوب على صباح الخالد لا له.
ثانياً تجربة اللقاءات مع الكتل النيابية تجربة منسوخة عن تجربة رئيس مجلس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد، ولم تفلح، وفي نهاية الامر قامت قيامة المعارضين من داخل المجلس وهم الذين التقى بهم واخيراً رفعوا شعار"ارحل يا ناصر"!
مطالبات الشعب واضحة، وليست بالضرورة ان تتطابق مع الوضع الاقتصادي المتراجع والمالي المتدهور، فهل تلبي الحكومة مثلاً المطالبات بزيادة الرواتب او عدم فرض الضريبة ورفع أسعار البنزين والكهرباء والماء وتقنين التموين، او هل تلغي الحقوق التي يراها المواطن، لا سيما الموظفون الحكوميون، حقوقاً مكتسبة كالمكافأت والعلاوات التشجيعة، وهي ليست حقوقاً مكتسبة، ولا ينبغي في زمن العُسرة ان تستمر؟ لذا ينبغي الا يضيع رئيس مجلس الوزراء المكلف وقته بلا جدوى، في حين مطلوب منه اعلان التشكيل في زمن أقصر، وانا على يقين ان التشكيلة القادمة لن تكون افضل من التشكيلات السابقة، ولن تخرج عن المحاصصة وملء الفراغات.

صحافي كويتي
[email protected]
آخر الأخبار