السبت 27 يوليو 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
سميرة بودرغم: الرقص الشرقي… مزيج من التقاليد والابتكار
play icon
الفنية

سميرة بودرغم: الرقص الشرقي… مزيج من التقاليد والابتكار

Time
الاحد 17 سبتمبر 2023
View
257
السياسة

الأرجنتينية خريجة "ADS" ترى أن الجمهور المصري "ملهوش حل"

بول فرانسيس فرنانديز

ولدت الفنانة سميرة بودرغم، في إسكويل تشوبوت الأرجنتين. عاشت في هذه المدينة الجميلة حتى بلغت 17 عاما مع والدتها يانينا، وأختها نايلة وشقيقها فريد، تقول إنها درست في العاصمة بوينس آيرس بالأرجنتين، التي عاشت فيها نحو 7 سنوات، وكانت محظوظة بدراسة الرقص وعلم النفس وعملت كمعلمة للرقص وراقصة شرقية.
وأكدت سميرة، في مقابلة مع صحيفة "عرب تايمز"، إن حلمها كان السفر إلى لبنان لرؤية مدينة عائلتها وكذلك مصر لدراسة الرقص مع مدرسين مصريين وكذلك زيارة جميع المعالم السياحية.
وتضيف: "عندما وصلت مصر لقضاء أسبوعين، بفضل صديق جعلني على اتصال بمركب (نايل مكسيم) في القاهرة وهي من المراكب النيلية الشهيرة، حيث عملت لمدة أسبوعين، وبعدها وقعت عقد عمل تم تجديده، والآن أنا هنا منذ 4 سنوات، سعيدة للغاية بمهنتي وممتنة لهذا البلد الجميل الذي فتح لي أبوابه ويمنحني الكثير من الحب كل يوم".
وأتقنت سميرة، التي تمتلك موهبة لا يمكن نكرانها أداء فن الرقص الشرقي، بفضل شغفها العميق بالتعبير الثقافي كما تنسج بسلاسة بين التقاليد والابتكار، فتبهر الجمهور بكل حركة وكل خطوة معقدة تتخذها، معها كان الحوار التالي:

كيف أصبحت مهتمة بالرقص الشرقي، وما الذي ألهمك لمتابعته كمهنة؟
بدأت الرقص في مدينة صغيرة جنوب الأرجنتين تدعى إسكيل، عملت والدتي في جمعية لبنانية، كما أن عائلتي أيضا من أصل لبناني، لذلك كنا جميعا مرتبطين جدا بهذه الجمعية، عندما كان عمري 4 سنوات فقط، أخذتني والدتي إلى الفصول الدراسية وقضيت طفولتي ومراهقتي بأكملها هناك، عندما كان عمري 17 عاما ذهبت في إجازة إلى بوينس آيرس، حيث توجد مدرسة الرقص العربي (ADS)، وهي الأكبر في المدينة. بعد الاختبار حصلت على القبول مباشرة في السنة الرابعة. كنت مفعمة بالحماسة، حيث سأعيش وحدي في بوينس آيرس بمساعدة أجدادي وأمي، حتى عمر 17 عاما، كان الرقص هو البطل في حياتي، لكن عندما انتقلت إلى مدينة أخرى لمواصلة دراسة الرقص في مدرسة الرقص العربي لأستاذي أمير طالب، كان الرقص بداية مشروع حياتي.
تخرجت كممارس ومعلم في نفس الوقت، لقد كنت جزءا من فرقة الباليه في هذه المدرسة، وأنشأت مدرستي الخاصة، حيث قمت بتعليم الفتيات والنساء الصغيرات. كان لدينا عرض خاص في نهاية العام بالإضافة الى مناسبات أخرى. سافرت داخل بلدي لتعليم الرقص والمشاركة في أحداث مختلفة، التي أثرت على رقصتي بشكل كبير.

ما جوانب الرقص الشرقي التي تجدينها أكثر آسرا أو إشباعا؟ هل هناك أسلوب أو عنصر محدد يتردد صداه معك أكثر؟
أحب الارتباط الذي يتولد بين تقنية الرقص الشرقي والمقطوعات الموسيقية العربية والآلات العربية وفروقها الدقيقة، أشعر أنها سامية، خاصة الموسيقى الطربية والموسيقى الكلاسيكية، هما المفضلان لدي، التواصل مع أصوات المطربين العظماء من هذا النوع هو أمر لا أستطيع شرحه بالكلمات، ولهذا السبب أرقص عليه.

ديناميكية فريدة
هل يمكنك إخبارنا عن الأساليب التي تتخصصين فيها وكيف تختلف عن بعضها البعض؟
طوال حياتي درست الرقص وأعتقد أنه لا نهاية له، فالعالم العربي كبير جدا، ولكل بلد فلكلوره الخاص، وقد أتيحت لي الفرصة لدراسة الكثير منها. لكنني تخصصت في الرقص الشرقي، وأستطيع أن أقول إن الأسلوب المصري، الأرضي والعاطفي، هو الذي أتواصل معه دائما ولكني أحب رؤية النمط اللبناني، بديناميكيته الفريدة.

كيف تتعاملين مع تصميم الرقصات والأداء؟ ما الذي يدخل في صياغة روتين رقص شرقي آسر؟
بشكل عام ليس لدي رقصات كاملة حتى الآن، بل رقصات مخططة، في لحظات موسيقية معينة أعرف ما سأفعله، ولكني أحب الرقص وأفعل ما أشعر به في هذه اللحظة، أدائي ليس هو نفسه دائما، أتغير حسب المناسبة، حفلات الزفاف، عروض المطاعم، حفلات الحناء، النوادي وغيرها، ولكنها تتميز جميعها بوجود طاقة ديناميكية، حيث إنه خلال أدائي هناك أغان عن الحب والحسرة وأغان تقليدية وأغان جديدة.

غالبا ما يُنظر إلى الرقص الشرقي على أنه شكل من أشكال الفن التعبيري. كيف تنقلين المشاعر وتحكين القصص من خلال عروضك؟
الشيء الرائع في الرقص الشرقي هو ذلك الشعور الذي ينشأ بين المقطوعة الموسيقية والراقصة. أنا لا أتحدث العربية، ولكني أعرف ما تقوله جميع الأغاني حتى أتمكن من التواصل مع الموسيقى وتوليد جميع المشاعر.

الأزياء والملابس جزء أساسي من الرقص الشرقي، كيف تختارين أزياءك وهل لها دور في إيصال رسالتك الفنية؟
أصنع تصميماتي الخاصة، أحب تصميم الأزياء، وألهمني تصميم الأزياء الراقية وما إلى ذلك. أعمل مع مصممين يساهمون أيضا بأفكارهم في تصميماتي وقد صممنا أزياء رائعة، وأزيائي تلعب أيضاً دوراً خلال أدائي، لأنني أصممها وأختارها حسب المناسبة ونوع الحدث.

طقوس جميلة
الأداء أمام الجمهور يتطلب الثقة والحضور على المسرح، كيف تستعدين نفسياً وعاطفياً للعرض؟
الاستعداد للصعود إلى المسرح له طقوس جميلة، يبدأ الأمر بالماكياج والشعر، أحيانا أطلب من فريقي من المحترفين القيام به أيضا، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو أنه قبل ثوانٍ من بدء العرض، أحتاج أحيانا إلى بضع دقائق مع نفسي للتواصل مع الموقف.

هل يمكنك وصف تجربة أداء لا تُنسى أو فريدة من نوعها والتي تميزت في حياتك المهنية؟
لدي الكثير، ما يبقى في قلبي هو عندما يتحمس الناس عندما يرونني أرقص وأستمع إلى أغنية كلاسيكية، لكن إذا اضطررت إلى الاختيار، فستكون هناك اثنتان. في العام 2018، أنتجت وأدّيت مع خالتي في عرض بعنوان "على المسرح"، قررت أن أرقص على أغنية وائل كفوري، لأنه ذكرني بجدي الراحل، وبعدما انتهيت من الرقص اقتربت مني امرأة تخبرني أنني جعلتها تبكي، وشكرتني على ما شعرت به، يجب أن أقول إن الجمهور المصري شيء لا يمكن تفسيره في بعض الأحيان" ملهوش حل"، الطاقة والحب الذي يمنحونه لي عندما أقوم بأدائي هو شيء فريد من نوعه، أحيانًا أنتهي من الرقص وأحتاج إلى التفكير في الجنون الجميل الذي مررت به قبل دقائق، أحبهم كثيرا.

يمكن أن يكون التعاون جانبا مهما من الرقص. هل عملت مع موسيقيين أو مصممي الرقصات أو فنانين آخرين لإنشاء عروض متعددة التخصصات؟
تعاونت كثيرا مع فنانين مختلفين طوال حياتي وخاصة في الأرجنتين. أنا هنا في مصر أعمل مع فرقة أوركسترا، ولكن ليس دائما، حيث إن الفعاليات أخيرا لم تعد تستأجر راقصين وفرقا أوركسترا كما كانت تفعل من قبل، لذلك أذهب إلى العديد من الفعاليات بمفردي مع عازف الطبلة.

للرقص الشرقي جذور ثقافية في مناطق مختلفة، كيف تتعامل مع الحساسية الثقافية والأصالة عند أداء أنماط مختلفة؟
أحب الابتكارات والاندماجات ولكنني أبقى دائما مع الجوهر الأصلي، الموسيقى الحديثة تتطلب منا الابتكار فيما يتعلق بالرقص والحركة. شخصيا، التكيف الذي كان عليّ أن أقوم به لرقصتي مع الموسيقى الحديثة كان وفقا لقاعدة واحدة: لا أتوقف أبدا عن الرقص وأطالب نفسي تقنيا، وبما أنه من السهل في كثير من الأغاني الحديثة أن أرقص قليلاً وأتفاعل مع الجمهور، لكن هذا ليس خياري. أحب التفاعل مع الناس، ولكن دائما من خلال الرقص.

كيف تحافظين على لياقتك البدنية والقدرة على التحمل المطلوب للرقص؟ هل تشاركين في إجراءات أو ممارسات معينة للياقة البدنية؟
ليس لدي نظام غذائي متطلب، أحاول أن أتناول طعاما صحيا، نظامي الغذائي يعتمد على الدجاج والفواكه، أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية وأمارس اليوغا، ولكن بشكل موسمي، عندما يكون عملي في موسمه، عادة ما يكون جسدي متعبا جدا بحيث لا يمكنني القيام بأنشطة أخرى غير الرقص.

ما نصيحتك للراقصات الشرقيات الطموحات اللاتي يتطلعن إلى ممارسة مهنة في هذا المجال؟
أود أن أقول لهن أن يحلمن كثيراً ويعملن بجد لتحقيق أهدافهن لأن الأمر ليس سهلاً، ومن الصعب جداً البقاء في عالم الرقص وخاصة عندما يتعلق الأمر بهذا الفن.

تطور مستمر
كفنانة، كيف يمكنك الاستمرار في التطور والنمو في مهنتك؟ هل هناك أي أهداف أو تطلعات تعملين على تحقيقها حاليا؟
بصراحة أشعر أنني كل أسبوع أتعلم شيئا جديدا، وأنا أتطور باستمرار، أتلقى دروسا مع المعلمين الذين أحبهم، وأشاهد مقاطع فيديو لراقصين من العصر الذهبي والمعاصر، وأتدرب كثيرا، خصوصا عندما تكون لدي أفكار جديدة. لدي العديد من الأهداف لتحقيقها في المستقبل، اليوم أركز بشدة على حاضري لأنه يتطلب حقا 24 ساعة من وقتي، ولكني أحب أن أدخل عالم التمثيل، أعتقد أن لدي إمكانات وأعلم أنني سأفعل ذلك يوما ما.

ما الطرق التي تتفاعلين بها مع جمهورك ومعجبيك خارج عروضك؟ هل تستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي أو منصات أخرى للتواصل؟
أشعر بالامتنان الشديد لشبكات التواصل الاجتماعي، لأنها تولد تقاربا جميلاً جدا مع المعجبين. أحاول أن ألقي نظرة على جميع الرسائل التي يرسلونها لي وأشكر الله دائما على الحب الذي يأتيني عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

هل هناك أي مفاهيم خاطئة حول الرقص الشرقي تودين معالجتها أو توضيحها؟
أود فقط أن أخبرك أنني رقصت طوال حياتي، على الأقل منذ أن أتذكر، والحمد لله أن عائلتي رافقتني دائما في هذا الطريق وهم يعرفون مدى حبي واحترامي للرقص. أعتقد أنه ينبغي علينا جميعاً أن نعتني بالفنانين، في مهنة تعود بالنفع على عالمنا.

سؤال أخير، ما الذي تأملين أن يستفيد منه الجمهور من عروضك؟ كيف تريدين أن يؤثر رقصك على من يشاهدونك؟
إنه سؤال صعب للغاية. لا يسعني إلا أن أقول لك إنني أصعد على المسرح بقلب مفتوح. قد أكون مريضة أو حزينة، من بين أمور أخرى، ولكن عندما أكون على المسرح أحاول أن أقدم لهم أفضل ما لدي، أريد فقط أن أترك الجمهور مع المشاعر التي تتولد في هذا الأمر ذهابا وإيابا بين الفنان والجمهور.

آخر الأخبار