الثلاثاء 29 أبريل 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

شركاؤنا بالوطن!

Time
الثلاثاء 25 سبتمبر 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

لسنا ضد الوافدين بشكل مطلق ، فقد أصبحوا جزءًا من مجتمعنا رضينا أم أبينا ،فهم الأغلبية بنسبة 1الى3 ولكننا ضد جميع الممارسات الخاطئة التي نراها ونسمع عنها كل يوم، وقد كنّا نظن رغم كثرة عددهم أن القوة والقرار بيدنا على أساس أننا أصحاب البلد وأهل الحل والربط ، ولكن مجريات الأحداث تقول عكس ذلك، فهم فقط أصحاب القرار، فكل مسؤول كبير يختبئ في ظله سكرتير وافد بيده مفاتيح القرار، والطامة الكبرى حين خاطب ديوان المحاسبة ديوان الخدمة المدنية طالباً منه تزويده كشفاً برواتب الموظفين الوافدين بالدولة ،بالاضافة الى علاواتهم ومكافآتهم فأجاب ديوان الخدمة بالرفض رسميا على هذا الطلب ، وعلى مرأى ومسمع من الجميع ، وهذا ليس له إلا معنى واحد فقط لاغير ،وهو سيطرة الوافدين على هذا المرفق المهم وخوفهم من تسريب الجواب ومعرفة الشعب الكويتي بالكرم الحاتمي الذي يغدق على الاشقاء الوافدين ويحرم منه المواطن ،فالتعيينات تتم بـ 300 دينار على بند المكافآت ثم يصل المرتب إلى الآلاف بعد البدلات والعلاوات، فهل يلام المواطن اذا ثارت ثائرته ؟يذهب المواطن الى المستشفى فيعالج بالممر بينما الوافد وآله واصحابه يستمتع بالغرفة الخاصة ،وتدفع زوجة الوافد القادمة الى البلاد بكرت الزيارة 100دينار للولادة ، بينما زوجة المواطن تلجأ الى المستشفيات الخاصة لعدم وجود سرير بالمستشفى الحكومي ،وقس على ذلك بقية العيادات والمستشفيات ،حتى الأطباء الزائرون يعالجون الوافدين قبل الكويتيين بسبب الأطباء المرافقين للطبيب الزائر ،وهم أيضا من الوافدين .أما في الشارع فالأولوية لهم في كل شيء . وحين يطرد المواطن من احدى الوزارات فإنه يلجأ لمندوب وافد يدفع له المقسوم فينهي معاملته التي طرد بسببها بيوم واحد ، هذه حقيقة يعلمها الجميع ، ولكننا كلنا نغمض عيوننا .عنها اما الوظائف فيحصل الوافد على الوظيفة بمجرد وصوله الى المطار، بينما يقف المواطن بطابور طويل انتظارا للوظيفة التي قد لايحصل عليها، ولايزال نفوذ الوافدين يتمدد في كل أنحاء الدولة والمواطن يتفرج والدولة لاتحرك ساكنا . اما ما يزعج حقا فهو الاستيطان ،فكل وافد يدخل البلاد لايفكر بالعودة حتى جعلوا من الكويت وطنا بديلا لهم ،وما ان يعرف الطريق أحدهم إلاّ ويحضر الآل والاصحاب من بلده بأي طريقة كانت وبأي مسمى وظيفي ، فهو يعلم انه يستطيع ان يغير المهنة بسهولة ويسر بمجرد وصوله ، كمساعد الطباخ الذي أصبح مدرساً ،متجاوزا كل أعراف وقوانين الدولة ،فما الذي تبقى لنا إلا أننا نضحك على أنفسنا ونقول : شركاؤنا بالوطن ،وهكذا نحن والوافدون..زين.
آخر الأخبار