الجمعة 15 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
سيف الله أعظم البنغلاديشي صائد الطائرات
play icon
الأخيرة   /   كل الآراء

سيف الله أعظم البنغلاديشي صائد الطائرات

Time
الأربعاء 22 نوفمبر 2023
sulieman

قصص إسلامية

سيف الله جميل أعظم البنغلاديشي، والذي توفاه الله تعالى عن عمر ناهز 80 عاما في المستشفى العسكري في العاصمة دكا، مخلفاً وراءه سيرة عسكرية حافلة بالعطاء لأمته الإسلامية.
إذ يعد سيف الله أعظم الطيار الوحيد في العالم الذي أسقط أربع طائرات للكيان الصهيوني خلال حرب الأيام الستة عام 1967.
ولد سيف الله أعظم عام 1941 في بابنا أقصى شرق الهند بمنطقة تابعة لبنغلاديش الحالية، وعاشت عائلته في كالكتا حتى قرار تقسيم الهند عام 1947، وحينها هاجرت إلى باكستان التي استكمل فيها تعليمه الأساسي.
التحق بعد ذلك بأكاديمية القوات الجوية الباكستانية عام 1958، وأصبح طيارا حربيا، وتعززت كفاءته القتالية عام 1963 بتلقيه دورة تدريبية في قاعدة جوية بولاية أريزونا الأميركية، احترف خلالها الطيران بطائرة "إف-86 سابر"، ثم عاد ليطير بالطائرة نفسها مع سلاح الجو الباكستاني عام 1963.
عين سيف الله مدربا للطيران في قاعدة "موريبور" الباكستانية عام 1963، ثم شارك في الحرب الباكستانية- الهندية عام 1965، ضمن السرب 17 الذي نجح في تنفيذ هجمات ضد أهداف هندية، وحاصرته طائرتان هنديتان في الجو، ونجح في إسقاط إحداهما والعودة سالما لقاعدة "سارجودا"، وبعد الحرب رقي قائدا للسرب الثاني في سلاح الجو الباكستاني عام 1966.
في نهاية عام 1966 عين سيف الله مستشارا معاراً لسلاح الجو الملكي الأردني، ليجد نفسه في 5 يونيو 1967 وجها لوجه مع سلاح الجو للكيان الصهيوني، حين قصفت أربع طائرات حربية صهيونية "قاعدة المفرق" الجوية، وذلك بعد وقت قصير من تدمير طائرات سلاح الجو المصري في قواعدها.
وبعد موجة الهجوم الأول المفاجئة استعد الطيارون الأردنيون، ومعهم سيف الله، للمعركة التالية، وتصدى ورفاقه للغارة الثانية وأسقط إحدى الطائرات المغيرة، وأصاب أخرى، لم تتمكن من العودة إلى قاعدتها، وسقطت داخل فلسطين المحتلة.
بعد تدمير طيران العدو عددا من الطائرات الأردنية بهجوم على قاعدة المفرق الجوية انتقل سيف الله إلى سلاح الجو العراقي، حيث لمع اسمه في الأجواء العراقية، وتمكن من إسقاط طائرتين للعدو مغيرتين، ليسجل اسمه في التاريخ العسكري للمنطقة باعتباره أول طيار مقاتل يتمكن من إسقاط أربع طائرات حربية للعدو الصهيوني في غضون 72 ساعة فقط.
لقد كان طياراً ماهراً وشجاعا يحمل هم أمّته الإسلامية والدفاع عنها، فالمسلمون كالجسد الواحد، فالألم يعم الجميع، لهذا كان لسيف الله موقف بطولي تجاه أمته، وحصل على جوائز عدة، من الأردن والعراق وباكستان لمهارته غير العادية، وشجاعته في الحرب.
وبعد استقلال باكستان الشرقية (بنغلاديش) عام 1971 عين سيف الله مديرا لأمن الطيران في سلاح الجو البنغالي، ثم رقي الى مدير للعمليات، وقائد لقاعدة "داكا" الجوية عام 1977، وتقاعد عام 1980.
ثم عين مديرا لهيئة الطيران المدني البنغالية لفترتين، ثم انتخب عضوا في البرلمان البنغالي بين عامي 1991 و1996.
هذه المواقف لم تغب عن الذاكرة الفلسطينية بخاصة، ففي نعيها لسيف الله الأعظم قالت سفارة فلسطين في باكستان: "إنه لم يغب ولن يغيب عنا إلا بجسد، فقد كان نموذجا فذاً وفريداً بين الطيارين في الدول الإسلامية".

إمام وخطيب

[email protected]

محمد الفوزان

آخر الأخبار