شبح المجاعة يهدد غزة… والنساء والأطفال الأكثر تضرراً

"الفاو": الإمدادات غير كافية… و"الصحة العالمية": المساعدات "قطرة في محيط"

غزة، عواصم - وكالات: مع التحذيرات الأممية المتوالية بشأن الوضع الصحي والانساني في غزة وشح المساعدات التي تصل إلى القطاع، أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن مخاوفه من خطر حدوث مجاعة في غزة، مؤكدا أن الإمدادات غير كافية على الإطلاق للتعامل مع مستوى الجوع الذي رصده موظفو البرنامج في ملاجئ الأمم المتحدة والمجتمعات المستضيفة.
وحذر البرنامج الأممي، من أنه وفقا لفريق البحث والتقييم والرصد التابع له، فإنه بعد سبعة أسابيع من عدم كفاية استهلاك الغذاء والمياه، من المحتمل جدا أن يكون سكان غزة، وخاصة النساء والأطفال، معرضين بشدة لخطر المجاعة إذا لم يتمكن البرنامج من ضمان الوصول المستمر للغذاء.
في السياق أكدت منظمة الصحة العالمية مجددا أن شحنات المساعدات التي تدخل القطاع وسط الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس بمثابة قطرة في محيط، وقال أحمد المنظري، المدير الإقليمي للمنظمة بمنطقة شرق المتوسط، إن اشتراطات وإجراءات الجانب الإسرائيلي تعيق دخول كميات كافية من المساعدات بالرغم من تكدس كميات كبيرة من المستلزمات الطبية على الجانب المصري من معبر رفح، موضحة أنه قبل الحرب كانت تدخل 500 شاحنة يوميا محملة بمختلف أنواع المساعدات، لكن حتى الآن لم تدخل القطاع سوى 1600 شاحنة فقط، 400 منها تقريبا حملت مستلزمات طبية وأدوية.
كما وصف الوضع في القطاع بالمأساوي، قائلاً "إن مئات الآلاف يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والربو. ولفت إلى أن المخاوف في بداية الحرب على غزة تركزت على المرضى في المستشفيات، أما الآن "فهناك قلق حقيقي على من تبقى من الأصحاء". وأضاف "في غزة هناك أكثر من مليوني نازح يفتقدون المأوى، منهم ما يقرب من المليون يعيشون في مؤسسات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ويفتقرون إلى أدنى أساسيات الحياة، تتوفر لهم دورة مياه واحدة فقط لكل 220 شخصا، ووحدة استحمام واحدة لكل 4500 شخص".
وأشار المنظري إلى أن نقص الوقود يعرقل تقديم الخدمات الطبية، وضرب مثالا بمستشفى الشفاء أكبر مجمع طبي بالقطاع الذي قال إنه يحتاج يوميا إلى 17 ألف لتر من الوقود. وأكد أن كميات الوقود التي تدخل للقطاع لا تلبي احتياجات المؤسسات الصحية ناهيك عن احتياجات محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه والاتصالات والمخابز، مشيرا إلى أنه مع بدء فصل الشتاء ستزيد الحاجة إلى الوقود.
وفي رسالته باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "إن هذا اليوم هو يومٌ لإعادة تأكيد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقه في العيش في سلام وكرامة، معربا عن الفزع من الموت والدمار الذين اجتاحا المنطقة".
لافتا إلي معاناة الفلسطينيين في غزة من الكارثة الإنسانية التي تسبب فيها العدوان الاسرائيلي وإجبار أكثر من 1.7 مليون شخص على ترك منازلهم بدون وجود مكان آمن ملاذا لهم محذرا من خطر تصاعد الوضع في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، إلى حدّ الخروج عن السيطرة.
وشدد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة أن يكون الجميع متّحدين في المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الحصار المفروض على قطاع غزة وقال إن الوقت قد حان- ومنذ أمد بعيد- لاتخاذ خطوات حازمة لا رجعة فيها، مؤكدا أن المنظمة لن تتوانى في التزامها تجاه الشعب الفلسطيني والحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف.